سمح القرار الصادر عن والي جيجل، شهر جانفي الماضي، والخاص بتحييد عمل اللجنة الولائية التي تمنح تراخيص وضع محطات وهوائيات متعاملي الهاتف النقال بالولاية، بإحداث قفزة نوعية في الخدمة المقدمة، بعد تجاوز الشروط المتعلقة برخص البناء وكذا عقود الملكية الفردية، في وقت أثرت بعض الاعتراضات من قبل مواطنين، على عملية وضع الهوائيات وتحسين الخدمة في عدة مناطق.
وأشارت المديرة الولائية للبريد والاتصالات بجيجل، في دورة المجلس الشعبي الولائي، أول أمس، خلال عرضها لمداخلة حول القطاع، إلى أن العديد من العوامل أثرت سلبا وبشكل مباشر على التغطية بشبكة الهاتف النقال بالولاية، لاسيما النوعية، بحيث كان لقرار الوالي بإلغاء عمل اللجنة الولائية المختصة بمنح التراخيص لوضع المحطات الأساسية وهوائيات متعاملي الهاتف النقال، أثر إيجابي في تجسيد البرنامج محليا، موضحة بأن الشروط التي أقرتها سابقا هذه اللجنة المستحدثة سنة 2006، أثرت سلبا على عملية وضع التجهيزات والمحطات الأساسية، كما أن العديد من المشاريع تم إلغاؤها.
وتابعت المسؤولة بأنه بعد تدخل الوالي وإصداره قرارا شهر جانفي 2023 بإلغاء اللجنة وتحييد عملها، ارتفع عدد المحطات المنصبة، بحيث كانت اللجنة تشترط وجود رخص البناء وعقد الملكية الفردية، وهي الوضعية الشائكة بالولاية ومن الصعب تحقيقها عبر مناطق يتوجب بها وضع المحطات.
وأضافت المديرة الولائية بخصوص وضعية العقار على مستوى الولاية، أن أغلبه عبارة عن أراضي شيوع لا يملك أصحابها عقود ملكية فردية والتي تكون محل نزاع بين الورثة، والبنايات الفوضوية، بالإضافة إلى طبيعة التضاريس عبر الولاية، كون جل المساحة الإجمالية عبارة عن غابات وجبال، مع وجود اعتراضات من قبل مواطنين على إنجاز المحطات الأساسية أو ربطها بالألياف البصرية، وهي مؤشرات أثرت على التغطية ونوعية الخدمة المقدمة على مستوى الولاية.
وذكرت مديرة القطاع، بأنه خلال السنة الحالية، تم تحديث 39 محطة أساسية بإدخال التكنولوجيا الجديدة من طرف أحد المتعاملين بنسبة 31 بالمئة، وإنجاز 35 محطة لمختلف المتعاملين، وتزويد المحطات الأساسية بتقنية الجيل الرابع، وكذا العمل على ربط كل المواقع الرئيسية بالألياف البصرية، كما أشارت إلى أن نسبة التغطية بالولاية تقدر بـ 98 بالمئة، وتشمل الدوائر والبلديات التي يفوق تعداد السكان بها 2000 نسمة، بينما المحصورة بين 2000 و 1000 نسمة فتقدر النسبة بها بـ 75 بالمئة،  وقد تم العمل على تسجيل مشاريع إنجاز المحطات الأساسية في إطار برنامج الخدمة الشاملة وإحصاء 53 منطقة ظل، بحيث تمت برمجة 9 مناطق للاستفادة.
وأشار الوالي، إلى أن وجود اعتراضات من قبل مواطنين منع وضع 6 هوائيات، مما أثر على نوعية الخدمات، في ظل وجود شكاوى من قبل السكان حول ضعف التغطية، ما يستوجب البحث عن الحلول، مثمنا في نفس الوقت المجهودات المبذولة من قبل متعاملي الهاتف النقال، ومنح جيجل الأولوية خلال سنة 2023 مقارنة بولايات أخرى، لكن الإشكال الذي يبقى مطروحا يتعلق بالاعتراضات في ظل صعوبة استعمال القوة العمومية، كون العملية لا تدخل ضمن المنفعة العمومية وتحمل الطابع التجاري، ما يتطلب المرور إلى تحسيس المواطنين وتغير الأفكار الخاطئة حول الهوائيات، مثمنا التقرير المعد من قبل لجنة الاتصال بالمجلس الولائي، والتي تطرقت لجميع النقائص وقدمت الحلول الممكنة.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى