استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين وفتح الطريق بحي «بنغلاداش» في عنابة
تدخلت قوات مكافحة الشغب بأمن ولاية عنابة، صبيحة أمس، لفتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى الطريق الوطني رقم 44 مرورا بأحياء سيدي حرب، 5 جويلية، سيدي عاشور، وحي الريم بالضاحية الغربية لعاصمة الولاية بعد غلقه لمدة أربعة أيام متتالية، من قبل سكان حي «بنغلاداش» الذين نصبوا الخيم وسط الطريق واستخدموا حاويات القمامة وأعمدة الإنارة العمومية، احتجاجا على المماطلة في الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي وكذا المطالبة بالتهيئة الحضرية.
السلطات المحلية حاولت في البداية التفاوض مع المحتجين لفتح الطريق، لكنها فشلت في إقناعهم، لتندلع المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمعتصمين الرافضين لإخلاء الطريق الرئيسي، لتتطور إلى اشتباكات عنيفة استخدم فيها المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة لرشق قوات الشرطة، التي حاولت تفريق الغاضبين وفتح الطريق أمام حركة المرور، ما استدعى استخدام الغازات المسيلة للدموع، لإبعادهم من موقع الاعتصام وقد أسفرت المواجهة على توقيف بعض المشاغبين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وتطورت الأحداث حسب شهود عيان بدخول عشرات الشباب في خط المواجهات مع قوات مكافحة الشغب، حيث قاموا بالصعود فوق العمارات لرشق عناصر الشرطة بالحجارة، ما أجبر ذات المصالح على استخدام القوة، و هو ما أسفر عن سقوط جرحى نتيجة التدافع والهروب من مسرح المواجهات، تم نقل أربعة أشخاص على إثرها إلى استعجالات مستشفى ابن رشد لتلقي الإسعافات الأولية، إلى جانب وقوع إغماءات في صفوف المحتجين اختناقا بالغاز المسيل للدموع، و الذين  تم إسعافهم بعين المكان. ويتواجد المتهمون الرئيسيون المتورطون في أعمال الشغب رهن التحقيق، تمهيدا لتقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، بتهمة الإخلال بالنظام العام وتحطيم ملك الغير والاعتداء على هيئات نظامية.
فيما تواصل مصالح الشرطة تحرياتها من أجل التوصل إلى الأشخاص المحرضين على أعمال العنف والتي تسببت في خسائر مادية معتبرة وبث الخوف والرعب وسط السكان والمارة الذي وجدوا صعوبة في الالتحاق بمنازلهم وكذا تخريب بعض السيارات التي كانت بساحة المواجهات  .
للتذكير عرفت ولاية عنابة في الأيام الأخيرة وقوع عشرات الاعتصامات وقطع الطرق، بشن مئات المواطنين بأحياء متفرقة احتجاجات عارمة للمطالبة بالحصول على سكنات اجتماعية، والمشاريع التنموية، رافعين شعارات منددة بالتهميش، الحڤرة والإقصاء، مطالبين بضرورة تدخل السلطات العليا، على خلفية الفراغ الذي تعيشه الولاية بدون رئيس الدائرة ولا والي منذ أشهر، و هو ما نجم عنه تأخر في الإعلان عن قائمة السكن حسب تعبيرالمحتجين.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى