قال مدرب اللياقة البدنية بالفريق الرديف للنصر السعودي أمير مجبوري في تصريح للنصر، إنه يتواجد رفقة العديد من اللاعبين الجزائريين على غرار جمال بلعمري وهشام العقبي والمدرب خير الدين مضوي وغيرهم في المملكة العربية السعودية، عالقين ينتظرون بفارغ الصبر تدخل السلطات العليا في البلاد لإجلائهم وترحيلهم إلى بلدهم الجزائر، مؤكدا بأن الجميع يعيش في قلق دائم، ويريد التواجد مع عائلته في هذه الظروف الصعبة ،لا سيما وأن الغالبية من اللاعبين في نهاية عقودهم ولا مجال للبقاء هناك، طالما أن البطولة متوقفة.

- كيف هي أحوالك في ظل جائحة كورونا ؟
الحمد لله أنا في صحة جيدة، لكن نعيش في قلق بسبب الظروف الصعبة نتيجة لفيروس كورونا، الذي يعرف انتشارا كبيرا بالعاصمة الرياض، لكونها ذات كثافة سكانية مرتفعة.
- كيف تعاملت شخصيا مع الوضع ؟
طبعا نحن ملتزمون بقوانين وتدابير السلطات في المملكة بالبقاء في الحجر المنزلي، وبالموازاة مع ذلك نمارس عملنا من خلال تقديم تمارين وبرامج التدريب للاعبين عن بعد وكذلك فيه دورات تكوينية «أون لاين»، نحاول أن نستفيد منها على الأقل في الوضع الحالي، وكذلك نحن نتواصل بشكل دائم مع العائلة في الجزائر.
- أكيد أن العائلة قلقة من تأخر عودتك
في ظل الوضع الحالي ؟
بطبيعة الحال نحن جد قلقون عليهم، وهم كذلك يعيشون الوضع نفسه، لا سيما مع الأخبار اليومية، التي تكشف عن تزايد انتشار الفيروس سواء في الجزائر أو العربية السعودية، للأسف الوضع صعب ولا بد من المغادرة.
- كيف تقضي أوقاتك في فترة الحجر المنزلي في الرياض ؟
في الرياض، السلطات فرضت الحجر المنزلي وحظر التجوال، والخروج يتم فقط لمحلات المواد الغذائية والصيدليات، أما التجول فلك الحق في مساحة معينة، أما التنقل خارج الحي يتم بتراخيص من وزارة الداخلية، وفي ظل هذا الوضع فأوقاتي أقضيها بالإضافة إلى تقديم التمارين للاعبين، بالترفيه بممارسة الرياضة والألعاب الالكترونية وطبعا التواصل مع العائلة والأحباب.
- وأفراد الجالية بالعربية السعودية، كيف وضعهم وهل هناك تواصل بينكم وبالأخص أنتم الرياضيون؟
أكيد نحن في تواصل دائم مع بعض من خلال مجموعة في تطبيق «الواتساب» خاص بالرياضيين لاعبين ومدربين ودكاترة، نتبادل الأخبار ونطمئن على بعضنا البعض، كما نحاول أن نخفف من القلق والملل في ظل الوضع الحالي.
- ولماذا تأخرت عودتكم لأرض الوطن ؟
نحن في مساعي  واتصالات يومية مع السفارة، والكثير من اللاعبين كجمال بن العمري وهشام العقبي وحتى مدربين كخير الدين مضوي تدخلوا  عبر مختلف القنوات، لكن لحد الآن لا توجد أي شيء رسمي بخصوص عودتنا لأرض الوطن، ونعيش في قلق دائم.
- ما هي طبيعة الإشكالية إذن ؟
حسب ما قيل لنا أن المشكلة لها علاقة ببطاقات الإقامة وكذا تذاكر العودة، لكن نحن الرياضيين عقودنا موسمية، وفي هذه الحالة فإن الإقامة لا تشكل إشكال، بل بالعكس فإن وضعنا يسمح لنا بالمغادرة متى شاءت السلطات الجزائرية، وتمكنت من ضبط برنامج رحلات العودة.
- رئيس الجمهورية التزم بإجلاء كل الرعايا الجزائريين في الخارج ما رأيكم ؟
كان قرارا صائبا والحكومة الجزائرية لم تقصر، وتبذل مجهودات كبيرة في هذا المجال، ونتمنى أن يشمل قرار الإجلاء الرياضيين  والإطارات الرياضية الموجودة في المملكة العربية السعودية، لا سيما أن الغالبية في نهاية عقودهم، طالما أن الدوريات هنا متوقفة حاليا.
- كم عددكم هناك ؟
لا أملك الرقم بالتحديد، لكن الرياضيين والإطارات الرياضية، يقدر عددهم بحوالي 80 شخصا، والجميع يرغب في المغادرة والتواجد مع عائلاتهم في مثل هذه الظروف الصعبة، لا سيما وشهر رمضان على الأبواب.
- كيف تصف لنا حالتكم في ظل الوضع السائد هناك بالسعودية ؟
الحمد لله الغالبية العظمي بخير وفي ظروف حسنة، لكن الجانب النفسي ليس على ما يرام، لا سيما في هذا الظرف الصعب، وبهذه المناسبة ومن  منبر جريدتكم، باسمي وباسم كل الرياضيين نتمنى من الهيئات الرياضية وعلى رأسها رئيس الاتحادية، التدخل لدى الوزارات المعنية لأجل إيجاد مخرج لقضيتنا والتعجيل بترحيلنا.
- ما موقف السلطات السعودية من رغبتكم في المغادرة ؟
السلطات بالمملكة السعودية، أعطت الموافقة لرحلات الإجلاء ومن بينها الجزائر.
- نعود إلى فريقك النصر السعودي، كيف تقيّم تجربتك مع الفريق الرديف في ثالث موسم لك ؟
اعتبرها تجربة ناجحة جدا، خاصة مع مختلف المدارس الكروية التي عملت معها، لا سيما المدرسة البرتغالية وأعتبر ذلك إضافة كبيرة في مشواري الرياضي كمدرب في اللياقة البدنية، لأنه ليس سهلا أن تحجز مكانة لك، في نادي بحجم النصر السعودي.
- ما هي النتائج التي حققتها مع فريقك ؟
النصر من أكبر الأندية في الدوري السعودي، وفي كل موسم نحقق الأهداف المسطرة، ونلعب دائما الأدوار الأولى، والحمد لله في ثالث موسم لي فزت مع الفريق بالعديد من الألقاب، ونلنا تتويجات في مختلف الفئات العمرية.
- كيف كان التحاقك بهذا الفريق العريق ؟
عن طريق مدرب جزائري مغترب، يعيش في الإمارات العربية المتحدة الذي وضعني في اتصال مباشر مع لاعب دولي سابق في المنتخب السعودي ورئيس اللجنة الفنية لفريق النصر، قبل أن نحسم الأمور في وقت قصير والتحق بمنصبي.
- والدك حسان كان لاعبا دوليا، أكيد استفدت منه الكثير وساعدك في مشوارك التدريبي ؟
طبعا استفدت منه ومن خبرته في الكرة المستديرة، ومن الحديث اليومي الذي يجمعني به، في كل ما يخص الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص.
صراحة هو صديق قبل أن يكون أبا، والحمد لله على هذه النعمة وربي يحفظ الوالدين الكريمين ويجازيهما كل خير.
- بقاؤك في النصر السعودي لثلاثة مواسم متتالية، يعني أن إدارة النادي راضية على عملك أليس كذلك ؟
الحمد لله، الإطار الجزائري له احترام ومكانة كبيرة هنا بالسعودية وحتى الأجانب، الذين عملت معهم فالتقارير دائما تكون ايجابية، وفي كل مرة يكون الثناء على عملي، وتربطني علاقة ممتازة مع مدربين معروفين على الساحة الكروية العربية ونجوم المنتخب السعودي، من أمثال عبد العزيز الجنوبي، إبراهيم العيسى، الشويع وغيرهم، ومن أوروبا كان لي احتكاك مع المدرب هيلدر، وحاليا البرتغالي روي فيتوريا والطاقم المساعد لهم، ومن الجزائريين أنا على تواصل دائم مع جمال بن العمري وهشام العقبي وغيرهم في مجموعة تطبيق «الواتساب» كما قلت آنفا، ونحن هنا نسعى لتمثيل الوطن، والمدرب الجزائري أحسن تمثيل.
- جابو كانت له تجربة قصيرة مع النصر، لكن لم تعمر طويلا، لماذا برأيك؟
عبد المؤمن جابو قدم في فترة صعبة كان يمر بها النادي، وإمكانياته كبيرة ولا يشكك فيها أحد، كما أن الجميع هنا بالنصر معجب بإمكانياته ومهاراته، لكن ربما الظرف الصعب للنادي، لم يمكنه من التأقلم جيدا مع الفريق.
- كيف تقيّم المستوى الفني للدوري في السعودية مقارنة بنظيره الجزائري ؟
المستوى الفني في الدوري السعودي أحسن من المستوى بطولة الجزائرية لعدة عوامل، أبرزها الاهتمام الكبير الذي يولونه للفئات السنية، التي تنشط في الدوري الممتاز وفيه سقوط وصعود مثلما يحدث مع فئة بطولة الأكابر، ناهيك عن الإمكانيات والمنشآت الفنية، السلطات هنا توفر إمكانات كبيرة للأندية.
- قبل تنقلك للسعودية عملت كمحضر بدني في فريقي شبيبة سكيكدة وأهلي البرج ما هو الاختلاف الموجود بين البطولتين ؟
الفرق بالنسبة لي يمكن في ظروف العمل والإمكانيات المتاحة، وهذا ما يجعلك تعمل وتبدع أكثر، كان لي الشرف أن تجربتي في الجزائر كانت مفيدة لي في مشواري التدريبي، وأحيي بالمناسبة أسرة الفريقين.
- هل تتابع البطولة الجزائرية ؟
رغم تواجدي في السعودية، لكنني أحرص على متابعة البطولة الجزائرية بصفة مستمرة، وأتلقف أخبار الرابطتين المحترفتين، واحرص كلما تتاح لي الفرصة للإبحار وتقصي ما يفيدني في عملي ويروي شوقي لكرة بلدي.
- كلمة ختامية ؟
أتمنى أن يزول هذا الوباء سريعا وترتاح البشرية من كابوس فيروس كورونا، وأن تسهل مهمة عودتنا إلى أرض الوطن، للقاء العائلة والأحبة خاصة وأن شهر الصيام على الأبواب والذي تبقى نكهته في قضائه رفقة الأحبة والأصدقاء، كما أشكركم على هذه الفرصة وأوجه من خلال جريدة النصر المحترمة تحية لكل القراء الأعزاء.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى