تعززت الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة بمركز دعم التكنولوجيا والابتكار، حيث يستهدف تثمين مخرجات الأعمال البحثية في مجال الصحة لوضعها في متناول الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، في حين ستحتضن الهيئة نهار اليوم ورشة عمل وطنية حول تطوير تقنيات الـ»أوميكس» في الجزائر.
وأنشأت الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة مركزا لدعم المقاولاتية والابتكار أول أمس الخميس، حيث أفاد مديرها البروفيسور بشير بن عربة، في تصريح للنصر، أن العملية تندرج في إطار خطة إستراتيجية أعدتها الوكالة لتثمين المخرجات البحثية ووضعها في متناول الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين بما يتوافق مع الرؤية الإستراتيجية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وتخللت مراسم إنشاء مركز دعم التكنولوجيا والابتكار التوقيع على إبرام اتفاقية تعاون بين الوكالة والمعهد الوطني للملكية الفكرية، ممثلا في مديره العام، البروفيسور عبد الحفيظ بلمهدي، كما حضرها رئيس المجلس العلمي للوكالة، البروفيسور يوسف زيان، ومدير براءات الاختراع في المعهد ومديرة الفرع الجهوي للمعهد في وهران.
وأكد مدير الوكالة تنظيم اجتماع عمل بعد حفل التوقيع بين ممثلي الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة، والمعهد الوطني للملكية الفكرية، حيث تمحور حول مناقشة الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاقية المشتركة وسبل التكفل بالباحثين وحملة المشاريع من أجل حماية وإنضاج وتسويق نتائج الأبحاث العلمية، فيما نبه المتحدث أن مركز دعم التكنولوجيا والابتكار سيعمل على مرافقة الباحثين وحملة المشاريع لضمان الملكية الفكرية لمخرجات أنشطتهم البحثية والعمل على تثمينها فعليا من أجل استخدامها وتسويقها من طرف الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين ضمن تنسيق محكم مع المعهد الوطني للملكية الصناعية.
وجاءت خطوة إنشاء المركز بعد استخلاص نتائج اللقاء الوطني الذي نظمته الوكالة في 30 جانفي من العام الجاري، في إطار متابعة تنفيذ وتقدم المشاريع البحثية الوطنية التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في عام 2021، حيث عرض حوالي 100 رئيس مشروع بحثي من مختلف مناطق الوطن النتائج الرئيسية لمشاريعهم، لاسيما المنتجات التي يمكن تقييمها واستغلالها من قبل الشريك الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن أنهم تحصلوا عليها من خلال المشاريع الوطنية للبحث في إطار أولويتين وطنيتين تتمثلان في الأمن الغذائي، وصحة المواطن.
وشرح المصدر نفسه أن الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة تبنت خطة لتثمين المنتجات البحثية، حيث تعتمد على تحديد المنتجات القابلة للتثمين وفقا لمستوى النضج التكنولوجي الذي وصلت إليه والجانب الابتكاري للحل المقترح، حيث اعتبر أنها تمثل جزءا من إستراتيجية وطنية اعتمدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بغية ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع ومتطلبات الاقتصاد الوطني الذي يعيش على وقع طفرة تنموية فارقة. وتشرف الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة على عدد كبير من مشاريع البحوث الوطنية وفرق البحث المشتركة، حيث تتكفل بتقييمها بشكل دوري، كما تضمن تنفيذها من قبل مجموعات من الباحثين العلميين والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين.
وتجمع الوكالة أيضا مشاركة الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين أيضا في إطار الشبكات الموضوعاتية التي أنشأتها مؤخرا، على غرار شبكات الزراعة الصحراوية والنباتات العطرية والطبية والبنوك الحيوية، بالإضافة إلى إنشاء شبكة فرعية موضوعاتية مخصصة للبحث من أجل الترويج لشجرة الأرغان ومنتجاتها تحت اسم DZARGAN. وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة قد أطلقت برنامجا طموحا خلال هذه السنة من خلال مختبرات الأبحاث والمشاريع الموضوعاتية ومراكز البحوث الوطنية وفرق البحث المشتركة لتلبية الاحتياجات التي عبّر عنها القطاع الاجتماعي والاقتصادي النشط في مجالات الصحة والأمن الغذائي.
من جهة أخرى، يرتقب أن تنظم الوكالة نهار اليوم السبت ورشة وطنية حول تطوير تقنيات الـ»أوميكس» OMICS، حيث ستجمع خبراء من مختلف الجامعات ومراكز البحث على المستوى الوطني والعالمي، بينما ستتمحور حول مناقشة ووضع إستراتيجية وطنية تستهدف دمج وتطوير تقنيات الـ»أوميكس» في مختلف الأنشطة البحثية التي ستطبق في الطب الدقيق والزراعة الذكية والبيئة وغيرها. ويشير مصطلح الـ»أوميكس» إلى مختلف التقنيات المتطورة المستخدمة لاستكشاف وتحليل كميات هائلة من البيانات التي تمثل بنية ووظيفة نظام بيولوجي يشمل الخلية والنسيج والكائن الحي على مستوى معين.
وأشار البروفيسور بن عربة إلى أن المشاركين سيقدمون محاضرات متخصصة ويناقشون تقنيات الـ»أوميكس» في الجزائر والعالم وتطبيقاتها في ورشات عمل متخصصة، بالإضافة إلى أنهم سيتطرقون إلى المتطلبات الأساسية اللازمة من أجل التطوير الفعال لهذه التقنيات في الجزائر من حيث المهارة البشرية والبنية التحتية والمواد المادية، فضلا عن حوكمة هذه المشاريع.
سامي .ح
