دعوة للعودة إلى أطباق الجدات للوقاية من الأمراض
أكدت الدكتورة حميدة جودي بأن التغذية الصحية التي تعتمد على ما تجود به الطبيعة من خضر و فواكه موسمية طازجة، كانت تحضر بها أطباق الأجداد و الجدات ، تقي من الأمراض و تشكل 70 إلى 75 بالمئة من نسبة علاج العديد منها ، و من بينها داء السرطان، و وصفت الأكلات السريعة المستوردة التي غزت بلادنا و سحرت أبناءنا، بـ"النفايات" التي تفتك بصحتنا و عافيتنا، و تضعنا جميعا في مأزق صحي و غذائي.
أخصائية العلاج بالنباتات الطبية
و التغذية الصحية، دعت أول أمس في مداخلتها، في إطار فعاليات صالون التذوق الذي أشرفت على تنظيمه مسؤولة مكتب منظمة «سلوفود» الدولية بقسنطينة، الشيف نصيرة فصيح بقصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، و يدرج ضمن برنامج شهر التراث، إلى العودة إلى أطباقنا التقليدية الصحية التي تعتمد على القمح الكامل و الشعير و البقول و الفواكه و الخضر الطبيعية .
و ذكرت عدة عوامل تجعل العودة إليها أكثر من ضرورية، و في مقدمتها انتشار السمنة و قائمة طويلة من الأمراض الخطيرة التي تنخر صحة الكبار و الصغار، و غزو الأكلات السريعة المليئة بالمواد الدسمة و الملح و غيرها، و اعتماد المصنعين على المواد الحافظة و الملونة و المحسنات و النكهات في تحضير مختلف أنواع الخبز و الحلويات و الأطعمة المختلفة المعروضة في الأسواق ، و اعتبرتها الطريق السريع إلى السرطان، حيث نجد في الكثير من العائلات المعاصرة فردا أو فردين مصابين بهذا الداء ، كما قالت المتدخلة .
القارورات البلاستيكية بؤر للسرطان
و ذكرت عضوة منظمة سلوفود الدولية التي تأسست في 1989 بإيطاليا، و أنشأت مكاتب ب 132 بلدا من بينها الجزائر، بأن المحيط الذي نعيش فيه بكل ما يضمه من تلوث بيئي و أقمار صناعية و هواتف نقالة و حواسيب و «ويفي» و ميكروويف و مزيلات للروائح و مواد التنظيف، خاصة الجافيل و صابون الغسالة الكهربائية ، من بين الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالسرطان، لهذا يجب أن نتعامل معها و نستعملها بحذر شديد .
و دعت الدكتورة جودي من جهة أخرى إلى تجنب استعمال الأواني المصنوعة من الألمنيوم و تيفال و البلاستيك، و العودة إلى الأواني النحاسية و الفخارية التقليدية. و اعتبرت حفظ الماء في قوارير و عبوات بلاستيكية، بؤرا للسرطان .
في حين ربطت الدكتورة جودي ارتفاع حموضة الدم و هو من بين أسباب السرطان، بالإكثار من تناول الحلويات و الحليب و مشتقاته و كذا اللحوم ، داعية إلى تجنب الحلويات المعروضة في المحلات المليئة بالملونات و النكهات و كذا الاكتفاء بتناول اللحوم مرة في الأسبوع، أو تعويضها بالأسماك، و ترى بأن لحم الجمل من أفضل أنواع اللحوم .
و اعتبرت الحليب المعروض حاليا في المحلات غير مفيد حتى للعجول، بسبب الأعلاف الفقيرة غذائيا التي تقدم للبقر و الغنم في عصرنا هذا، و يمكن تناول كمية قليلة منه فقط على سبيل العادة ، و تعويض البروتين الحيواني الضعيف أصلا، بالبروتين النباتي المفيد جدا للجسم الموجود في العدس و الفاصوليا البيضاء.
تناولوا الخضر و الفواكه في موسمها
و لتعويض نقص الأوكسجين بسبب التلوث في المدن الذي يتسبب بنسبة 20 بالمئة في الإصابة بالسرطان، تدعو المختصة إلى تنظيم خرجات منتظمة إلى الجبال و الغابات لاستنشاق الهواء النقي و تطهير الجهاز التنفسي و الجسم من الشوائب.
كما تنصح الأخصائية ربات البيوت بعدم اقتناء الخضر و الفواكه خارج موسمها، مهما كانت كبيرة الحجم و جذابة، لأنها مليئة بالأسمدة الاصطناعية و تفتقد للفيتامينات و المعادن ، و كذا للمذاق الشهي و الرائحة الطيبة، ما يؤثر سلبا على نوعية الأطباق التي تحضرها، و تنصح من تضطر لشرائها بوضعها ثلاثة أيام في البراد قبل استعمالها ، ثم غسلها و نقعها بالماء و البيكاربونات لمدة 10دقائق لتكسير، على حد تعبيرها، المواد السامة التي توجد بها. و حذرت الدكتورة من جهة أخرى، من الزيت النباتي المعروض في الأسواق، لأنه ، حسبها ، مسرطن، بسبب استعمال أصحاب المصانع لمادة تضفي عليه نكهة خاصة و تخلصه من رائحته الأصلية المنفرة، و تنصح ربات البيوت باستعمال زيت الزيتون الطبيعي و زبدة البقر نظرا لفوائدهما الجمة .
و أشارت إلى ضرورة حفظ الزيتون بالطريقة التقليدية، و الإكثار من الأعشاب العطرية في أطباقنا، و العودة إلى السبانخ و الخبيزة و «البرتقالة» أو «الرجلة» و مختلف النباتات الموسمية الطازجة و المفيدة للجسم التي كانت تقبل عليها الجدات، مع الإكثار من البصل و الكمون و الكركم و بذور الكتان و بذور اليقطين و اليقطين واللوز المحلي و الرمان و تناول العنب ببذوره.
و تدعو مرضى السرطان إلى وضع حبوب القمح في أص و بعد أن تنبت، تضيف إليها الماء و تطحن و تشرب على شكل عصير على الريق، لتقوية جهاز المناعة و استعادة النشاط و الحيوية، خاصة بعد العلاج الكيميائي.
قهوة الزعفران و مثلجات العدس و الشمندر
و على هامش المداخلة ، اقترحت الدكتورة جودي المختصة في تحضير و تكييف النباتات الطبية، على الحضور في قصر أحمد باي ، تذوق مجموعة من الحلويات و المثلجات و العصائر الطبيعية الصحية التي حضرتها بالمناسبة ، و هي خالية، كما أكدت من كل أنواع النكهات و الملونات المصنعة، لتعويض الرائجة في السوق المضرة ،على غرار مثلجات العدس و الشمندر و كذا مثلجات البازلاء و السبانخ و حلوى معجون التمر و الشوفان و حب الرشاد و السمسم و زيت الزيتون و بذور الكتان، و كذا عصير الشمندر و الجزر و الطماطم و غيرها.
في حين عرضت صاحبة مشروع زعفران طريقي السيدة لويزة حاكت، و هي أيضا عضوة في حركة سلوفود الدولية، في جناحها الخاص بصالون التذوق، مادة الزعفران التي تنتجها بمزرعتها، و عدة أنواع من المربى مصنوعة بالزعفران، بعضها مزج بالبلوط و الآخر بالبرتقال أو السفرجل، إلى جانب حساء الزعفران و خبز خاص و كابسولات قهوة الزعفران من ابتكارها.
مشروع صالون دولي للتذوق
بينما حرصت منظمة التظاهرة الشيف نصيرة فصيح على إهداء الحضور أصناف شهية من الكسكسي التقليدي بالخضر الطازجة و اللحوم البيضاء و الحمراء استمتع بها الجميع ، و قالت للنصر على هامش اللقاء ، بأنها رئيسة مكتب منظمة سلوفود الدولية بقسنطينة و التي تحمل شعار التغذية الطبيعية العلاجية و محاربة الأكلات السريعة المضرة بالصحة، و قد نظمت هذا اللقاء لأول مرة بالولاية مع المختصين ، بمعية أعضاء المكتب و من بينهم الشيف أسامة خنطيط و الشيف كريم بن شطاح و الشيف سليم نابتي، بإمكانياتهم الخاصة في غياب أي شكل من أشكال الدعم ، من أجل توعية و تحسيس المواطنين بأهمية التغذية الصحية في الحفاظ على الصحة و الوقاية من الأمراض و علاج المرضى ، خاصة و نحن مقبلون على شهر رمضان، و تنصحهم بدورها بالتقليل من اللحوم و الإكثار من الخضر و الفواكه الموسمية.
و توجهت الشيف فصيح بالشكر إلى مدير قصر أحمد باي الذي فتح أبوابه لاحتضان صالون التذوق الذي سيليه بعد رمضان، كما أكدت ، صالونا دوليا للتذوق، و تتمنى أن يحظى بدعم السلطات المحلية و تمويل المؤسسات بالولاية. إلهام.ط
خلال أول صالون للتذوق من تنظيم مسؤولة مكتب منظمة «سلوفود الدولية»
- التفاصيل
-
الذكاء الاصطناعي..هل سيخدم البشرية؟
في ربيع عام 2023 وبعد أشهر قليلة من صدور روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، نشر الرئيس التنفيذي لمنصة "إكس"، إيلون ماسك،...
هل سقط المجتمع الدولي في اختبار غزة؟
انتقد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة في نيويورك،عمار بن جامع، في شهر فبراير، فشل مجلس الأمن في المصادقة على...
التنمية البشرية هل هي بيع للوهم؟
"أيقظ العملاق الذي بداخلك"، "كيف تصبح مليونيرا بثلاث خطوات؟"، "أطلق قواك الخفية".. لا شك أن العديد منكم سمع عبارات من...
كيف تحوّلت الجامعة إلى محرك للمقاولاتية؟
اتخذت الجزائر في السنوات الأخيرة إجراءات لإدماج المقاولين الشباب وحاملي الأفكار، في النسيج الاقتصادي النظامي ضمن...
الزراعة الذكية في الجزائر: كيف تحولت إلى خيار استراتيجي؟
تخوض الجزائر خلال السنوات الأخيرة تجارب نموذجية في مجال الزراعة الذكية مناخيا، فقد قدّم باحثون ومبتكرون وشركات متخصصة، حلولا مبتكرة...
زيارة الطبيب النفسي: هل ما تزال من الطابوهات؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن شخصا واحدا من بين كل ثمانية أشخاص في العالم، يتعايش مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية،...
هل يصنع العمل التطوعي فرص التوظيف؟
يُصنَّف العمل التطوعي كقطاع ثالث فاعل بعد القطاعين الحكومي والخاص، بالنظر لدوره الهام في تعزيز التنمية الاقتصادية، حيث أن...
كيف يُحقٍّقُ الوطن العربي أمنه الغذائي؟
حذّر تقرير أممي صدر شهر مارس، بأن مستويات الجوع وسوء التغذية قد وصلت إلى أرقام حرجة في المنطقة العربية، لاسيما بعد أن...
كيف يُنقذ جيل الأوزون قطاع الزراعة؟
أدى التغير المناخي وما يشهده من ظواهر طبيعية متطرفة أبرزها الجفاف، إلى زيادة مستويات الإجهاد المائي، في مقابل ذلك، زاد...
كيف نحمي أنفسنا من أمراض القلب؟
بحوالي 18 مليون شخص يموت كل عام، تُصنِّف منظمة الصحة العالمية، الأمراض القلبية الوعائية بأنها السبب الرئيسي للوفاة في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)