فيضانــات الأوديــة تهدد بعــزل سكــان قــرى بلديــة يابــوس بخنشلــة
لا تزال عائلات بلدية يابوس بولاية خنشلة، تعاني من العزلة و نقص المشاريع التنموية الموجهة لترقية المناطق الريفية و تحسين مستوى المعيشة، كما يشتكي السكان من خطر فيضان الأودية ويحذرون من انتشار مرض السرطان الذي يطالبون بإجراء تحقيقات لمعرفة مسبباته.
و تظل ملامح البداوة و التخلف و صعوبة العيش، ترسم صورة قاتمة عن يوميات سكان المناطق الريفية و الجبلية بهذه البلدية، حيث يقولون أنهم محرومون من أدنى الخدمات و المرافق الضرورية و يشتكون بمرارة من خطر سيول فيضانات الوديان، التي تخترق مساكنهم و مزارعهم و تجرف معها كل ما يعترض طريقها، كما أنها تفرض عليهم العزلة التامة لأسابيع يقضونها دون ماء أو طعام، على غرار ما يسجل بوادي بوعتاب، التي لا يزال يشكل أحد النقاط السوداء بالبلدية، بسبب الخطر المحدق بالسكان و مستعملي الطرقات وكذا الممتلكات.  
كما يواجه سكان المنطقة أزمة خانقة في التزود بمياه الشرب، لم يجدوا لها حلا أمام التأخر المسجل في إتمام مشاريع حفر الآبار الإرتوازية و ربطهم بالمنابع الجبلية، التي تتوفر على كميات هائلة من المياه العذبة المهملة في الوديان دون استغلال، فضلا عن حرمان العديد من القرى و المشاتي من الغاز الطبيعي و الكهرباء الريفية، و أهم ما يشتكي منه سكان بلدية يابوس الجبلية، الانتشار الواسع لظاهرة الإصابة بالأمراض المستعصية، و على رأسها مرض السرطان الذي يظل السبب الرئيسي في عدد الوفيات في أوساط المواطنين.
و تشير الإحصائيات غير الرسمية التي أجراها مهتمون، إلى أن بين كل عشرة مواطنين من سكان هذه البلدية، يصاب ثلاثة بهذا المرض الخبيث، الذي تعزيه بعض الأوساط إلى الإشعاعات الناجمة عن مخلفات القنابل المحرمة التي ألقتها طائرات الاحتلال الفرنسي إبان ثورة التحرير في العديد من المناطق الجبلية المحيطة، في انتظار قيام السلطات المركزية المعنية بالبحوث و التحاليل اللازمة، للكشف عن الأسباب الحقيقية، فيما ترجع أطراف أخرى انتشار المرض إلى إفراط بعض الفلاحين و المزارعين في استعمال بعض الأدوية الكيميائية في معالجة النباتات و الأشجار في المستثمرات الفلاحية، على غرار ما هو مسجل في بلديتي بوحمامة و شليا، اللتين تشتهران بغراسة أشجار التفاح. من جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية يابوس، جمال قعقاعي، أكد أن جملة الانشغالات المطروحة من قبل المواطنين هي محل اهتمام و متابعة من قبل المجلس البلدي مع السلطات المحلية و المركزية، لا سيما منها مشكلة فيضان الوديان، مؤكدا أن هناك أشغالا جارية لتعبيد الطرقات و فتح المسالك وإنجاز مشاريع أخرى تخص تزويد المنطقة بمياه الشرب, أما فيما يتعلق بالأمراض المستعصية، فأوضح «المير» أن معرفة أسبابها يتطلب من السلطات المحلية و الجهات المختصة التدخل، بإجراء تحقيقات ميدانية.
ع بوهلاله

الرجوع إلى الأعلى