أشرف الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، صباح أول أمس الخميس، بمدينة أوساكا اليابانية، على مراسم الاحتفال باليوم الوطني الجزائري ضمن فعاليات المعرض العالمي ‘’إكسبو 2025 – أوساكا’’، وذلك بمركز المعارض الدولي، حيث مثّل هذا الحدث مناسبة لتعزيز صورة الجزائر الجديدة واستعراض أبرز الإنجازات الوطنية في ظل التحوّلات الشاملة الجارية.
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح، استعرض السيد العرباوي الإصلاحات الاقتصادية والاستراتيجية التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والتي سمحت –رغم الظروف السياسية والاقتصادية العالمية– بتحقيق معدلات نمو غير مسبوقة خلال 13 سنة الأخيرة، بفضل تحسين مناخ الأعمال ودعم مناخ الاستثمار.
وفي هذا السياق، أبرز الوزير الأول الاهتمام البالغ بالبحث والابتكار، الذي تُرجم إلى إنشاء نظام بيئي محفز لاحتضان المؤسسات الناشئة، حيث تم خلال فترة وجيزة إنشاء أكثر من 3300 مؤسسة ناشئة، مدعومة بمختلف آليات التمويل والمرافقة، إلى جانب تحفيزات جبائية وغير جبائية، جعلت من الابتكار أداة حقيقية للنمو الاقتصادي. كما أشار إلى نجاح المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الذي تستضيفه الجزائر سنوياً، كمبادرة استراتيجية لبناء ديناميكية قارية لدعم الابتكار وتبادل التجارب.
وأكد الوزير الأول في كلمته على أهمية العلاقات الجزائرية-اليابانية، التي وصفها بـ«النموذج في التعاون المثمر والتواصل الحضاري»، مشيرا إلى أن جذور التضامن بين البلدين تعود إلى ثورة التحرير الوطني، حينما احتضنت طوكيو أول مكتب لجبهة التحرير الوطني في الخارج، في سبتمبر 1958، ثم الاعتراف الياباني باستقلال الجزائر يوم 04 جويلية 1962.وأبرز السيد العرباوي أن التوافق السياسي بين الجزائر واليابان حول السلام والحوار، كان أساسا متينا لبناء شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وهو ما سمح بإنجاز مشاريع هامة خاصة في قطاع الطاقة، كما تُوّج هذا المسار بنتائج إيجابية خلال الدورة الأولى للجنة الاقتصادية الحكومية المشتركة التي انعقدت في ماي 2025، والتي فتحت آفاقاً واعدة في التعاون الثنائي.
من جانبه، ثمّن المسؤول الياباني علاقات الصداقة والتضامن التاريخي التي تجمع البلدين، مشيدا بالحركية المتزايدة في التعاون الثنائي والروابط الثقافية التي تعزز التقارب بين الشعبين، كما أعرب عن تقديره الكبير لمشاركة الجزائر في هذا الحدث العالمي، التي وصفها بـ«النوعية والمتميزة».
وعقب مراسم الافتتاح، قام السيد الوزير الأول والوفد المرافق له بزيارة جناح اليابان بالمعرض، حيث قدّمت لهم شروحات مفصلة حول مواضيع الجناح التي تمحورت حول دورة الحياة والتنمية المستدامة.
بعد ذلك، توجّه الوفدان إلى جناح الجزائر الذي يحمل شعار «أنوار الجزائر»، حيث استُعرضت الهوية الثقافية الجزائرية، ومسار التطور الوطني، إضافة إلى فرص التعاون والاستثمار التي تتيحها الجزائر في مختلف القطاعات، في ظل سياسة الانفتاح والشراكات الاستراتيجية.
وحضر حفل الافتتاح وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بللو، و وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، السيدة حورية مداحي، والمحافظ العام للجزائر السيد عبد الله بوقندورة، و السيد تاكيوتشي شينجي، الوزير البرلماني للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني وممثلون عن السلك الدبلوماسي وعدد من أبناء الجالية الجزائرية باليابان والمدعوين.
وكانت فعاليات اليوم الوطني الجزائري قد افتتحت برفع العلمين الجزائري والياباني وعزف النشيدين الوطنيين الجزائري والياباني مثلما قدمت فرقة الباليه للفنون الشعبية وجمعية أهل الفن للموسيقى الأندلسية، عروضا ومعزوفات موسيقية نالت استحسان الحضور.
و في إطار إشرافه على إحياء اليوم الوطني الجزائري ضمن فعاليات المعرض العالمي ‘’إكسبو 2025 أوساكا’’، قام الوزير الأول يوم أمس الجمعة، رفقة وزير الثقافة والفنون زهير بللو، ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، بزيارة أجنحة عدد من الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في هذا المعرض العالمي، حيث استهلّ جولته بزيارة جناح دولة فلسطين. كما زار السيد العرباوي، والوفد المرافق له جناح الجمهورية التونسية وجناح سلطنة عمان، حيث تلقى شروحات وافية عن معروضاتهما. وخلال زيارته لجناح الجمهورية الإيطالية، طاف الوزير الأول والوفد المرافق له بمختلف أجزاء هذا الجناح الذي يعرض قطعا ولوحات فنية تعرف بالإرث التاريخي والثقافي الإيطالي. وختاما، زار الوزير الأول جناح دولة قطر حيث استمع إلى عرض مستفيض حول مختلف الجوانب الثقافية والاقتصادية والعمرانية لدولة قطر.
وقد وقع الوزير الأول السجل الذهبي لأجنحة هذه الدول، مؤكدا على عمق روابط الأخوة والصداقة والتعاون التي تجمعها مع الجزائر والتي ترعاها الإرادة السياسية
المشتركة.
ع.أسابع