الثلاثاء 15 جويلية 2025 الموافق لـ 19 محرم 1447
Accueil Top Pub

نحو إنجاز مصنع للمشعاع بشراكة إيطالية وآخر للزجاج بوهران: «كوندور» يفرد جناحيه بسماء مصر وإيطاليا ويقتحم صناعات جديدة

يبرز مجمع «كوندور» بالبرج مرة أخرى، ليؤكد على نموذج للنجاح والتوسع، حسب ما أكده وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، في زيارته الأخيرة للمجمع يوم الخميس، متجاوزا صورته كعملاق في صناعة الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، ليتحول إلى (أخطبوط صناعي) حقيقي، يرسخ أقدامه بقوة في مختلف القطاعات الحيوية للاقتصاد الوطني ويمد أذرعه نحو الأسواق الدولية، في مسيرة من التطور لم تكن سهلة ولم تأت من فراغ، بل كانت حسب ما اطلعنا عليه في مختلف الزيارات لوحدات المجمع والعرض المقدم من قبل إطارات الشركة، نتاجا لرؤية استراتيجية وتسيير محكم يقودهما عبد الرحمان بن حمادي الرئيس المدير العام، الذي استطاع أن يحول المجمع إلى قاطرة للتنمية والتصدير.

روبورتاج:ع/بوعبدالله

في عرض تقديمي شامل يرسم ملامح إمبراطورية صناعية متنامية، كشف المدير العام المساعد بمجمع (كوندور)، دعاس محمد الصالح، عن إستراتيجية توسع طموحة تضع الشركة في مصاف اللاعبين الإقليميين الكبار وبأرقام وإحصائيات دقيقة، ظهر ليس كشركة رائدة في مجال الإلكترونيك والأجهزة الكهرومنزلية فحسب، بل كـ (أخطبوط صناعي) يمد أذرعه بقوة نحو أسواق دولية كبرى مثل مصر وإيطاليا، وبجميع القارات، بينما يغرس جذوره أعمق في الاقتصاد الوطني من خلال اقتحام صناعات جديدة ومتطورة.
وحدات إنتاجية كخلايا النحل لبلوغ مسعى التطوير والتصدير
و في قراءة لمتابعين للاقتصاد الوطني و بولاية برج بوعريريج على وجه التحديد، لم تكن الزيارة الأخيرة لوزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، إلى مقر المجمع بولاية برج بوعريريج، مجرد تفقد روتيني، بل حملت في طياتها إشادة واضحة بالنجاحات المتتالية التي يحققها، فقد شهد الوزير بنفسه على رفع نسب الإدماج بوحدة صناعة المكيفات الهوائية، التي تابعنا سلسلة الإنتاج بها، إذ تعج بالعمال وكأنها خلية نحل تنتقل فيها سلسلة التصنيع من قولبة الهياكل الحديدية إلى صناعة تحويل البلاستيك لإنجاز الهياكل ومرورها عبر طاولات التركيب والصهر والتلحيم بمختلف الأجزاء، وصولا إلى وضع المكثفات والضواغط وشبكات التموين بالكهرباء، إلى غاية وصول المنتج النهائي الذي يخضع لعمليات تجريب دقيقة وفحص عمليات التحكم عن بعد قبل أن يعلب وينقل إلى مراكز التخزين من أجل التخزين المحلي أو التصدير، مع العلم أن المجمع تعاقد مؤخرا مع شركة عالمية (هايسنس) لتصنيع مليوني وحدة سنويا، وتوجيه حوالي 80 بالمائة من المنتوج نحو التصدير.

كفاءات جزائرية تؤسس إمبراطورية اقتصادية
وقبلها عبر الوزير عن ارتياحه بعد إشرافه على عمليات التصدير الضخمة التي نفذها المجمع بقيمة 2 مليون دولار نحو خمس دول عربية وإفريقية، في دلالة على الطموح الكبير للوصول إلى سقف 50 مليون دولار من الصادرات خلال العام الجاري، ولم تقتصر إشادة الوزير على حجم الصادرات فحسب، بل امتدت لتشمل التنوع الكبير في أنشطة المجمع ومنتجاته، فلم يعد اسم (كوندور) مرتبطا فقط بالشاشات والثلاجات، بل امتد ليشمل الصناعات الثقيلة من خلال مصنع (برج ستيل) للحديد والغلفنة ومصنع آخر للكوابل الكهربائية ووحدات للصناعات التحويلية والغذائية ومواد البناء وغيرها من الوحدات الصناعية بما في ذلك الاهتمام بالجوانب اللوجيستيكية للمجمع و مركز صحي للعمال ونقاط خدمات ما بعد البيع،ما يظهر مدى تغلغل هذا الأخطبوط في النسيج الصناعي الجزائري، كما أن توسعه لا يتوقف عند الحدود الوطنية، بل يطمح لأن يعبر القارات، باقتحام الأسواق عبر أغلب القارات، مع التحضير لاقتحام السوق الإيطالية عبر تصدير أجهزة المكيفات الهوائية وذلك بعد دخوله للسوق المصرية لأول مرة بشحنات من أجهزة التلفاز والغسالات والمكيفات، ليجسد بذلك نهج الاقتصاد الجديد وشعاره (من الاستيراد إلى التصدير)، كما تتواصل مسيرة النمو والتطوير بعقد اتفاقيات شراكة استراتيجية، منها اتفاقية مع شركة (فيفال) الإيطالية لإنشاء مصنع للمشعاع، والتخطيط لإقامة مصنع متخصص في إنتاج زجاج التعليب والتغليف وزجاج المائدة والأواني المنزلية بولاية وهران، إلى جانب التوسع في الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية والآسيوية، ما يجعل من وصف (الأخطبوط الصناعي) الوصف الأدق لهذا الصرح الذي يضرب بجذوره في الجزائر، بفضل العصب المؤسس عبد الرحمان بن حمادي المعروف بالاسم الشائع عبد المالك أستاذ الاقتصاد السابق بجامعة سطيف والرئيس المدير العام للمجمع، الذي تمكن من التأسيس لما يشبه إمبراطورية صناعية و تجارية وأخطبوط يمد أذرعه بقوة نحو العالمية، مساهما بفعالية في تنويع الصادرات الوطنية خارج قطاع المحروقات.
حصاد 2024 وطموحات 2025
طموح لبلوغ الصادرات قيمة 50 مليون دولار
قدم، دعاس، خلال عرضه للوزير ومرافقيه، لمحة عن القدرات الهائلة للمجمع، الذي يتربع على قاعدة صناعية تبلغ مساحتها 500 ألف متر مربع، منها 76 ألف متر مربع مساحة مغطاة، ويدعم هذه القاعدة أسطول لوجستي ضخم يضم ألفي و200 وسيلة نقل من شاحنات وسيارات، ما يضمن كفاءة التوزيع والتصدير.
وعلى صعيد الأداء المالي، حققت (كوندور) خلال سنة 2024 صادرات بقيمة تجاوزت 15 مليون دولار، لكن الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، حيث كشف المدير العام المساعد أن الهدف المسطر لسنة 2025 هو تحقيق قفزة نوعية تصل إلى 50 مليون دولار من الصادرات، مع إمكانية تجاوز هذا الرقم بفضل المشاريع الجديدة والمعطيات الإيجابية للسوق.
وفي هذا السياق، وجه ذات المتحدث نداء للسلطات وبحضور وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، للنظر في ضريبة (TCS) التي قال إنها تؤثر مباشرة على تنافسية المنتجات الجزائرية في الأسواق الخارجية، مؤكدا أن إلغاءها على الصادرات، سيساعد بشكل كبير في إعادة تموضع المنتجات الجزائرية وتعزيز قدرتها على المنافسة عالميا.
ذراع نحو مصر.. من الاستيراد إلى التصدير
وتجسيدا لهذا التوسع، كشف عن عملية تصدير ضخمة ونوعية نحو السوق المصرية، لأول مرة،بعدما كانت في الماضي مصدرا لبعض الأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية، لتنقلب المعادلة، حيث تستعد الشركة لتصدير 60 ألف جهاز تلفاز و30 ألف غسالة ملابس و 5 آلاف ثلاجة، قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذه العملية لا تمثل مجرد صفقة تجارية، بل هي تأكيد على جودة المنتج الجزائري وقدرته على غزو أسواق كانت تعتبر منافسا قويا.

ذراع نحو أوروبا
نحو إنجاز مصنع للمشعاع وتدوير الألمنيوم بشراكة إيطالية
ولم تتوقف طموحات (كوندور) عند السوق الإفريقية والعربية، بل امتدت نحو القارة العجوز، حيث أعلن السيد دعاس عن خبر حصري ولأول مرة، ستقوم الشركة بتصدير مكيفات الهواء نحو إيطاليا، مشيرا إلى أن العملية في مراحلها النهائية، وستمثل أول عملية تصدير منظمة نحو السوق الأوروبية، فاتحة بذلك بوابة جديدة للمنتج الجزائري.
والظاهر أن وحدات المجمع، لم تكتف بالتوسع في مجاله التقليدي، بل أصبح يمد أذرعه نحو قطاعات جديدة واعدة، من أهمها مشروع (فيفال) بشراكة جزائرية-إيطالية لصناعة المشعاعات، مع واحدة من أكبر الشركات الإيطالية بنسبة 60 بالمائة لمجمع كوندور، حيث يرتقب أن يتم تشييد المصنع بولاية برج بوعريريج، بحجم استثمار يبلغ 12 مليون دولار، وطاقة إنتاجية قدرها 10 ملايين وحدة، مع توجيه نسبة 30 بالمائة من المنتوج للتصدير بقيمة سنوية تصل إلى 15 مليون دولار.
وحسب ذات المصدر، فإن المشروع لا يقتصر على مصنع للمشعاع فقط، بل سيمتد ليشمل وحدة لإعادة تدوير الألمنيوم، مما يجسد مبدأ الاقتصاد الدائري ويقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 95 بالمائة وانبعاثات الكربون بنسبة 90 بالمائة، مع ضمان منتج جزائري 100 بالمائة.
مشروع «ألفر» لصناعة الزجاج بوهران
في خطوة استراتيجية أخرى، ستقتحم (كوندور) عالم صناعة الزجاج عبر مشروع «ألفر» في وهران، والذي سينقسم إلى وحدتين، حسب ما تم تأكيده من ممثل الشركة محمد الصالح دعاس، كاشفا عن إنجاز وحدة زجاج التعبئة والتغليف (الجرار والقارورات)، بطاقة إنتاجية تبدأ بـ 250 طنا يوميا لتصل إلى 650 طنا، و وحدة أخرى لصناعة زجاج المائدة (الأواني والكؤوس)، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 طن/يوم، هي الأولى من نوعها في الجزائر بهذا الحجم، مع التطلع لتحقيق نسبة إدماج تفوق 90 بالمائة، بفضل استخدام المواد الأولية المحلية كالرمل السيليسي.
القلب النابض: مصنع (هايسنس) العملاق ومحرك التوظيف
يعتبر مشروع مصنع مكيفات الهواء بالشراكة مع العملاق العالمي «هايسنس» الذي كان محل زيارة الوزير، درة تاج استثمارات المجمع بقيمة بلغت 200 مليون دولار وطاقة إنتاج سنوية قدرها 2 مليون وحدة، كما تضع إدارة الشركة مسعى التصدير ونهج الحكومة للانفتاح على الأسواق الخارجية وتغطية احتياجات السوق الوطنية على رأس الأولويات، حيث تضع في أجندتها نسبة تصدير قدرها 80 بالمائة أي ما يمثل مليون و600 ألف وحدة، بقيمة صادرات متوقعة تبلغ 320 مليون دولار سنويا، كما يوفر هذا المصنع ألف و200 منصب شغل مباشر،ونسبة إدماج منتجات «هايسنس» المصنعة في الجزائر هي نفسها نسبة إدماج منتجات «كوندور»، بنفس خطوط الإنتاج والعمليات، مع استخدام ضاغط (كوندور-زينتاك).
كما سيشهد المصنع الحالي، حسب محمد الصالح دعاس، توسعة لزيادة طاقة الإنتاج بنحو10 ألاف مكيف يوميا، مع إدخال تقنيات جديدة لخفض الضجيج وإنتاج موديلات متطورة مثل المكيفات الخزانية، وأنظمة التكييف متعددة الوحدات.

قرابة 13 ألف منصب عمل مرشحة للارتفاع
في ختام عرضه، سلط دعاس الضوء على الدور الاجتماعي للمجمع كمحرك أساسي للتوظيف، ففي الأشهر الستة الأولى فقط من سنة 2025، وفر المجمع أزيد من 3 آلاف و400 منصب جديد، ليصل إجمالي عدد العمال في المجمع إلى قرابة 13 ألف عامل، مما يجعله يحتل المرتبة الأولى كأكبر مشغل في ولاية برج بوعريريج والمنطقة.
وبهذه الاستراتيجية المتكاملة، تثبت «كوندور» أنها تجاوزت مرحلة الشركة المصنعة لتصبح قوة صناعية متكاملة، تضع الجزائر على خريطة الصناعة الإقليمية، وتمد أذرعها بثقة نحو العالمية، مدفوعة بعقلية التطوير لضمان جودة منتجاتها وطموح لا حدود له.
ممثل الشركة بليبيا يشيد بجودة المنتج وتسهيلات التصدير
عكست المبادلات التجارية الشركة نحو السوق الليبية، تعزيزا للعلاقات بين الجزائر وليبيا، حيث أكد للنصر، إبراهيم علي سالم الطرابلسي، مدير المشتريات والعلاقات الخارجية بشركة «كوندور ليبيا»، أن منتجاتها تشهد طلبا كبيرا في السوق الليبية، مشيدا بجودة المنتجات والتسهيلات المقدمة من الجانب الجزائري لضمان وصولها للمستهلك الليبي.
و أوضح ذات المتحدث، أن شركته هي الوكيل المعتمد لعلامة (كوندور الجزائر) في ليبيا، معبرا عن شكره العميق للشركة على حسن المعاملة وجودة البضاعة، بالإضافة إلى تيسير إجراءات التصدير نحو بلده.
وأشار الطرابلسي إلى أن هذا التعاون يأتي في سياق التعاون الكبير بين الدولتين الجزائرية والليبية لتنشيط حركة التصدير والاستيراد، ما يفتح آفاقا واسعة للمنتجات الجزائرية في المنطقة.
وردا على سؤالنا حول المنتجات الأكثر طلباً في السوق الليبية، أكد الطرابلسي أن كافة منتجات (كوندور) تحظى بإقبال واسع، وذكر منها على وجه الخصوص المكيفات الغسالات المجمدات أجهزة التبريد والثلاحات وأجهزة التلفاز، مرجعا هذا الطلب المتزايد إلى السمعة الجيدة التي اكتسبتها منتجات الشركة بفضل جودتها العالية والتي جعلتها تحتل، حسب قوله، «مرتبة متقدمة في السوق الليبية والوطن العربي». ع/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com