الحرارة تدفع بالمواطنين إلى البحر في عطلة عيد ممتدة
عرفت شواطئ الجهة الشرقية للبلاد نهاية الأسبوع إنزالا بشريا كبيرا خلف حالة من الازدحام عبر المحاور المؤدية إلى المدن الساحلية، في تدفق كبير دفع إليه الارتفاع الكبير للحرارة تزامنا وعطلة ممتدة بمناسبة عيدي الفطر و الاستقلال. وهو ما جعل مظاهر احتلال الشواطئ من طرف أصحاب المظليات والتخييم العشوائي تظهر بشكل مبكر، رغم الإجراءات الصارمة المتخذة للحيلولة دون سلوكات تخل بموسم الاصطياف كل سنة.ولم تقتصر حالات الاختناق المروري على مداخل المدن الساحلية لكن امتدت تأثيراتها على ولايات تقع في محاور هامة، كسطيف التي عاش سكان عدد من بلدياتها تأثيرات تنقل قوافل المصطافين القادمين من مختلف المدن الداخلية.
اختناق كبير بمداخل الولاية
إكتظاظ بشواطئ الجهة الغربية لجيجل  و استياء من التخييم العشوائي
تشهد شواطئ الكورنيش الجيجلي خلال اليومين الأخيرين إقبالا كبيرا  للمصطافين ،  بعد أن حفز ارتفاع درجة الحرارة العديد من شباب المنطقة و الولايات المجاورة على التوجه إلى شواطئ البحر من أجل الاستمتاع بالسباحة على الشواطئ و  في وديان الولاية، قبل  بداية موسم التوافد الكبير الذي تعرفه  المنطقة في عز موسم الاصطياف.
فقد استقبلت شواطئ الجهة الغربية  نهاية الأسبوع مئات المصطافين الذين توافدوا في شكل مجموعات، ما جعل  كل الشواطئ الممتدة من أولاد بوالنار حتى العوانة مكتظة بجمع غفير من الشباب و بعض العائلات، حيث عرفت جوانب الطرقات توقف العديد من السيارات التي تحمل أرقام ولايات متعددة.
أما شواطئ تازة ، أفتيس و الكهوف العجيبة فقد عرفت إقبالا خاصا من حافلات النقل الجماعي و السيارات الجماعية، أين فضل الشباب الزائر التخييم لأيام طويلة ضمن هذه الشواطئ، إذ لاحظنا إقامة أشكال متعددة من البيوت الصغيرة و التي أقامها أصحابها من قطع القماش، و قد لقيت تلك التصرفات انتقاد كبيرا من قبل بعض المصطافين ، الذين استنكروا طريقة إقامة المصطافين على الشواطىء معتبرين تلك المناظر مشوهة لجمال الطبيعة ، و كذا استغلال أصحابها لمساحات كبيرة من الشواطئ ، وطالبوا بضرورة تدخل السلطات المحلية لوضع شروط للتخييم و فرض غرامات مالية على من لا يحترم شروط النظافة.
حديقة الحيوانات بكسير شهدت بدورها إقبالا كبيرا من قبل العائلات التي تجد بها العديد من المرافق للراحة و التنزه ، حيث اصطفت بحظيرتها العديد من السيارات و الحافلات تشير إلى استقبال الحديقة لأعداد كبيرة من عشاق الطبيعة و الحيوانات.
 و رغم أن السلطات المحلية سعت لتدارك الوضع و منع وقوع حالات الازدحام في حركة المرور خلال هذه الصائفة، فقد تسبب الإقبال الكبير للمصطافين خلال 48 ساعة الماضية عبر العديد من النقاط المعروفة في تسجيل حالات الاختناق المروري كغار الباز، الكهوف العجيبة و المدخل الغربي لبلدية العوانة ، أين تشكلت طوابير طويلة من  السيارات.
ك.طويل

إقبال كثيف وعائلات تتبادل التهاني على شواطئ البحر بالقل
 عرفت مختلف شواطئ منطقة القل إنزالا كبيرا بداية من يوم الأربعاء رغم تزامن ذلك من أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث تبادلت مئات العائلات تهاني العيد على الشواطىء، انطلاقا من شاطئ بن زويت ببلدية كركرة مرورا بشاطئ تلزة وعين أم القصب وعين الدولة بوسط المدينة وصولا إلى شاطئ تمنارت ببلدية الشرايع وحتى شاطئ مرسى الزيتون ببلدية خناق مايون.
و قد عرفت الشواطئ المذكورة توافد أعداد كبيرة من الشباب والعائلات من مختلف الولايات والمدن الداخلية هروبا من الحر الشديد بسبب ارتفاع معدل درجات الحرارة التي فاقت 41 درجة مئوية، و قد وجدت الكثير من العائلات نفسها تتبادل تهاني العيد على شواطئ البحر والتمتع بنسماته وتناول أطباق الحلويات.
ومن المنتظر أن يتزايد الإقبال على شواطيء المنطقة خلال الأيام القادمة، لاسيما مع تحسين ظروف استقبال المصطافين و خاصة فتح الطريق السياحي بين وسط مدينة القل وشاطئ بني سيعد على مسافة 6 كلم و تزويده بالإنارة العمومية باستعمال الطاقة الشمسية.
كما تم فتح طريق خناق مايون نحو شاطئ مرسى الزيتون لأول مرة، وهو ما يسمح بوصول السيارات إلى الشاطئ كما اتخذت بلدية القل هذه المرة إجراءات تنظيمية  للقضاء على ظاهرة أكشاك التجارة  الفوضوية على الشواطئ و منع إقامتها على الأرصفة على طول جادة البحر بمنطقة عين الدولة، وغيرها من الإجراءات التنظيمية التي تجعل من موسم الاصطياف في طبعته 2016 يعرف قفزة نوعية.
بوزيد مخبي  

رغم الإجراءات المتخذة لمحاربة الظاهرة
 غرباء يؤجرون الشمسيات ويحتلون  شواطئ عنابة بالقوة
عرفت شواطئ الكورنيش بعنابة، توافدا للعائلات والشباب مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث سُجل إقبال كبير على الشواطئ المسموح السباحة بها، خاصة بالسانكلو، شابي، و واد بوقراط، مما يشير إلى  الافتتاح الفعلي لموسم الاصطياف مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان، و رغم التعليمات بجعل الشواطىء مفتوحة للجميع إلا أن العشرات من الشبان قاموا بتأجير المظلات في عدد من النقاط بمبالغ وصلت إلى 800 دينار.
 كان التوافد ملحوظا على الشواطئ بشكل ملفت يومي الجمعة والسبت، ما يعبر على لهفة المصطافين للتمتع بأجواء الصيف، حيث شهد نزول آلاف العائلات على الشواطئ بمضلاتهم الشمسية ومختلف لوازم السباحة.
 وقد دفع ارتفاع درجة الحرارة المسجلة في الأيام الأخيرة، الشباب والأطفال رفقة ذويهم إلى التوجه نحو شواطئ البحر، من أجل الاستمتاع بزرقة المياه والترويح عن النفس، و خاصة بعد انقضاء شهر الصيام والإعلان عن نتائج امتحانات نهاية التعليم الابتدائي والمتوسط، حيث فضلت الكثير من العائلات اصطحاب أبنائها وإخراجهم من ضغط الإعداد لاجتياز الامتحانات النهائية. كما غص شاطئ واد بوقراط أمس بمئات المصطافين المتعطشين لأجواء الصيف المفعمة بالراحة والتسلية، و وجد عشرات المصطافين القادمين من عدة ولايات شرقية، على غرار قسنطينة، قالمة، سوق أهراس، في هذا الشاطئ المميز المكان الأنسب للاستجمام مع ارتفاع درجة الحرارة، أين لوحظ تواجد عديد السيارات تحمل ترقيم الولايات المذكورة مركونة بمحاذاة الشاطئ، خاصة من ولاية قسنطينة.
و ينتظر توافد المصطافين بأعداد كبيرة هذا الموسم، بعد فتح شطر الطريق السيار بمنطقة جبل الوحش، حيث أصبحت المسافة بين مدينتي عنابة و قسنطينة يتم قطعها في ظرف ساعتين من الزمن.  
و عرف طريق الكورنيش بمدينة عنابة في الفترات المسائية من أيام العيد، اختناقا مروريا كبيرا، بسبب توجه العائلات و كذا أصحاب السيارات، إلى الواجهة البحرية للتمتع بالمناظر الجميلة وبحثا عن نسيم البحر.  و هي نفس الأجواء التي شهدها شاطئ عين عشير القريب من جبال سرايدي، أين توجد فضاءات التسلية والترفيه، والتي تعد مكانا للراحة والتنزه بامتياز بهذا الموقع الذي يجمع بين خضرة الأشجار و زرقة البحر.
وتبقى النقطة السوداء مع بداية موسم الاصطياف لهذه السنة إصرار أصحاب المضلات على احتلال مساحة واسعة من الشواطئ رغم إعطاء اللجنة الوزارية المشتركة بين الداخلية والسياحة، تعليمات صارمة للولاة لإنهاء التجاوزات التي تحدث كل موسم من قبل مستغلي الشواطئ، الذين يقومون بنشاطات مخالفة للقانون، تجعل المصطافين يستاءون من نوعية الخدمات المقدمة و ذلك باحتلال مساحات واسعة من الشواطئ المحروسة و الكراء الإجباري للمظلات بأسعار مرتفعة تتراوح ما بين 400 و 800 دج، نفس الشيء بالنسبة للمواقف العشوائية، وهو ما بدأ يسجل هذه الأيام في انتظار ردة فعل مصالح الشرطة والدرك الوطني.
