حذر أطباء ومختصون من التهويل الإعلامي  العالمي من فيروس كورونا، معتبرين أن الآلة الإعلامية يمكن أن تتسبب في مخاطر اقتصادية عالمية من شأنها التأثير على المجتمعات أكثر من تأثيرات كورونا الذي قالوا أنه فيروس سيختفي مع نهاية مارس لارتفاع الحرارة في فصل الربيع، وهي السيرورة الطبيعية لكل الفيروسات التنفسية التي يكثر انتشارها في نهاية الخريف لغاية بداية الربيع.
إعداد: خ. بن ودان/  هـ. طابي/ أ-بوقرن
وفيات الفيروس لم تتعد  3 بالمئة   
أجمع أطباء ومختصون، أن كورونا المستجد و الاسم العلمي له "كوفيد 2019" هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من المشاكل الصحية  من نزلة برد عادية إلى مشاكل تنفسية خطيرة و يمكن أن تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية، تتراوح نسبة الوفيات به بين 2 إلى 3 بالمائة ودون دواء لأن التلقيح الخاص لم يصنع بعد والعلاج يقتصر على مضادات حيوية خاصة بأمراض أخرى، ورغم هذا فإن النسبة تعادل ما تسجله الأنفلونزا الموسمية سنويا من ضحايا مشيرين أن التضخيم الإعلامي ساهم في رفع نسبة الخوف والهلع، وفي هذا الصدد، أوضحت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى تقوم يوميا بإجراء إحصائيات حول الوباء في العالم، أنه تم لغاية نهاية فبراير تسجيل 80239 حالة مؤكدة، وهي النسبة المتوقعة تقريبا من طرف الخبراء منذ بداية الكشف عن الوباء في جانفي المنصرم، وسجلت الصين لوحدها 77780  حالة مؤكدة منها أكثر من 20 ألف مصاب تماثلوا للشفاء، مشيرين أنه رغم الانتشار السريع والكبير للعدوى، إلا أن نسبة الوفيات بالكورونا أقل من الحصيلة التي سجلت خلال السنوات الماضية عند  انتشار أوبئة ناجمة عن فيروسات "سارس" سنة 2003، و "مارسكوف" سنة 2012 ، وهو نوع من كورونا،  والذي أدى إلى  وفاة شخصين بالجزائر حينها وكانت نسبة الوفيات عبر العالم تناهز 30 بالمائة، أما الإيبولا فقد فاقت نسبة الوفيات به 40 بالمائة، وكشفت المنظمة العالمية للصحة أنه في الفترة الممتدة من عام 2012 إلى 31 يناير 2020، تم إبلاغها بتسجيل ما مجموعه 2519 إصابة مؤكدة مخبريا بعدوى فيروس كورونا على الصعيد العالمي، من بينها 866 حالة وفاة مرتبطة بها مما يدل على أن كورونا فيروس معروف وليس ظاهرة جديدة، علما أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن لغاية نهاية فبراير عن حالة الوباء في أي منطقة، وأضاف مختصون أن علم الأوبئة يعود لـ 500 سنة قبل الميلاد ويوجد في مدونات "أبوقراط" حديث عن الهواء وما يحمله والماء أيضا وغيرها.
 ويعتبر علم الأوبئة من العلوم الأكثر ارتباطا بالمجتمع لأنه يهتم بيوميات المواطن مباشرة، حيث أنه لا يمس صحة الإنسان وفقط بل يتعداها  بالتأثير على المحيط  كالبيئة و الإقتصاد والثقافة والحركية الإنتاجية وكل المجالات، وعليه عند ظهور أي وباء يرتفع الخوف والهلع وسط المجتمع، وبناء  على هذا  دعا   مختصون الإعلام للعب دوره في التوعية وتوضيح الأمور للمواطن كي يلتزم بطرق الوقاية قبل نقله للعدوى.
80 بالمئة من العلاج يأتي من الجهاز المناعي
أكد الدكتور عيادة عبد الحفيظ، أن كورونا فيروس متجدد مثل باقي فيروسات الجهاز التنفسي التي يتجدد غشاؤها كل سنة ولكن كورونا يجدد نفسه كل 10 سنوات، ولهذا لم يتعرف جسم الإنسان على الفيروس الأمر الذي يجعل العدوى تنتشر بسرعة ومقاومة الجسم تضعف خاصة عند كبار السن والأشخاص الذين لديهم نسبة  مناعة  ضعيفة، مبرزا أن 80  بالمائة من علاج تأثيرات كورونا ومختلف فيروسات الجهاز التنفسي، تأتي من داخل الجسم أي المناعة التي يجب أن تكون قوية، حتى لا يتسبب الفيروس في مضاعفات صحية ومنها الإلتهابات الجرثومية التي ترافقه والتي تؤدي لمشاكل صحية على مستوى الرئة والأخطر حين وصولها للكليتين، وعليه فإن العلاجات الحالية للمصابين بالكورونا، تعمل على تفادي الإلتهابات الجرثومية المرافقة حتى لا يتأثر الجسم وتنخفض مناعته أكثر،  وهذه  العلاجات حسب المتحدث لا تشكل سوى 20 بالمائة، وهي ذات التوضيحات التي قدمها الدكتور بوزياني المختص في الأوبئة بوهران ،مضيفا أنه قديما كانت الإصابة بفيروس الأنفلونزا لا تعالج بدواء بل تظهر الأعراض مثل الحمى والسعال وغيرها وتبقى لمدة ثلاثة أيام في جسم المريض ثم تختفي تدريجيا ويشفى، ولكن الفيروسات اليوم أصبحت تركيبتها أكثر تعقيدا جراء التغيرات المناخية والتلوث وغيرها مما جعلها تتسبب في تدهور أو وفاة المصاب بها لضعف المناعة، بينما ووفق الدكتور عيادة فإن الأطفال هم أقل عرضة لمؤثرات فيروس الأنفلونزا أو كورونا، بفضل التحصين الذي تلقوه مسبقا عن طريق اللقاحات التي يأخذونها منذ الولادة لغاية سن معينة وتشكل طوق حماية لهم من مثل هذه الأوبئة وترفع مناعتهم.
انتقال العدوى  سريع و الوقاية تتلخص في النظافة
إن المصاب بفيروس كورونا قد لا تظهر عليه كل الأعراض إلا بعد 14 يوما لغاية 27 يوما من حضانته للفيروس، لتبدأ العدوى في الانتقال لأشخاص آخرين، حيث أكدت الدراسات أن كل مصاب يستطيع نقل العدوى لثلاثة آخرين من الذين يكونون قربه أو من الذين يستنشقون الفيروس من الهواء في حالة العطس أو الزفير أو حتى من خلال البراز حسب البعض، مضيفين أن الفيروس يستطيع البقاء نشطا في الهواء لمدة ثلاثة أيام، وعليه يجب كشف الحالة قبل تحولها لمعدية من خلال عزل المصاب الذي تظهر عليه أعراض الأنفلونزا، أي الحمى وسيلان الأنف وغيرها،  طيلة مدة الحضانة وتقديم العلاج.
 و من مميزات فيروس كورونا أنه ينشط في الأوساط الرطبة والباردة، وأول إجراء وقائي يطالب به الأشخاص عبر العالم هو الحرص على النظافة وخاصة غسل اليدين بالصابون والسائل المعقم ذي الأساس الكحولي، وضع القناع وتفادي التجمعات، وفي تصريح سابق للنصر، أوضح الدكتور بدالية محمد الأمين المختص في الأمراض الصدرية، أن علاج المصابين بفيروس كورونا يتم حاليا بنفس الأدوية التي توصف للمصاب بالأنفلونزا، أي التي تخفض درجة حرارة المريض وتقلل من السعال إضافة إلى أدوية لبعض الالتهابات المصاحبة خاصة على مستوى الرئة أو الكلى، ولكن لتفادي أية تعقيدات صحية يجب أخذ لقاح الأنفلونزا وإلا سيضطر المصاب للبقاء في المستشفى تحت المراقبة الطبية المشددة حتى لا تتدهور حالته، لأن لقاح الأنفلونزا يرفع المناعة ويحصن الجسم من المضاعفات الصحية.
وفي الجزائر التي أعلنت رسميا الأسبوع المنصرم، عن تسجيل حالة إصابة بكورونا  حاملها هو رعية إيطالي تم ترحيله ، وقد وضع تحت تصرف المواطنين رقم أخضر "3030" للتبليغ عن أية حالة مشكوك فيها بالإضافة لإجراءات أخرى على مستوى الحكومة، علما أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يتابع الملف.
 من جانب آخر،  يرى المختصون أن معهد باستور مؤهل ولديه الإمكانيات للقيام بكل التحاليل الضرورية لتأكيد أو نفي الإصابة بهذا الفيروس أو غيره من الأوبئة، كما أن الجزائر اتخذت إجراءات احترازية على مستوى الموانئ والمطارات بوضع كاميرات حرارية وتدابير لتحصين العمال والإطارات العاملين في هذين المؤسستين، ولكن  بعد انتشار المرض في عدة مناطق من العالم فإن تلك الإجراءات ثم توسيعها لتشمل خاصة المؤسسات الإستشفائية التي تم في أغلبها تخصيص غرف للحجر الصحي في حالة وجود إصابة وتوفير أدوية وواقيات لكل الطواقم العاملة،  إضافة إلى غرف طبية مجهزة بالمطارات .
 10 تدابير  لحماية الجزائريين
وقد أعلنت الحكومة في بيان لها صدر يوم الخميس عن اتخاذ 10 تدابير لمحاصرة المرض ومنع انتشاره طبقا لتعليمات أسداها رئيس الجمهورية وتنفيذا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة، منها تعزيز المراقبة الصحية على الحدود وكل نقاط الدخول البحرية و الجوية،  وتعيين مصالح استشفيائية مرجعية للتكفل  بكل الحالات المشبوهة و الحالات القادمة من  بلدان ينتشر بها الوباء.
وتم تنصيب خلية يقظة واستماع ووضع خط أخضر في متناول المواطنين للتبليغ  إضافة إلى توفير المستلزمات والمواد الصيدلانية الضرورية للتكفل بالحالات المشكوك فيها،و وجهت تعليمات لرفع الإنتاج من هذه المواد في حال تسجيل نقص، مع إلزام وزارة الصحة بمخطط اتصالي شفاف حول تطور الوباء بإصدار بيان يومي حول تطور الوضع.
وبالنسبة للحالة الوحيدة المسجلة بالجزائر صرح وزير الصحة يوم السبت أن الرعية الإيطالي تم ترحيله بواسطة طائرة خاصة  لبلده وبمرافقة طبية وأنه لم تسجل
حالات أخرى.                                   
روبورتاج: خيرة بن ودان

طب نيوز
دواء جديد لعلاج التصلب اللويحي
كشف مجمع أوروبي لصناعة الأدوية، عن نجاح التجارب العيادية لتركيبة دواء جديد سيحدث ثورة في علاج التصلب اللويحي الذي يمس شريحة كبيرة من الشباب في العالم.
وأوضح البيان الذي نشره المجمع مؤخرا، أن النجاح الإكلينيكي لتركيبة المادة المخبرية
(BTKi (168، ستؤدي قريبا لإنتاج دواء يؤخذ عن طريق الفم "محلول أو أقراص"، ويؤدي لعلاج الإلتهابات الموجودة على مستوى المخ والتي ينتج عنها عدة إعاقات منها التصلب اللويحي، وهذا بإحداث تأثير شديد وقوي على الخلايا المناعية التي هاجرت في الدماغ، مما سينعكس على جسم المريض و يجعله يستعيد نشاطه خاصة الأطراف،  أي اليدين والرجلين، وأضاف البيان أنه سيتم قريبا إطلاق المرحلة الثالثة من تجريب الدواء وتخص التعرف على الانعكاسات الصحية على المريض أو الأعراض غير المرغوب فيها الممكن أن تظهر، وغيرها من الأمور التي ستسمح إما بالشروع في إنتاج الدواء أو إعادة النظر في تركيبته.
علما أنه يوجد 2,3 مليون شخص مصاب بالتصلب اللويحي عبر العالم.
بن ودان خيرة

فيتامين
الثوم مضاد لنزلات البرد والأنفلونزا
يعد الثوم مضادا حيويا مفيدا للصحة ويذكر في جميع كتب ودراسات الطب منذ عصر أبو قراط، وأفادت آخر الدراسات أن إضافة الثوم يوميا للأكل تقلل من احتمال  الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا بنسبة 63 بالمائة، ويحتوي الثوم على مادة "الأليسين" الطبية التي تعتبر مضادا حيويا  وتساهم في رفع نسبة المناعة، كما تتكون تركيبته من عدة فيتامينات منها الفيتامين "ب6" و "ج" و"ب1" وكذا مادة "السيلينيوم" و "الكالسيوم" و"البوتاسيوم" والفسفور والحديد و كربوهيدرات وبروتينات و الكبريت، وبفضل تركيبته الغنية بهذه الفيتامينات وغيرها، فهو يقلل من ضغط الدم ومن نسبة الكوليستيرول و بالتالي يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب و يحسن صحة العظام كما يزيل السموم من الجسم.
بن ودان خيرة

طبيب كوم
الدكتور بدالية محمد الأمين مختص في الأمراض الصدرية
أنا سيدة في الخمسينات تبين أنني مصابة بسرطان الرئة، فهل إصابتي القديمة بالسل هي السبب؟
يا سيدتي مرض السل قد  يخلف آثارا رغم خضوع المصاب للعلاج وشفائه علما أن الأدوية متوفرة والعلاج موجود في كل مناطق الوطن، ولكن إذا لم يلتزم المريض بالمراقبة الصحية من حين لآخر، قد يتحول ذلك العجز الصحي الذي يبقى بعد علاج السل، لمشكل في التنفس بسبب بعض الفطريات التي تنتشر في الرئة أو لسرطان الرئة،  وهي حالتك سيدتي فممكن عدم المتابعة لحالتك الصحية على مدار سنوات هي سبب السرطان، و بالتالي عليك الآن الالتزام بالعلاج وبأوامر الطبيب المشرف على حالتك.

أنا لم أتجاوز الثلاثينات وقيل لي إن رئتي بها ماء يجب أن أخضع للعلاج حتى لا تتعقد الحالة، فماذا يعني هذا؟
وجود ما يسمى بالماء في الرئة هو نوع من مرض السل،  ولكن لا يمس القصبات الهوائية بل يتواجد في غلاف الرئة، حيث يتكون هذا الغلاف من طبقتين وبينهما يوجد سائل عند جميع البشر، يعمل هذا السائل على منع التصاق طبقتي الغلاف الرئوي خاصة أثناء التنفس، حيث يسمح للرئة بالتوسع دون مشاكل، وعلاج هذا المرض يكون باستخراج  الماء أو بالجراحة،  و تعطى للمريض نفس أدوية مرض السل بعد نزع مركب منها، في انتظار دواء جديد تم التوصل إليه في مخابر غربية العام الماضي من شأنه علاج السل بكل أنواعه.

والدي في الثمانينات أصيب بجلطة دماغية ونصحني أطباء بمراقبته أثناء الأكل حتى لا يكون أمام خطر الموت؟ فهل هذا صحيح؟
نعم عند المصابين بالجلطات الدماغية يكثر سوء البلع أي الأطعمة لا تسلك مسار البلع العادي مما يجعلها تتجه نحو الرئة، لأن الجلطات تترك أثارا على مستوى الفك يعيق الهضم العادي للأطعمة، ولكن الخوف ليس من سوء بلع الأطعمة  بل من الميكروبات الموجودة في الفم و التي ترافق تلك الأطعمة نحو الرئة وتحدث التهابات صدرية غالبا ما تؤدي لموت المريض خاصة كبار السن لأن تلك الميكروبات خطيرة، وبالتالي أهم شيء الحرص على نظافة فم المريض وأن تكون وضعيته مناسبة لحسن
البلع.                          بن ودان خيرة

مختصون في الأمراض المعدية  
لا يمكن الحديث عن عدوى كورونا في الجزائر بسبب حالة معزولة
يؤكد أخصائي الأمراض المعدية  البروفيسور عبد العزيز سقني، بأن التهويل و المعلومات المغلوطة بخصوص فيروس كورونا، أخذت حيزا أكبر
 من المعلومة الصحيحة و المفيدة، مشيرا إلى أننا لا يمكن أن نتحدث عن انتشار للعدوى في الجزائر، لمجرد تسجيل حالة واحدة لرعية أجنبية،
 وهو تحديدا ما يحيلنا للحديث عن عدم نجاعة استخدام الكمامات الواقية، لأنها تثير الهلع أكثر مما تساهم في الوقاية، خصوصا إذا علمنا أنها عديمة الفائدة، لأن ما يمنع انتقال العدوى فعليا من الأشخاص المصابين بها إلى الآخيرين هو القناع الطبي الخاص.
حسب الأخصائي، فإن الأنفلونزا الموسمية تقتل أكثر من الكورونا، وتعد أخطر، إذا ما قورنت إحصائياتها السنوية، بالإحصائيات العالمية التي يتم تداولها منذ اكتشاف أول حالة كورونا في الصين و إلى غاية اليوم، علما أن هذا الفيروس لا يعد استثنائيا، بل يصنف ضمن خانة الفيروسات التي نعرفها والتي سبق و أن واجهناها بداية من سنة 2003  ، مثل " سارس" ذي المصدر الحيواني، لكنه فيروس مختلف من حيث خصوصيته، أما خطورته فتكمن في طريقة انتقاله عبر التنفس و الاحتكاك و سرعة ظهوره، في ظل غياب آليات وقاية مسبقة.
 عن أسباب المخاوف العالمية من فيروس كورونا، يقول المتحدث، بأنها تعود إلى الجهل به،  الأمر الذي جعله في البداية يتجسد كتهديد عالمي، قبل أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، ويتأكد الباحثون بأنه لا يختلف عما سبقه و أنه يصنف في المرتبة الثانية بعد الأنفلونزا الموسمية المعروفة.
و بخصوص العلاج، و الحديث المتكرر عن اكتشاف لقاحات مضادة له، أوضح البروفيسور سقني، بأن ما يتداول في كل مرة هي لقاحات قديمة استخدمت سابقا لعلاج فيروسات من نفس العائلة، لكن ذلك لا يعني أنها ناجعة بالنسبة للكورونا، فالدراسات حسبه، لا تزال جارية رغم فعالية    " الكلوروكين " في الصين، و إيجاد لقاح أو علاج نهائي له لن يأتي في فترة شهرين.
من جانبه أضاف، البروفيسور إسماعيل مصباح، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، بأن الجزائر في المرحلة الحالية لا تواجه انتشار عدوى، لأن عدد الإصابات لم يتعد لحد الآن شخصا واحد، مع ذلك، فنحن لسنا في منأى عن الخطر العالمي و عليه يتوجب اتخاذ كل الاحتياطات و الالتزام بالإجراءات الوقاية، على كافة المستويات.
 حسب البروفيسور  جمال الدين عبد النور، من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة، فإن سبب الهلع من الفيروس، راجع بالأساس إلى كونه جديدا ، تعذر فهمه حتى بالنسبة للمهنيين والأطباء، مع ذلك فإن المعاينة الأولية، تثبت بأنه فيروس مصدره الحيوان، و لا يختلف كثيرا عن الأنواع المعروفة التي تكتشف سنويا و التي يصل عددها إلى 50 نوعا، بعضها تظهر أعراضه على البشر، عكس أنواع أخرى، وكورونا هو فيروس ينتمي إلى عائلة "سارس"،  تتمثل خطورته في أننا كبشر، لا نملك مناعة لمقاومته، كما قال، وعلاجه يتطلب مدة زمنية، وهو تحديدا ما ينفي الإشاعة بخصوص كون الفيروسات صناعة مخبرية.
وتجدر الإشارة ، حسب الأخصائي، إلى أن أغلب حالات الأنفلونزا متشابهة، 10 بالمئة منها فقط خطيرة، لأنها قد تقتل المسنين والمصابين بالسكري والقصور الكلوي والأمراض الصدرية عموما، علما أنه يمس الرجال و النساء بشكل متساو، والغريب أن أعراضه لم تظهر على الأطفال ، وهو أمر محير إذ لا يعلم بعد إذا كانت لديهم مناعة اتجاهه أم لا.                                   هدى طابي

نفاد في المخزون بعد تضاعف الطلب  
تهافت على الكمامات الطبية   
تسبب هاجس كورونا في تهافت كبير على اقتناء الكمامات الطبية بالصيدليات، و طرح عديد المواطنين مشكل نفادها،   و أكد   صيادلة   بأن زيادة الإقبال على اقتنائها سجل منذ نحو 15 يوميا و تضاعف بشكل ملفت  بعد الإعلان عن تسجيل أول حالة بالجزائر.
النصر قامت بجولة استطلاعية بوسط مدينة قسنطينة، أين  لاحظنا أن عددا من المواطنين كانوا يضعون كمامات طبية، و عبر من تحدثنا إليهم عن خوفهم من الإصابة بالفيروس، و أكد الكثير منهم  للنصر، بأن اتخاذ الاحتياطات واجب، إذ يمكن أن يكون أي شخص حاملا للفيروس دون علمه بذلك، فيما قال سائق سيارة أجرة بأنه كثير الاحتكاك بالمواطنين، ، و غالبا ما ينقل مسافرين من مطار قسنطينة نحو بيوتهم ، ما اضطره لاستعمال كمامة للوقاية من الفيروس.
في المقابل طرح عدد من المواطنين مشكل نفاد الكمامات في الصيدليات، من بينهم مسؤولة مؤسسة تربوية بعلي منجلي، أكدت للنصر بأنها، زارت عدة صيدليات، غير أنها تفاجأت بانعدامها بحجة عدم توفر كمية كبيرة في سوق الجملة، فيما أكد رجل أنه سيسافر قريبا لأداء مناسك العمرة، لكنه لم يجد سوى الكمامات الزرقاء ذات الطبقة الواحدة، و هي لا تفي بالغرض، كما قالت له ابنته العاملة في قطاع الصحة.
خلال زيارة النصر لعدد من صيدليات وسط المدينة، لاحظنا إقبالا معتبرا على اقتنائها، و اقتناء هلام التعقيم، و أكد من تحدثنا إليهم عدم توفر الكمامات في عدد كبير من الصيدليات، خاصة المصنوعة منها محليا ، و يقدر سعرها ب 25 دينارا،  منهم سيدة في الخمسينات، قالت بأنها ستسافر قريبا و قد توجهت إلى ثلاث  صيدليات بحثا عن الكمامات.
500 كمامة بيعت في أقل من ثلاث ساعات
جولتنا بدأت من صيدلية بشارع عبان رمضان، أكد صاحبها للنصر، بأن الكمية الموجودة في المخزون و تقدر بـ 500 وحدة بيعت في صباح  اليوم الموالي من إعلان الحالة و نفد المخزون عند الساعة العاشرة صباحا،  مشيرا إلى أن حجم الطلب فاق الكمية المتوفرة بالصيدليات، خاصة في الفترة الأخيرة ، بعد تصدير عدد معتبر للصين، و أوضح  بأن الكمامات الخاصة بهذا النوع من الفيروسات، غير موجودة محليا، و المتوفرة ذات طبقتين و حتى ثلاث طبقات، توفر حماية سطحية فقط.
من جهته أكد بائع بصيدلية إيدري، بوسط المدينة، بأن زيادة الإقبال سجل منذ نحو 15 يوما، حيث نفدت الكمية الموجودة بصيدليته أول أمس، و لم يبق منها سوى  30 وحدة بيعت كلها في الساعات الأولى من صباح أمس.
زيادة بـ 10 دنانير بسبب ارتفاع الطلب  
أكد أحد الباعة بصيدلية عيادي أيوب، بأن سعر الكمامة ارتفع بعد انتشار فيروس كورونا و تصدير حصة معتبرة إلى الصين، حيث لم يكن سعر الكمامة محلية الصنع ذات الطبقة الواحدة زرقاء اللون، يتجاوز 10 أو 15 دينارا، غير أنه و بعد تفشي الوباء، ارتفع إلى 25 دينارا ببعض الصيدليات، فيما لا تزال أخرى تبيعها بـ 15 دينارا، مع العلم أن سعر الكمامة الواحدة بالجملة، كان قبل اكتشاف الفيروس 5 دنانير، إلا أنها تصدر إلى الصين ب20 دينارا،  مؤكدا بأن محلية الصنع، مخصصة للأشخاص الذين يعانون من الزكام، تفاديا لنقل العدوى، غير أنها لا تحمي من يستعملها من الفيروس،  مضيفا بأن الكمامات ذات الطبقتين أو أكثر، المتوفرة في السوق، فرنسية الصنع و سعرها بين  700 و 850  دينار، مؤكدا بأنه باع خلال ساعتين 200 وحدة، و لم تتبق بصيدليته سوى كمية قليلة.
مسؤول نقابة الصيادلة بقسنطينة أحمد بومالة
نفاد الكمية بوحدات التصنيع
أحمد بومالة، مسؤول نقابة الصيادلة بقسنطينة و هو صاحب صيدلية، قال بأن زيادة الطلب تسبب في نفاد المنتوج، حيث حاول الاتصال بإحدى وحدات الإنتاج بالعاصمة، لمعرفة سبب النفاد ، غير أن مسؤوليها لم يقدموا توضيحات ، مؤكدا بخصوص نوعيتها ، بأنها توفر وقاية، لكن ليس بنسبة مئة بالمئة، و دعا، في ختام حديثه للنصر، المواطنين إلى الحرص على نظافة اليدين و وضع الكمامات و كذا شرب الماء بصفة منتظمة، بعد كل نصف ساعة،  لأنه يساعد على انتقال الفيروس إلى المعدة التي تعتبر وسطا حامضيا، لا يستطيع الفيروس العيش فيه .
و أرجع من جهته رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مسعود بلعمبري، سبب نفاد الكمامات إلى ارتفاع  الطلب، مقابل نقص في العرض، معتبرا الكمامات الواقية من المنتجات غير المطلوبة في السوق، إذ تباع بمعدل واحدة في الأسبوع، ما جعل عديد الصيدليات تقتني كميات محدودة.  
أسماء بوقرن

 

 

الرجوع إلى الأعلى