كشف مدير سد بني هارون عن تواجد مكتب دراسات برتغالي يعمل على البحث عن أفضل السبل لاسترجاع المياه المتسربة من حوض سد بني هارون والمقدرة ب 1 متر مكعب في الثانية تخرج عبر فتحات التفريغ  و  الأروقة وتظهر بشكل واضح متجمعة أسفل السد قبل أن تتسرب مجددا نحو البحر عبر مجرى الوادي الذي ينتهي إلى البحر بمنطقة الميلية.
 اذ من المنتظر الإبقاء على 10 بالمائة من المياه المتسربة بمجرى الوادي للحفاظ على النظام الايكولوجي للمنطقة فيما سيتم  استرجاع ما زاد عن هذه النسبة قبل الدفع بها نحو المنطقة الصناعية لبلارة بولاية جيجل لتلبية حاجيات الصناعة هناك من الماء.
السيد عز الدين مانع أضاف بان سد بني هارون عرف خلال عمليات التفريغ الإرادية المبرمجة والمتحكم فيها التي تتم مع بداية كل موسم تساقط للأمطار تفريغ أكثر من ستة ملايير متر مكعب من الماء تم تسريحها لتذهب نحو البحر وهذه الكمية تمثل ستة أضعاف طاقة استيعاب السد المقدرة بمليار متر مكعب، علما وان عمليات التفريغ المبرمجة بالإضافة إلى أنها تحمي المنشاة وتجهيزاتها وكذلك السكان الواقعة سكناتهم غير بعيد عن مجرى التفريغ، فإنها تساهم في التخلص من كمية معتبرة من الأوحال والطين المتجمعة أسفل السد بفعل ظاهرة التوحل مشيرا في السياق بان سد بني هارون الذي يتربع على مساحة 5000 هكتار تشير التقديرات العلمية لتلقيه سنويا ما يعادل ستة ملايين متر مكعب من الأوحال وهو ما جعل نسبة التوحل فيه حاليا تقدر ب 16 بالمائة، مؤكدا على أن هذه النسبة لا تبعث على القلق ما دام متحكم فيها لحد الساعة برغم التخوف الذي يبديه كل معاين لمحيط السد بجهاته الأربع لا سيما بمنطقة جسر بلدية عميرة أراس، حيث أصبح الطين واضحا للعيان ومنسوب الماء في تراجع.
      بالمقابل فقد دق السيد مانع ناقوس الخطر حول حالة الاعتداءات التي يعرفها محيط السد  ومصباته جراء الرمي العشوائي للنفايات الهامدة ( الأتربة والقطع الإسمنتية والحجرية ) التي تلقي بها شاحنات ورشات البناء و السكان بالعديد من النقاط، كما أن بعض الفلاحين الذين يملكون مساحات زراعية غير بعيد  عن حوض السد يستعملون أسمدة ومواد كيميائية يصل مفعولها عبر مياه الأمطار لمسطح السد،  فيما لازالت  بعض محطات الغسل و التشحيم للسيارات تلقي بالزيوت المستعملة في مجاري المياه،  وهو ما يجعلها تصل لمياه السد  مشيرا في السياق إلى لجنة اليقظة التي تعمل تحت إشراف الوزارة الوصية بالتنسيق مع أطراف أخرى لملاحقة المخالفين وتحويل ملفاتهم للقضاء.
 ينبغي التذكير بان سد بني هارون  ينتظر مع مطلع العام الداخل 2017 بعد الانتهاء من أشغال محطة الضخ بسد بوسيابة بولاية جيجل أن يستفيد من دعم مائي من قبل هذا الأخير عبر قناة النقل التي تم وضعها مؤخرا بين السدي،ن حيث سيدفع  نحوه  بكمية من الماء تقدر ب 69 مليون متر مكعب سنويا وذلك قصد توفير  ما يلبي حاجيات سكان الولايات الستة المربوطة بمركب سد بني هارون من مياه الشرب وحاجة محيطات السقي التي تصل مساحتها الإجمالية إلى 40 ألف هكتار،  وهو ما يستدعي تجنيد 504 مليون متر مكعب سنويا من الماء يوفر منها سد بني هارون الذي تتم مراقبته عن طريق القمر الصناعي 435 مليون متر مكعب ويدعمه بوسيابة بكمية أخرى.

إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى