تجري أشغال تهيئة منطقة التوسع السياحي المسيدة بالضاحية الشرقية لمدينة القالة الساحلية بولاية الطارف، على قدم وساق، بربطها بمختلف الشبكات الثانوية والرئيسية التي خصص لها غلاف مالي يفوق 15 مليار سنتيم.
يأتي ذلك بعد أن عرفت العملية تأخرا لعدة سنوات على أن يتم بذات الموقع السياحي المتربع على مساحة 45 هكتارا تضم 16 قطعة أرضية، توطين جملة من المشاريع الضخمة من الطراز العالي، ما سيعطي دفعا قويا لقطاع السياحة محليا ووطنيا.
وحسب مديرة السياحة والصناعات التقليدية لولاية الطارف، ماجدة زياني، في تصريح للنصر، فإن تعليمات صارمة أعطيت لمؤسسة الإنجاز ومكتب الدراسات من أجل الإسراع في تهيئة الموقع الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به حدود 70 بالمائة، مضيفة أنها تجري تحت متابعة الوالي الذي أسدى تعليمات باستكمالها نهاية سبتمبر تحسبا للانطلاق في إنجاز المشاريع الاستثمارية المبرمجة.
 وفي هذا السياق، دعت المسؤولة كبرى المؤسسات السياحية والمستثمرين والمتعاملين الخواص والأجانب ممن لهم إمكانيات كبيرة للاستثمار وإنجاز مشاريع سياحية ذات مواصفات دولية بمنطقة التوسع السياحي بالمسيدة، إلى التقرب من وكالة التنمية السياحية بعنابة لتقديم اقتراحاتهم حتى تتسنى دراستها واختيار أفضل المشاريع التي ستعود بالفائدة على القطاع، بالنظر للأهمية التي تكتسيها المنطقة نظرا لموقعها الإستراتيجي السياحي الخلاب.
ويمكن للمتعاملين الاستثمار في القطاع السياحي في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص سواء في إطار فردي أو على شكل مجموعة، حيث ستعطى الأولوية، تقول السيدة زياني، للمستثمرين الوطنيين الجادين. وسوف يحتضن الموقع أربعة فنادق من الطراز العالي  من صنف 3، 4 و5 نجوم، وكذلك إقامات عائلية، «بنقالوهات»، شاليهات، قرى سياحية، مركز تجاري، مرافق خدماتية، سياحية ورياضية ومدينة ألعاب مائية، وغيرها من المشاريع التي من شأنها الرفع من قدرات الإيواء بتوفير 2700 سرير واستحداث حوالي 6 آلاف منصب شغل بين دائم وموسمي.
وتجمع المنطقة بين زرقة البحر وخضرة الطبيعة ومحمية الحظيرة الوطنية للقالة، كما أنها قريبة من تونس والطريق السيار ومطار وميناء عنابة، ما سيضفي دينامكية تنموية على الولاية على مدار فصول السنة بالنظر لتنوع أنماط السياحة التي توفرها الجهة، منها السياحة الشاطئية، الثقافية، التاريخية، الجبلية، العلمية، الاستكشافية والحموية، بما يتطلب هياكل وخدمات كبرى وبمواصفات عالية.
وقالت المسؤولة إن آمالا كبيرة معلقة على المشاريع المبرمج تجسيدها بالمسيدة، من أجل خلق دينامكية سياحية واجتماعية بالطارف، خاصة من ناحية رفع قدرات الإيواء والخدمات وتجاوز العجز المسجل في مرافق الاستقبال، مع الأخذ بعين الاعتبار التكفل بجانب التكوين لترقية القطاع، بما يحقق منتوجا سياحيا محليا ذا جودة عالية وبمواصفات ترتقي لتطلعات السياح الجزائريين والأجانب، حيث تتوفر مدينة الطارف على معهد متخصص في السياحة والفندقة يعد بمثابة الخزان الذي يزود القطاع محليا ووطنيا باليد المؤهلة، في انتظار استلام  المعهد الثاني بمدينة القالة خلال الدورة التكوينية المقبلة.
وكان وزير السياحة قد أكد خلال تفقده منطقة التوسع بداية الشهر الجاري، ضرورة تدعيم الورشات بكل الوسائل لاستدراك التأخر، بما في ذلك العمل بنظام التناوب لتسليم المشروع الشهر المقبل بالنظر للأهمية التي يكتسيها في ترقية وتشجيع الاستثمار السياحي بالولاية.                             نوري.ح  

الرجوع إلى الأعلى