تشرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إنجاز بحوث علمية من شأنها إحداث ثورة في القطاع الفلاحي، وبالضبط في مجال التربية الحيوانية، من خلال ما يقوم به خبراء وباحثون من جهود لتطوير إنتاج الأعلاف بكميات تحقق الاكتفاء الذاتي وتغني عن الاستيراد، قصد المساهمة في تثمين الثروة الحيوانية وضمان الأمن الغذائي.
وترأس في هذا السياق وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أمس بمقر الوزارة، اجتماعا تقنيا تقييميا تناولت أشغاله تثمين نتائج بحث على أرض الواقع في مجال العلف والإنتاج الحيواني، بحضور إطارات في ذات الهيئة، من بينهم المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، إلى جانب مشاركة ممثل عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري في اللقاء.
وترمي البحوث التي تم إطلاقها من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإيجاد حلول مبتكرة لإشكالات عدة تتعلق بمجالات استراتيجية، من بينها المجال الفلاحي وتأمين قوت الجزائريين اعتمادا على ما ينتج محليا من مواد فلاحية متنوعة، من بينها اللحوم بنوعيها، لذلك تم إيلاء أهمية خاصة لتطوير البحوث التي تعنى بتنويع مصادر إنتاج علف الماشية.
وتعد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من بين الجهات الفاعلة في تحقيق الأمن الغذائي، من خلال البحوث التي يتم إطلاقها من قبل فرق الباحثين والخبراء لتطوير تقنيات زراعية مبتكرة تزيد من إنتاجية المحاصيل وتحسن جودتها، وتساهم في تثمين نتائج البحث العلمي في القطاع الفلاحي وتنمية المحاصيل الزراعية كما نوعا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خضر وفواكه، مع تدعيم السوق بالكميات الكافية من اللحوم بنوعيها، إلى جانب الحليب ومشتقاته.وتم في هذا السياق إطلاق وحدة على مستوى ولاية بسكرة لإنتاج العلف الحيواني المستخلص من بقايا النخيل، بطاقة إنتاجية تقدر بـ 200 قنطار، على أن تصل مستقبلا إلى 400 قنطار يوميا، وتعد هذه الوحدة ثمرة جهود قام بها باحثون لتطوير إنتاج الأغذية الحيوانية اعتمادا على مركبات جيدة، وذلك باستبدال الذرى ببقايا النخيل.
كما شرع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في السنوات الأخيرة في توجيه البحث العلمي لتحقيق التنمية المحلية، لاسيما في مجال الأمن الغذائي، من خلال تثمين نتائج البحث العلمي واستثمارها في مضاعفة الإنتاج الفلاحي والزراعي، وإقامة شراكات استراتيجية بين الجامعات والمؤسسات البحثية، في ظل الحرص على نقل التكنولوجيا الحديثة والحلول المبتكرة لفائدة المستثمرين في القطاع الفلاحي لاستغلالها في تحسين الإنتاجية، خاصة في مجال الحبوب.
وينتظر من البحوث التي تشرف على إنجازها وتثمينها وزارة التعليم العالي تلبية احتياجات المربين من الأعلاف بأنواعها، لا سيما على مستوى مناطق الإنتاج التي تضررت بشكل ملحوظ من الجفاف بسبب شح الأمطار، تجسيدا للجهود الوطنية الرامية إلى تثمين الثروة الحيوانية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم، مع ضمان استقرار أسعارها، لتقليص اللجوء إلى الاستيراد من أجل سد العجز وكسر أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في السوق، على غرار الإجراء المتخذ قبيل شهر رمضان المنصرم عقب تسجيل ارتفاع محسوس في أسعار اللحوم.
وتجدر الإشارة إلى الخطوة الهامة التي قامت بها وزارة التعليم العالي في إطار تثمين البحوث في المجال الفلاحي، وذلك بإطلاق برنامج استثنائي للدكتوراه في مجال الإنتاج الحيواني، لتعزيز الأمن الغذائي، وتجسيد رؤية الدولة للتنمية خلال الفترة الممتدة ما بين 2024 و2025.
وتزيد حاجة القطاع الفلاحي من الأعلاف عن 4 ملايين طن سنويا لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتدعيم التربية الحيوانية، لذلك تم تجنيد الباحثين في المجال للوصول إلى حلول مبتكرة لمضاعفة إنتاج الأعلاف وتقليص الاعتماد على الاستيراد لتلبية احتياجات المربين، وتفادي اعتماد التربية الحيوانية على التساقطات المطرية على مستوى عديد المناطق المتضررة بدورها من ظاهرة شح الأمطار وتأخرها عن موعدها.
لطيفة بلحاج