و كان قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة العقيد صرهود إسماعيل،قد تعهد في تصريح سابق، بالتعامل بحزم مع أصحاب المظلات والحظائر غير مرخصة، الذي يحتلون الشواطئ خلال موسم الاصطياف، تنفيذا للقرار الذي أصدره والي عنابة يوسف شرفة، من أجل السهر على راحة المصطافين والسياح والتصدي للمنحرفين و جميع النشاطات غير المرخصة بشواطئ إقليم الاختصاص.
حسين دريدح

بعد تضاعف المتجهين نجو الولايات الساحلية و الشلالات
إزدحام عبر طرقات أربع بلديات بسطيف
تسبب تضاعف أصحاب المركبات من المصطافين القاصدين لشواطئ البحر بالولايات الساحلية خلال الساعات الفارطة، في ازدحام وبطء حركة السير الذي استمر عدة ساعات ببعض بلديات ولاية سطيف.
 على غرار بلديتي بني عزيز وعين السبت الواقعتين شمال شرق الولاية، عبر محور الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين سطيف و جيجل، إضافة إلى بلديتي عموشة و تيزي نبشار شمال غرب سطيف، عبر محور الطريق الوطني رقم 9 المؤدي إلى بجاية، إضافة إلى ازدحام سجل على مستوى بلدية الواد البارد بالنسبة لقاصدي الشلالات.
أصحاب المركبات القادمة  من مختلف بلديات سطيف، إضافة إلى عدة ولايات مجاورة على غرار بسكرة، باتنة، المسيلة، فوجئوا بحركة المرور الكثيفة والازدحام الشديد، معبّرين عن استيائهم جراء اضطرارهم الانتظار لعدة ساعات، قبل اجتياز بعض الأجزاء  من الطرقات، بسبب ضيقها وأشغال الصيانة في البعض الآخر، مما عطلهم عن بلوغ مقصدهم، سواء بشواطئ مدينة جيجل أو بجاية و حتى الشلالات، هروبا من الحر الشديد.
 كما عبّر سكان بلديتي عين السبت و بني عزيز عن استيائهم من الازدحام و ضوضاء محركات السيارات طيلة النهار و حتى أثناء الليل، متسائلين عن أسباب تأخر إنجاز الطريق المزدوج الرابط بين مدينة العلمة و جيجل، موضحين بأن دخوله حيز الخدمة، سيخلص مدينتهم من الازدحام.
و أوضح أصحاب المركبات بأن ازدواجية الطريق ستخلصهم من عناء استعمال الطريق الوطني رغم إعادة تأهيله، إلا أن المنعرجات الكثيرة و ضيقه في بعض المقاطع، جعلهم يعانون من الازدحام قبل بلوغ وجهتهم.
نفس الأمر سجل ببلديتي عموشة و تيزي نبشار، لكن بأقل حدة على مستوى مركز البلديتين، بسبب كثافة حركة المرور على الطريق الوطني رقم 9 وتواجد عشرات المحلات التجارية وسكنات المواطنين.
بدورها شهدت بلدية وادي البارد ازدحاما شديدا وتعطل  في حركة السير، بسبب توافد المئات من المصطافين على منطقة الشلالات، المعروفة ببرودة مياهها، هروبا من لفحات الحر الشديدة و ارتفاع درجات الحرارة، ولم تستوعب الطرقات المؤدية لها، الأعداد الكبيرة من أصحاب المركبات، مع تسجيل ازدحام مماثل على مستوى الطريق الوطني رقم 77 المؤدي إلى شلالات إيراقن بولاية جيجل، المتاخمة لمنطقة عين السبت بسطيف.
وبادرت بعض البلديات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية بالتنسيق مع المصالح الأمنية، وكشفت مصادرنا بأن الأمر يتعلق بتعزيز تواجد عناصر الأمن والدرك عبر محاور الطرقات، خاصة تلك التي تعبر وسط المدينة على غرار بني عزيز وعين السبت، إضافة إلى عموشة و تيزي نبشار، و قد بادرت البلديتان الأخيرتان،  خلال الأشهر الفارطة إلى توسعة الطرقات الرئيسية، قصد تسهيل و ضمان انسيابية حركة المرور للسماح بمرور مئات المركبات في وقت قصير.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى