لجأت بلدية ميلة أمس إلى الاستعانة بالقوة العمومية وتسخيرها ،قصد إسنادها عند تدخلها لإعادة فتح بعض شعاب المدينة، التي اعتدى عليها بعض الخواص وسدوا فتحاتها و مجاري مياه الأمطار الطبيعية بها، الأمر الذي غير في مجرى سيول الأمطار، وجعلها تسبب فيضانات وخسائر و تداهم منازل المواطنين الذين تقع سكناتهم أسفل تلك المجاري.
 كما هو الحال مع إحدى شعاب منطقة صناوة والمعروفة  باسم “شعبة السوماكو» عند المدخل الشرقي لمدينة ميلة من ناحية قسنطينة، التي أصابت مياهها وداهمت سكان مشتة خلفاوي، فأثرت على كل ما اعترض مجراها إلى غاية مصنع الأجر بمنطقة ميلة القديمة . خلال الأسبوع الماضي هرعت كل الهيئات كذلك لنجدة سكان حي 240 مسكن الواقع غرب المدينة بمحاذاة الطريق الوطني 79 الرابط بين ميلة وزغاية، حيث قطعت السيول المتشكلة من مياه الأمطار، الجسر الذي يربطهم بوسط المدينة بعدما غمرته المياه. وهي الحالة التي يعرفها هذا الحي في كل مرة تتساقط الأمطار وتشكل سيولا لا تجد مجراها الطبيعي، بعدما تم الاعتداء عليه من خلال الأتربة والركام و الردوم التي يتم تفريغها في مجاري المياه، وكذا تدخلات الملاك أو أصحاب الأراضي المجاورين قصد ربح مساحات إضافية لصالح قطعهم الأرضية فتنتشر مياه الأمطار وتتوزع في كل جهة أثناء التساقط تبحث عن منفذ يسهل مجراها .
وغير بعيد عن جسر هذا الحي وعلى طول الطريق الإزدواجي الذي يربط ميلة بزغاية يلاحظ المستعمل لهذا الطريق أن كل المعابر الموجودة عليه بداية من الجسر المذكور، إلى غاية شعبة ساحة بوالصوف، والتي في الأصل تشكل المجرى الطبيعي للماء قد سدت وغطت وأصبحت غير ظاهرة للعيان لاسيما في الجهة التي تشكل مدخل الماء، في الوقت الذي تظهر فتحات مخرج الماء من الجهة المقابلة من دون أن تؤدي وظيفتها التي أنجزت لأجلها.
وبرغم أن الشعاب ومجاري المياه تتبع قانونا لقطاع الري ويمكن اعتبارها قانونا من أملاكه، إلا أن مسؤولية الحفاظ على مجاري المياه الطبيعية مشتركة وتهم الجميع من بلدية وقطاع للأشغال العمومية والمواطنين المجاورة أملاكهم لهذه المجاري، ومن المفروض أنه تتم تنقيتها قبيل حلول فصل تساقط الأمطار. وفي هذا المجال يمكن التذكير بمثال مركز بلدية زغاية المجاورة التي كانت إلى غاية منتصف التسعينات ضحية للفيضان مع كل تساقط للأمطار إلى غاية أخذ الوالي الأسبق “ بوسلامة “ قرارا، بهدم كل البناءات الفوضوية التي أقيمت على المجرى الطبيعي للماء وإشرافه شخصيا على عملية الهدم، وهو ما جنب المدينة منذ ذلك الوقت إلى اليوم خطر الفيضان حيث التزم أصحاب السكنات بالحد الذي لا يؤثر سلبا على مجرى الماء.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى