يحسم المكتب الفيدرالي، في مصير الموسم الكروي العالق خلال اجتماعه الاستثنائي المقرر عقده صبيحة اليوم، بداية من الساعة العاشرة بمقر الفاف، ولو أن كل المؤشرات توحي بأن قرار الاتحادية، يتمثل في التوقيف الرسمي للمنافسة، مع اعتماد الترتيب الحالي، كمعيار للفصل في مخلفات الصعود، مقابل ضبط آليات الارتقاء من قسم إلى آخر، وفق معطيات جديدة أملتها الظروف القاهرة، ومنح لقب البطولة رسميا لشباب بلوزداد، بصفته متصدر ترتيب الرابطة المحترفة الأولى، فضلا عن العمل على إلغاء السقوط في جميع المستويات، باستثناء قسم ما بين الرابطات، وذلك على خلفية شطبه كلية من الهرم الكروي.
جلسة اليوم، ارتأى رئيس الفاف خير الدين زطشي، أن تكون مغلقة وذلك بحضور أعضاء الهيئة التنفيذية فقط، لأن الأمر يخص الاتحادية دون غيرها من الهيئات، ولو أن هذا الإجراء يبقى المغزى منه، الرد بطريقة غير مباشرة على الخرجات العديدة لرئيس الرابطة مدوار، خاصة بعد تحفظه على شرعية الاستشارة الكتابية التي بادرت إليها الإتحادية، وكذا حديثه عن تهميش الرابطة المحترفة في اجتماعات المكتب الفيدرالي، وهي أمور دفعت بالمسؤول الأول في الفيدرالية إلى قطع الطريق أمام مدوار للمشاركة في النقاش الخاص بمستقبل المنافسة، رغم أن الاجتماعات الخمسة الأخيرة للمكتب الفيدرالي، والتي عقدت في فترة الحجر الصحي كانت موسعة، وعرفت مشاركة رؤساء الرابطات الوطنية الخمسة ذات الطابع الوطني، وهي الرابطة المحترفة، رابطة الهواة، رابطة ما بين الجهات، إضافة إلى رابطة كرة القدم النسوية وكذا الرابطة الخاصة بكرة القدم داخل القاعة.
هذا الاجتماع، سيكون المحطة المفصلية في مستقبل المنافسة، لاسيما وأن المكتب الفيدرالي، كان في بادئ الأمر قد تمسك بموقفه القاضي، بإكمال الموسم واستئناف البطولة بعد رفع الحجر الصحي، وتلقي الضوء الأخضر من السلطات العليا للبلاد، لكن دخول التوقف الاضطراري شهره الخامس، جعل الفاف تلجأ إلى تنظيم استشارة كتابية في أوساط أعضاء الجمعية العامة، بحثا عن مخرج من الوضعية الاستثنائية، لتكون النتائج الرسمية، بتزكية المقترح القاضي بتوقيف البطولة، مع اعتماد الصعود دون نزول، لأن إيقاف الموسم كفيل بوضع حد لحالة «السوسبانس»، مع توضيح الرؤية أكثر للاعبين ومسيري النوادي، بخصوص المرحلة المتبقية من الموسم العالق، والشروع في التفكير في الموسم المقبل، وهذا الاقتراح كان قد صادق عليه 86 عضوا من الجمعية العامة، غالبيتهم من كتلة رؤساء الرابطات، وهو ما يمثل نسبة 91 بالمئة، من مجموع الأصوات المعبر عنها في الاستشارة، في الوقت الذي اختار فيه 9 أعضاء مقترح الموسم الأبيض، مقابل إلغاء 3 استمارات بسبب عزوف أصحابها عن أي اختيار، مع امتناع 3 آخرين نهائيا عن التصويت، مادامت القوانين المعمول بها تمنع أعضاء المكتب الفيدرالي، من المشاركة في عملية التصويت، مما قلص عدد الأعضاء المعنيين بالاستشارة إلى 101 عضو.
الجمعية العامة تطوي ملفا تنازل عنه مكتب زطشي
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن الهيئة التنفيذية للفاف ستعقد اجتماع اليوم بنظرة واضحة، بعد اختيار القاعدة مقترح توقيف البطولة، واعتماد الصعود دون نزول، وهي التزكية التي تعد بمثابة ضوء أخضر، من الجمعية العامة إلى زطشي وطاقمه من أجل اتخاذ قرار الأغلبية الساحقة، خاصة وأن مسؤولي الفاف كانوا في اجتماعهم المنعقد منتصف شهر جويلية الجاري، قد تنازلوا عن الحق المخول لهم قانونا في المادة 82 من القانون الأساسي، مع الرمي بالكرة في مرمى الجمعية العامة، ولو أن هذا الاجراء كان في مرحلته الأولى، محل تحفظ من وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، بعد الطلب الذي تقدمت به الاتحادية للحصول على ترخيص لعقد دورة استثنائية، لتكون الاستشارة الكتابية والرد الالكتروني عليها، الحل الثاني الذي لجأت إليه الفاف، من أجل أخذ فكرة واضحة عن موقف القاعدة، بشأن قضية الموسم المتوقف.
