النسخة الورقية

 

غاب فيدال كاسترو بعد عمر مديد  كُتب له فيه أن يرى ما يريد، بل ويتحول إلى أسطورة ورمز للمقاومة والعناد الثوري في عالم لا يكف أقوياؤه عن إيذاء الضعفاء، بل أن الرجل ظل طيلة حياته شوكة في خاصرة أكبر قوة عالمية هو الذي كان يقول أن «الرأسمالية الامبريالية غانية لن تستطيع إغواءنا» ، ولم يكتف بذلك بل كان خير ملهم لصنّاع الثورات، سواء في أمريكا اللاتينية أو بعيدا عن خليج الخنازير وحوض الكرائيب.
عاش كاسترو أكثـر من حياة، وشكلت شخصيته نقطة خلاف على المسرح الدولي، إذ صنّفه الأمريكيون في خانة العدو منذ أن أطاحت الثورة التي قادها بحليفهم باتيستا  الذي حوّل “الجزيرة” إلى ملهى يتسلى فيه أهل الشمال. بينما احتضنه الروس الذين اعتنق عقيدتهم واصطفوه حليفا استراتيجيا في موقع متقدم لا يتردّد في نصب صواريخهم على أرضه حين تلتقي الأهداف، و اعتبره ثوار العالم مثالا إلى جانب رفيقه تشي غيفارا الذي نجح الأمريكيون في الغدر به.
ومع سقوط الاتحاد السوفياتي و تداعي المعسكر الاشتراكي، تحولت الأنظار إلى كوبا المحاصرة، لكن الرجل الكبير ظل صامدا، بل وشهد ميلاد تيار مقاومة جديد يقوده شبان تشبعوا بالإرث الثوري للباتريارك في صورة هوغو شافيز الذي نازل بوش الثاني، وهاجمه في خطب نارية تشبه خطب معلّمه، ونجا بدوره من محاولات إسقاطه قبل أن يرفع الراية أمام عدو باغته من الداخل وسرقه من الحياة.
وحتى وإن قاوم الكوبيون الحصار الأمريكي الذي اتضحت أضراره بعد سقوط الحليف الكبير، إلا أنهم  ظلوا أوفياء لأب جعل التعليم إجباريا في جزيرة لا تحصي اليوم أميا واحدا و فتح المستشفيات أمام الفقراء. وظل الرمز رمزا إلى يومه الأخير رغم انه سلّم المشعل لأخيه بعد أن أضعفه المرض قبل ثماني سنوات، وتكفي الاحتفالية الأسطورية بعيد ميلاده التسعين لتؤكد على وفاء متبادل بين قائد وشعبه، وفاء لم ينجح في إطفائه مناوئون لم يتوقفوا عن إشعال شموع ضد الثورة، هناك في ميامي على بعد أميال بحرية من الجزيرة الخضراء، وكأن الكوبيين آمنوا بمقولته “كل انشقاق في غابة محاصرة هو خيانة بالضرورة”، وحققوا بذلك الاستثناء في عالم كثيرا ما تضرّر الثوار فيه عند انتقالهم من قيادة الثورة إلى قيادة الدولة.
وقد امتد العمر بكاسترو حتى يرى رجلا أسود في البيت الأبيض، الرجل ذاته الذي سيحاول بيد مسالمة مسح الأذى الذي ألحقه الشماليون القساة بجيرانهم الذين ارتضوا لأنفسهم ثورة تلائمهم، في زيارة تاريخية أنهت القطيعة وفتحت الأبواب أمام عهد جديد لن يكون الكومندانتي من صنّاعه.غاب كاسترو دون أن يشهد انتشار العدالة في العالم، لأن سكان كوكبنا الحزين يخترعون لكل مرحلة وحشيتها الجديدة، لم تندثر ثقافة النهب التي قال أن الحروب ستندثر باندثارها، وأصبح تجار السلاح ولصوص الثـروات يبتكرون بدورهم الثورات التي تناسبهم ويخلعون عليها ألقاب الحرية، تعويضا عن وجاهة افتقدوها  في حروبهم السابقة.
مات  الكومندانتي، كم سيكون العالم موحشا من دون طلته ومن دون دخان سيجاره العابر للقارات والعقود.  
النصر

رياضــة

استفسر عن أسباب اعتــزاله: الناخـــــب الوطنــــي يُتابع أوكيدجـــــــــة
علمت النصر من مصادر حسنة الإطلاع، بأن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، لم يغلق أبواب العودة أمام الحارس ألكسندر أوكيدجة، بدليل استفساره مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن سبب اتخاذه قرار...
في خطوة استباقية تبعد سيناريو الصيف الماضي: شبـاب قسنطينة يجهز ملـف المشــاركة القاريــة
باشرت إدارة النادي الرياضي القسنطيني تحضير الملف الخاص بالمشاركة القارية الموسم المقبل، في خطوة استباقية لتفادي تكرار سيناريو الموسم المنقضي، عندما وجدت نفسها في موقف محرج، لتأهيل اللاعبين قاريا،...
بسبب نهــائي كأس الرّابطة للرديف: رقيــق وعويسي خارج حسابات مدرب وفــاق سطيف
تحول أمس، اللاعبان عماد رقيق وتقي الدين عويسي إلى التدرب مع صنف الرديف، تحسبا للمشاركة مع تشكيلة هذه الفئة في المباراة النهائية لكأس الرابطة، المبرمجة هذا الجمعة بملعب الرويبة، وهو نفسه اليوم الذي...
على هامش لقاء سوسطارة والكناري حسينة يصرح: ملفـنا قوي و"التاس" ستنصفنا
تعادل سهرة الاثنين بملعب «نيلسون مانديلا»، فريق اتحاد الجزائر مع ضيفه شبيبة القبائل بنتيجة هدفين لمثلهما، لحساب مباراة تسوية رزنامة الجولة 19 من بطولة الرابطة المحترفة، حيث وقع هدفي الاتحاد اللاعب...

تحميل كراس الثقافة

 

    • الخروج من حُجرة الكتابة

      خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو الذي فضّل أن يختتم الرحلة في الحجرة ذاتها التي شهدت ميلاد أبطاله، تمامًا كبطله  العجوز "بلانك"...

كراس الثقافة

صحة.كوم

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى