عمــــارة يُزكّــــى سهــــرة اليـــــوم رئيســــــــــا جديـــــــدا للفـــــــاف
تعقد سهرة اليوم، بقاعة المؤتمرات التابعة لفندق الشيراتون بالجزائر العاصمة، أشغال الجمعية العامة الانتخابية للفاف، والتي من المنتظر أن تعرف تزكية الرئيس المدير العام لشباب بلوزداد شرف الدين عمارة، في منصب رئيس جديد للاتحادية الجزائرية خلفا لزطشي الذي قرر عدم الترشح تزامنا مع نهاية عهدته، وترسيم عمارة على رأس أعلى هيئة في المنظومة الكروية الوطنية، يمر عبر حصوله على تزكية الجمعية العامة.
المعطيات الأولية، توحي بأن دورة سهرة اليوم، تبقى مجرد إجراء شكلي لاستكمال الخطوات الإدارية، التي تسمح بتنصيب عمارة كرئيس جديد للفاف، ورقم 28 في قائمة الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة هذه الهيئة، و عليه فإن عمارة المرشح الوحيد، سيسعى للظفر بتزكية 53 عضوا لتعبيد طريق رئاسة الفاف، طبقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 5 من المادة 26 من القانون الأساسي، و تركيبة الجمعية العامة، تضم 104 أعضاء يحوزون على حق التصويت، من أصل 115 عضوا الذين يشكلون التركيبة الاجمالية.
و لعل ما يدفع إلى الحديث عن التزكية، خرجة رئيس لجنة الترشيحات عبد المجيد ياحي، الذي ذهب إلى الكشف عن موقفه الشخصي الرافض لملف عمارة، وذلك عند تولي اللجنة المعنية دراسة ملفات الترشح المودعة لديها في الآجال المحددة، رغم أن أعضاء اللجنة، كانوا قد عمدوا إلى تنظيم «استفتاء» للحسم في قبول ملف المترشح الوحيد لرئاسة الفاف، فخرج ياحي من تلك الجلسة بتغريدة خارج السرب، وما تبعتها من «تهويل» إعلامي، لكن ياحي من المنتظر أن يشرف على العملية الانتخابية سهرة اليوم، بحكم أنه رئيس لجنة الترشيحات، الأمر الذي يوحي بإمكانية تسجيل تحفظه مرة أخرى على «شرعية» ترشح عمارة، في «سيناريو» لا يختلف كثيرا، عن ذلك الذي كان قبل 4 سنوات، لما رفض علي باعمر الإشراف على الجمعية الانتخابية.
قائمة "الإجماع" أسقطت
كل الأسماء في آخر الأمتار
تواجد شرف الدين عمارة وحيدا في قائمة المترشحين، كان نتيجة حتمية للمخطط الذي تم رسمه في «الكواليس»، لأن الرئيس المدير العام لشباب بلوزداد لم يكن ضمن الأسماء التي كانت متداولة، لكن دخوله السباق كان في ثوب «مرشح الإجماع»، وذلك بعد سقوط حسابات باقي المترشحين في الماء، لأن معطيات المشهد الانتخابي، تغيرت كلية في الأمتار الأخيرة من السباق، على اعتبار أن محفوظ قرباج، وليد صادي، محمد المورو، كمال سعودي، مراد لحلو وحتى أمين العبدي لم يظهر لهم أثر في الساحة، مباشرة بعد أشغال الجمعية العامة العادية، بينما «ناور» كل من بهلول وبن حمزة بالشروع في إعداد قائمة لدخول السباق، فكانت 48 ساعة الأخيرة من مهلة الترشيحات كافية لتجسيد مخطط «قائمة الإجماع»، وهذا بتراجع رئيس رابطة عنابة الجهوية ونظيره لرابطة سعيدة عن فكرة الترشح، والموافقة على التواجد ضمن قائمة المترشح عمارة، لأن الإشكاليات القانونية التي اصطدم بها كل من كشف عن نواياه الجادة في الترشح، جعلت «التكتل» في قائمة واحدة الخيار الحتمي والأنجع لتجاوز العقبات القانونية.
انتخابات تنهي القبضة الحديدية و"سيناريو" تهديدات الفيفا
دورة اليوم، وإن تبدو فيها الأمور محسومة مسبقا بحصول القائمة الوحيدة على تزكية أغلبية الأعضاء، فإن نتيجتها ستضع نقطة النهاية لمسلسل «الشرعية»، بعد الزوبعة الكبيرة التي كانت قد أثيرت على مدار 10 أشهر، على خلفية رفض الوزارة إعطاء الضوء الأخضر للمكتب الفيدرالي المنتهية عهدته لعرض مشروع القوانين المعدلة، وإصدار تعليمة وزارية بتاريخ 8 جوان 2020، تمنع أي تعديل قانوني خلال السنة الانتخابية، وهي القضية التي كانت سببا في ظهور قبضة حديدية بين الوصاية والفاف، مع تحجج طاقم الاتحادية بتهديدات الفيفا وتدخلها لمعاقبة الكرة الجزائرية، لكن «ورقة الفيفا» سقطت في الماء بعد تمسك الوزارة بموقفها، فكان تنظيم الجمعية العادية قبل 10 أيام، دون أي تحفظ من الاتحاد الدولي، سيما وأن عرض مشروع القوانين المعدلة، سيكون من أولى ورشات المكتب الفيدرالي الجديد، بغية تكييف النصوص القانونية مع ما هو معمول به على الصعيد الدولي.  
احتفاظ بنصف طاقم زطشي وورقة «التوازن» في الحسبان
وإذا كان عرش الزعامة في قصر دالي إبراهيم، يبقى لعهدة أخرى من نصيب أحد رؤساء النوادي، فإن القائمة التي يراهن عليها عمارة لم تشهد تغييرا كبيرا بالمقارنة مع تلك التي عملت مع زطشي، بدليل أن نصف التركيبة ستحافظ على عضويتها في المكتب الفيدرالي، إثر تمسك عمارة بكل من بهلول، معوش ومدان في خياراته الأولى، ثم تم إلتحاق الثنائي غوتي وأومعمر بالقائمة الرسمية، فضلا عن تسجيل عودة رشيد قاسمي إلى الفاف، وهو الذي كان قد انسحب في آخر سنتين من عهدة زطشي، في الوقت الذي سيسجل فيه الوزير الأسبق للشباب والرياضة المولدي عيساوي عودته إلى الاتحادية، وهو الذي سبق له وأن شغل منصب الرئاسة، وكذلك الحال بالنسبة لياسين بن حمزة، الذي كان ضمن طاقم روراوة في آخر عهدة، بينما ستدخل 4 وجوه، الهيئة التنفيذية للفاف لأول مرة، ويتعلق الأمر برؤساء 3 رابطات ولائية، لإيليزي، الشلف والجزائر الوسطى، إضافة إلى نسيبة لغواطي، التي تحمل راية تمثيل العنصر النسوي، وقد حاول عمارة ضمان «التوازن» بين مختلف المناطق الجغرافية في توزيع المناصب، لتكون الحصيلة تواجد 7 أعضاء من كتلة رؤساء الرابطات، وأربعة أعضاء من جناح رؤساء النوادي، من بينهم المترشح الوحيد لرئاسة الاتحادية.
صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى