يبيعون الزئبق بـ4 ملايير تحت غطاء الرقية و استحضار الجن
سلّطت محكمة الاستئناف لجنايات مجلس قضاء تبسة، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، مع الحرمان من الحق المدني لمدة 5 سنوات، في حق 3 أشخاص اتهموا بجناية حيازة مواد تدخل في صناعة المتفجرات للمتهمين الثلاثة، و تبرئة ساحة زوجة أحد المتهمين من جنحة عدم الإبلاغ عن جناية، في محاكمة ماراطونية امتدت لأكثر من 7 ساعات، في قضية عرفت حضورا كبيرا للمواطنين و الفضوليين.
و تعود وقائع هذه القضية إلى يوم 17 جويلية الماضي، أين أحبطت المصالح الأمنية بحي الأقواس الرومانية بمدينة تبسة، بناء على معلومات تحصلت عليها تتعلق بعملية بيع كمية من الزئبق الأحمر من طرف المتهمين الثلاثة بمبلغ قدره 4 ملايير سنتيم، بعد الاتفاق المسبق مع وسيط لجلب زبون.
يوم خلال المحاكمة أكد المتهم الأول على أنه يعمل راقي، و يختص في المداواة في إطار الطب الشعبي، مضيفا بأن شراء الزئبق الأحمر كان بغرض العلاج من داء السرطان، و هو لا يعلم بأنه مصنف ضمن المواد الخطيرة، و الممنوعة، و لما سأله الرئيس عن مكان شراء الزئبق الأحمر، أجاب المتهم بأنه اشتراه من عند طبيب أعشاب بتبسة بسعر 500 دج،  فرد عليه الرئيس بقوله أنه لا  يعقل شراء شيء ما بـ 500 دج في قارورة، و إعادة بيعه بسعر 4 ملايير سنتيم، مع نزع كمية منه، و وضعها داخل قارورة أخرى في البيت العائلي، فرد المتهم بأنه يعمل راق، و يعالج المواطنين.
و عند مثول المتهم الثاني أمام هيئة المحكمة، قال بأنه لا يعلم بخطورة الزئبق، أو إن كان ممنوعا قانونا كونه يعمل به في إطار استحضار الجن، مع قراءة آيات من القرآن الكريم، و منها سورة آل عمران، فيما حاول المتهمان الثاني و الثالث الإنكار، و أصرا على أنهما لا يعلمان بخطورة هذه المادة، و قالا بأن علمهما الوحيد يتمثل في إشراكهما في عائدات البيع بالتساوي.
أما المتهمة الرابعة في القضية، فقد وجهت لها جنحة عدم الإبلاغ عن جناية أكدت لهيئة المحكمة على أن زوجها يطلب منها إخفاء أشياء كما هو حال قارورة الزئبق، لكن الرئيس واجهها بقوله أنه لا يعقل إخفاء قارورة داخل ملابسها، و كان من الأفضل وضعها في مكان بعيد عن الجميع في الخزانة، و أكد لها على أنه يوم قدوم مصالح الأمن قامت بإخفاء القارورة داخل ملابسها، ما يؤكد على أنها فعلا على دراية بخطورتها.
 ممثل الحق العام و في مرافعته، أكد على أن هذه السيناريوهات التي ساقها المتهمون، ما هي إلا محاولة للتهرب من المسؤولية الجزائية، و ما قصة التلبس الروحاني التي ظهرت اليوم، و لم يتطرق لها أي متهم خلال مراحل التحقيق، إلا عبارة عن سيناريو مفبرك، مستدلا بالآية الكريمة «كذب المنجمون ولو صدقوا»، متسائلا عن السر وراء عملية شراء قارورة بـ 500 دج لإعادة بيعها بـ 4 ملايير سنتيم، و قال بأن الظاهرة تمس بالمجتمع و الأفراد لخطورتها على الأمن العام، مؤكدا على أن كل الأدلة ثابتة في قضية الحال و منها توقيف المتهمين في حالة تلبس بالمادة المحظورة، و التمس توقيع عقوبة السجن المؤبد للمتهمين الثلاثة، و5 سنوات لزوجة المتهم الرئيسي.  

   ن.ع

الرجوع إلى الأعلى