كشف رئيس بلدية عين الناقة، شرق ولاية بسكرة، أنه تم تشكيل خلية أزمة محلية لإحصاء المتضررين من العاصفة التي شهدتها المنطقة وما جاورها، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مشيرا إلى أن مديرية المصالح الفلاحية، أوفدت بدورها لجنة معاينة للوقوف على حجم الأضرار ميدانيا.
وذكر، الطاهر بوشمال، في حديثه للنصر، أن العاصفة تسببت في تضرر المحاصيل الزراعية بجميع المناطق الفلاحية التي يقارب عددها 22 منطقة على مستوى إقليم البلدية، بعد تلف مادة البلاستيك وسقوط الهياكل الحديدية، ما يعني، حسبه، نهاية الموسم الفلاحي وتكبد المهنيين خسائر مادية كبيرة.
وأضاف محدثنا، أن قوة العاصفة أدت إلى سقوط أعمدة الكهرباء الفلاحية بعدد من المناطق، وتضرر مساحات متفرقة من زراعة الحبوب، وأكد رئيس البلدية، أن ما يقارب 8 آلاف بيت بلاستيكي تضررت جميعها.
وقد رافقنا أحد المتضررين بمنطقة الخضرة ووقفنا على حجم تضرر المحاصيل في البيوت البلاستيكية بشكل كبير، على غرار بقية المناطق بالبلدية، وأكد صاحب المزرعة (ج. س)، أنه تكبد خسارة كبيرة مشيرا إلى أن كل بيت بلاستيكي ومنذ عملية الغراسة، كلفه تقريبا 50 مليون سنتيم، زيادة على بعض المصاريف الأخرى التي تتطلبها الزراعة المحمية، وأضاف أن الموسم الفلاحي انتهى بالنسبة له ولمعظم المزارعين، في ظل تضرر المنتجات التي سيقل عرضها في أسواق الجملة بالولاية، بسبب العاصفة.
وأكد ذات المصدر، أن الكارثة ستكون لها انعكاسات سلبية على أصحاب المزارع والمستثمرات الفلاحية، لعدم مقدرتهم على تحمل حجم الخسائر في ظل المتاعب التي يكابدونها بشكل يومي. من جهتهم قال بعض الفلاحين المتضررين، في حديثهم للنصر، إن حجم الخسائر كبير جدا، بعد أن أتلفت الرياح القوية مادة البلاستيك وقضت على ما بداخلها من محاصيل في مقدمتها الطماطم، الفلفل بنوعيه والبطيخ، كما تأثرت مساحات شاسعة مغروسة بالشعير، وشملت الأضرار، حسبهم، السكنات الريفية المغطاة أسقفها بجذوع النخيل والأشجار.
وفي سياق حديثهم، طالب الفلاحون السلطات المحلية والمديرية الوصية، بتعويضهم عما لحقهم من خسائر معتبرة جراء الرياح القوية المحملة بالأتربة والتي تسببت في إتلاف آلاف البيوت البلاستيكية المغروسة. وقال الفلاحون، بأن المستأجرين منهم للمساحات الزراعية، هم الأكثر تضررا، بالنظر إلى المبالغ الباهظة التي دفعوها، مطالبين بالتدخل لتجاوز الظرف الصعب الذي يعيشونه.
وأضاف المعنيون، أنهم قضوا وقتا طويلا في إصلاح ما يمكن إصلاحه من هياكل البيوت المحمية، مؤكدين أن الرياح كبدتهم خسائر مادية معتبرة ليس من السهل، حسبهم، تعويضها بعد تضرر آلاف البيوت البلاستيكية وهو ما دفعهم إلى مطالبة الوصاية بالتدخل من أجل مساعدتهم ضمانا لاستمرار نشاطهم.
هذه الوضعية أجبرت بعض المتضررين على التوقف بشكل مؤقت عن نشاطهم، بالنظر لحجم الضرر، حسب محدثينا، الذين أكدوا أن هذا الأمر سيؤثر على المردودية، خصوصا وأنهم يزودون السوقين المحلية والوطنية بمختلف أنواع الخضر، فضلا عن ضمان الاكتفاء الذاتي لآلاف الأسر المقيمة بالتجمعات الفلاحية، على غرار فيض السلة، لمنيصف، الحراية، الخضرة وغيرها، من خلال اعتمادها على الزراعة المعاشية.
بالمقابل يعترف العديد من المزارعين الذين تحدثنا إليهم، أنهم لم يؤمنوا على محاصيلهم ومزارعهم لدى شركات التأمين، فيما أكد مصدر موثوق للنصر، بشأن مطالب المتضررين، أن تلبيتها من صلاحيات صناديق التأمين المختلفة، مشيرا إلى أن التعويض عن الكوارث الطبيعية يتجاوز المديرية المعنية، وبأن الوزارة الوصية هي التي يمكنها الفصل في هذا الأمر.
ع/بوسنة

الرجوع إلى الأعلى