ترجيح كفة توقيف المنافسة، واعتماد الترتيب الحالي كمعيار للفصل في كل الإشكاليات، الخاصة باللقب والصعود، جاء بعد تزكية الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة للمقترح، الذي أدرجته الفاف بحثا عن حل يمكنها من الخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار، مع السعي لأرضاء أكبر عدد ممكن من الأندية، سيما وأن الاتحادية وجدت نفسها مجبرة على الدفاع عن النظام الجديد للمنافسة، الذي كانت قد زكته الجمعية العامة، في دورتها الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 17 سبتمبر 2019، لأن «إنقاذ» هذه الصيغة كان يمر عبر «قبر» مقترح الموسم الأبيض، وهو ما تسبب في طفو خلاف على السطح مع رئيس الرابطة المحترفة مدوار، الذي كان قد طالب بالإبقاء على قانون «الاحتراف»، ساري المفعول في الرابطة الثانية لموسم آخر، وخوض بطولة من فوج واحد يتشكل من 18 فريقا.
بلوزداد بطل الجزائر و»تعديلات» استثنائية على نظام المنافسة
على هذا الأساس، فإن المكتب الفيدرالي سيضطر إلى الاستناد إلى المادة 82 من القانون الأساسي، لتوظيف الحق الذي كان قد تنازل عنه قبل أسبوعين، وذلك من أجل اتخاذ قرار، يراعي الخيار الذي زكته أغلبية أعضاء الجمعية العامة، مع تبني المقترح، لكن التكييف القانوني يبقى إجباريا، لتفادي أي إشكال مادامت الوصاية كانت قد ألحت على ضرورة تحمل الهيئة التنفيذية للفاف مسؤوليتها، في ظل عدم وجود سند قانوني يخول لأعضاء الجمعية العامة، النظر في القضايا المقترنة بمستقبل المنافسة.
من هذا المنطلق، فإن المكتب الفيدرالي من المنتظر أن يتعمد في جلسة اليوم تتويج شباب بلوزداد بلقب البطولة، مع تزكية مقترح اعتماد «تعديلات» استثنائية على نظام المنافسة، وذلك بالرفع من عدد منشطي الرابطة المحترفة الأولى إلى 20 فريقا، بإلغاء السقوط، وإلحاق الرباعي أولمبي المدية، شبيبة سكيكدة، وداد تلمسان وسريع غيليزان، بحكم تواجده فوق «البوديوم» في ترتيب الرابطة المحترفة الثانية، مقابل اعتماد بطولة الدرجة الثانية بصيغة «الهواة» الموسم القادم، بفوجين من 18 فريقا لكل مجموعة، الأمر الذي يرفع «كوطة» الصعود إلى 8 أندية من كل فوج لبطولة الهواة، في الوقت الذي سيتم فيه استحداث 3 أفواج إضافية في قسم الهواة، الذي سيكون بتركيبة إجمالية تضم 96 فريقا، مما يسمح بصعود 8 أندية من كل مجموعة لبطولة ما بين الجهات لمنطقة الشمال، إضافة إلى 3 فرق من اصحاب المركز التاسع، ولو أن السقوط من قسم ما بين الرابطات، يبقى حالة «استثنائية» بسبب شطب هذه الحظيرة نهائيا من الهرم الكروي الجديد.
وكان بعض رؤساء الأندية الناشطة في وطني الهواة وما بين الجهات وحتى الجهوي قد نظموا أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر الفاف طالبوا فيها بضرورة الإنصاف في هذا المخطط الجديد، مما دفع برئيس الاتحادية خير الدين زطشي، إلى برمجة جلسة عمل أشرف عليها عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول، بصفته مسؤول لجنة التنسيق مع الرابطات، وكذا رئيس رابطة الهواة علي مالك ونظيره لما بين الرابطات يوسف بن مجبر، وتم خلالها الاستماع إلى انشغالات الأندية المعنية، ومحاولة تقديم الشروحات الكافية، لأن الأمر يتعلق بفرق كانت خارج «كوطة» الصعود، وتطالب بتوسيع دائرة الاستفادة من هذه الإجراءات الاستثنائية، رغم أن الاتحادية، كانت قد أفرجت عن انعكاسات النمط الجديد للمنافسة على مختلف الأقسام.  
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى