عمليات تهيئة لتغيير وجه المدينة العتيقة « ببلاص دارم» بعنابة
أطلقت مصالح ولاية عنابة مؤخرا عدة مشاريع بالمدينة القديمة « بلاص دارم» لإعادة الاعتبار للحي العتيق الذي يعود للعهد العثماني، ليرافق المبادرات التطوعية لسكان المدينة، الذين يقومون بطلاء الشوارع وتنظيف الأزقة، ما حفز تحويل المدينة القديمة إلى مسلك للسياح القادمين لزيارة المواقع السياحية و الأثرية بالولاية.
شرعت مديرية الأشغال العمومية، أول أمس، في متابعة أشغال تعبيد الطرق والشوارع الفرعية داخل المدينة القديمة، التي توجد في وضعية كارثية جراء انسداد مجاري المياه، بسبب الانهيارات المتكررة للبنايات، كما استفادت المدينة من عدة مشاريع تهيئة وترميم، في إطار مخطط إعادة الاعتبار للحي العتيق، و يجري حاليا ترميم البنايات الواقعة بمحيط ساحة الثورة قبل الانتقال إلى داخل المدينة، حيث يطرح إعادة تصنيف البنايات اشكالية للسلطات المحلية من أجل ترميم المدينة بشكل كامل.
وقد أخضعت المصالح المختصة 2405 بناية عتيقة للخبرة التقنية، قصد تشخيص وإعادة تأهيلها والمحافظة على نسيجها المعماري الأصيل، وشملت الخبرة التي أجريت، بنايات يعود بعضها إلى ما قبل القرن التاسع عشر .
وفي سياق متصل عاين وزير الثقافة عز الذين ميهوبي، في آخر زيارة له لولاية عنابة، المدينة القديمة للوقوف على وضعيتها ، كما تلقى شروحات من قبل الطلبة الجامعيين المتخرجين بشهادة ماستير، حول المشاريع المنجزة في مجال الدراسات الهندسية، المقترحة لكل بناية، ومدى قابليتها للترميم، والحلول المناسبة لذلك، وفي هذا الشأن قال ميهوبي، بأن مشاريع الطلبة، ستكون بنك معلومات، يُوضع تحت تصرف ولاية عنابة، لمساعدتها في إعادة ترميم المدينة العتيقة وفق المخطط المنجز.   
وفي ما يتعلق باقتحام والسطو على المباني القديمة، أرجع الوزير هذا الأمر إلى سنوات سابقة، لكن اليوم قال ميهوبي «هناك متابعة ومراقبة مستمرة بمختلف المواقع، وهناك الكثير من المباني الخاضعة الدراسة حاليا غير أهلة بالسكان». وأشار إلى أن سياسة الوزارة في هذا الشأن مستمدة من اليونسكو، والتي توصي بترميم المباني العتيقة حتى و لو كانت آهلة بالسكان، لتكون فيها حياة. من جهة أخرى ينتظر مسجد أبو مروان الشريف الذي يعود للعهد العثماني إعادة الترميم، بعد أن توقف المشروع بسبب نوعية الأشغال التي لا تتناسب مع الطابع التقني للمسجد، يتطلب استخدام مواد بناء خاصة بالعمران القديم.
من جهة أخرى تسعى السلطات المحلية لولاية عنابة، لتحويل المدينة إلى وجهة سياحة و  تسوق، وذلك عن طريق إخلاء بعض المقرات والمباني التابعة للدولة، من أجل انجاز مشاريع خدماتية، على غرار تحويل مركز الطفولة المسعفة «سيدي بلعيد» المحاذي لجامعة التكوين المتواصل من المدينة القديمة، إلى مقر جديد، حيث أعلن الوالي عن تبرع مستثمر خاصة، بانجاز مركز جديد بحي الريم، والذي لقي اعتراض  مواطنين على انجازه بالحي، بسبب مخاوفهم من التأثيرات النفسية والجسدية على أطفالهم – حسبهم- من الاحتكاك اليومي مع الأشخاص  دون مأوى، الذي يعانون من هشاشة نفسية واجتماعية، مقترحين تحويل المشروع إلى فضاء خارج الأحياء الآهلة بالسكان.  
وتعتزم مصالح الولاية، حسب مصادرنا، استغلال الوعاء العقاري لمركز الطفولة المسعفة، في انجاز فضاء تجاري ضخم « مول عنابة» بعد تقديم مستثمر خاص، مشروع لانجاز الفضاء التجاري بموقع جامعة التكوين المتواصل بالشراكة مع مصالح الولاية غير أن المساحة غير كافية،  وتتطلب استغلال الوعاء العقاري لمركز الطفولة المسعفة، بعد انجاز مركز جديد.
حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى