انطلقت، أمس، عبر كافة المدارس الابتدائية مجريات امتحان تقييم المكتسبات الذي يشمل لأول مرة أقسام نهاية الطور الأول والثاني لهذه المرحلة التعليمية، بعد أن كان يخص فقط السنة الخامسة، للوقوف على النقائص التي قد تواجه التلاميذ وتصويبها، لتفادي آثارها السلبية على المسار الدراسي.
ويجري تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي امتحان تقييم المكتسبات على مدار ثلاثة أيام سبعة مواد، بعد أن تم إدراج مادة اللغة الإنجليزية السنة الماضية ضمن قائمة المواد التي تخضع لعملية التقييم، ويستثني الامتحان مادتي التربية التشكيلية والموسيقية.
وتم توحيد مواضيع امتحان تقييم المكتسبات على مستوى المقاطعة التربوية، بما يسمح بتقييم مستوى أداء كل مؤسسة تعليمية، إلى جانب رسم صورة شاملة من قبل القائمين على القطاع حول صعوبات التعلم التي تواجه تلاميذ نهاية الأطوار الثلاثة للتعليم الابتدائي، أي أقسام سنوات الثانية والرابعة والخامسة ابتدائي.
ويقتصر امتحان تقييم المكتسبات بالنسبة لتلاميذ نهاية الطور الأول والثاني ابتدائي على مادتي اللغة العربية والرياضيات، بمعدل امتحان واحد في كل يوم، باعتبارها تعلمات أساسية وجب على التلاميذ التحكم في عناصرها قبل الانتقال إلى الأقسام الموالية.
ويشار إلى أن وزارة التربية الوطنية قررت توسيع تقييم المكتسبات لأقسام نهاية الطور الأول والثاني ابتدائي في إطار تحسين نظام التقييم البيداغوجي للوقوف على مدى تملك التلاميذ للكفاءات الختامية المرتبطة بالتعلمات الأساسية، بعد أن كان الامتحان يقتصر عند إقراره أقسام السنة الخامسة ابتدائي كبديل لامتحان شهادة التعليم الابتدائي التي تم إلغاؤها من قبل الوزارة.
وترمي عملية التقييم إلى تتبع مصادر صعوبات التعليم قصد علاجها في حينها لتفادي أثارها السلبية على المسار الدراسي للتلاميذ، سيما في الطور المتوسط الذي يعرف أكبر نسبة من التسرب المدرسي سنويا، بسبب إخفاق التلاميذ في تحقيق المعدل الدي يسمح لهم بالانتقال إلى الطور الثانوي.
وتتضمن الرزنامة اليومية لامتحان تقييم المكتسبات لأقسام السنة الخامسة ابتدائي اجتياز مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ في اليوم الأول، ثم الرياضيات واللغة الفرنسية في اليوم الثاني، ثم إجراء الامتحان في مادتي الإنجليزية والأمازيغية في اليوم الثالث والأخير.
ويحرص الأساتذة خلال التصحيح على تقييم تعلمات التلاميذ انطلاقا من الكفاءات المستهدفة في المناهج الدراسية، وتحديد مستوى اكتساب الكفاءات المرصودة، إلى جانب تشخيص وكشف النقائص في تعلمات كل تلميذ قصد علاجها.
ويتوج امتحان تقييم المكتسبات بتدوين تقديرات أو ملاحظات على البطاقة التحليلية لكل تلميذ، بدل منحه نقاط، لأن الامتحان يعتبر في نظر الوزارة محطة تقييمية وليست تقويمية، لتحديد مدى تحكم التلميذ في التعلمات.
وتعيش مختلف مديريات التربية على وقع تنظيم امتحان تقييم المكتسبات، من بينها مديرية التربية لولاية تبسة التي قامت بتسخير وتجنيد الوسائل المادية والبشرية لإنجاح العملية، وفق ما أكده مدير التربية للولاية خضر بن مازوز «للنصر»، سيما ما تعلق بوسائل طباعة المواضيع، كاشفا بالمناسبة عن الانطلاق في عملية كبرى لجمع كراريس التلاميذ في نهاية السنة، تطبيقا لتعليمات وزير التربية قصد إعادة تدويرها على مستوى مديرية البيئة.
ويشار إلى أن الوصاية أدخلت عدة تحسينات على الامتحان بعد إدراجه لأول مرة في سنة 2022، بتقليص عدد أيامه إلى ثلاثة أيام فقط بدل 25 يوما لتخفيف الضغط على التلاميذ، مع تخفيف الحجم الساعي للامتحان إلى ست ساعات بدل 13 ساعة، موزعة على ست مواد أساسية.
ويتزامن اجتياز امتحان تقييم المكتسبات مع الاستعداد لتنظيم اختبارات الفصل الثالث بداية من الأحد المقبل، ولذلك تشكل هذه المحطة فرصة للتلاميذ للمراجعة وحفظ الدروس، في ظل أجواء خاصة تعيشها الأسرة التربوية التي تشرف على إنهاء آخر ما تبقى من الموسم الدراسي، المزمع تتويجه بإجراء الامتحانات الرسمية دورة جوان 2025.
لطيفة. ب/ عبد العزيز. أ
