تساهم الألعاب المائية، في الرفع من مستوى الخدمات السياحية واستقطاب المصطافين والسُياح في موسم الصيف، حيث أصبحت المركبات السياحية بالجهة الشرقية، تتنافس في جلب الباحثين عن المتعة والاستجمام بوسائل الترفيه البحرية الحديثة، وألعاب أخرى ترتبط بالسياحة الغابية والطيران الشراعي، والتي تدخل في السياسة الاستثمارية الجديدة للرفع من جودة الخدمات.
ربورتاج : حسين دريدح
قصدنا المركب السياحي الخاص «بونة بتش» الواقع بشاطئ بلفودار بكورنيش عنابة، والذي يحرص كل سنة على توفير عتاد وألعاب جديدة لتقديم خدمات نوعية، واستقطاب الباحثين عن الراحة والترفيه وسط أجواء هادئة ومؤمنة، وأبرز ما لفتنا خلال جولتنا وجود سيارات مائية يقول صاحب المركب بأنها دخلت حيز الخدمة لأول مرة بالجزائر، فمشاهدتها من بعيد تبدو وكأنها سيارات حقيقية عائمة بعجلات، وهيكل خارجي لسيارات دون غطاء، بديكور فخم وأربع مقاعد ومقود وعلبة سرعة، لكن عند الاقتراب منها تجدها عبارة عن هيكل سيارة مصنعة على قاعدة زورق متوسط الحجم، بمحرك بحري 80 حصان يمكن قطع بها مسافة طويلة، للاستمتاع بالمناظر الخلابة للساحل العنابي في وقت قياسي.
السيارات المائية بمواصفات القيادة على اليابسة
فبمجرد بدأ استخدامها لفتت أنظار الجميع، الذين ظلوا يتابعون طريقة إبحارها متعجبين في طريقة تصميمها الذي يراعي التوازن وعدم التأرجح، حيث تبدو وكأنها تسير فوق أرضية طريق وليس فوق الماء، كما أن توقفها سهل ويشبه لحد كبير طريقة ركن سيارة عادية.
وعن تفاصيل الاستخدام يشير مسير مركب «بونة بتش» سامي لعزيزي، بأن السيارات المائية من وسائل الترفيه الجديدة هذا العام، وهي متاحة للزوار لاستخدمها بمرافقة سائق عند الانطلاق مع حرية استخدامها الفردي عند الوصول إلى عرض البحر، تتوفر على أربعة مقاعد مريحة، ويمكن التحكم في سرعتها وفي توقيفها بسهولة، موضحا بخصوص الأسعار ومدة الاستخدام بالقول بأنها تبدأ من ساعة مع إمكانية تمديد الوقت بناء على طلب الزبون، مقابل 4 آلاف دينار فما فوق، وأشار إلى أن المركب يوفر خدمة حجز واستخدام مختلف مركبات النزهة، وذلك بالاتصال مسبقا بإدارة «بونة بتش» عبر الهاتف أو مختلف الوسائط، وطلب الخدمة المرجوة.
رصيف عائم يضم أفخم اليخوت ويوفر خرجات بحرية مذهلة
نجح مركب «بونة بتش» في توفير أرصفة عائمة لرسو مختلف مركبات النزهة وبطريقة قانونية وآمنة، عكس مواقع الرسو العشوائية التي توضع فيها زوارق النزهة دون أرصفة عائمة على غرار ما لاحظناه بشاطئ الخروبة» لاكروب»، الذي تسجل فيه حوادث اصطدام للزوارق فيما بينها، وكذا عمليات السرقة والتعدي، كون عملية رسو الزوارق هناك غير قانونية، ورغم جهود المصالح المختصة لمنع الرسو إلا أن عددها في تزايد، في انتظار تجسيد مشروع ميناء للنزهة بكورنيش جنان الباي.
عند مشاهدة العدد الكبير من مركبات النزهة « ببونة بتش»، تجد مختلف أنواع الوحدات العائمة منها « جاتت سكي، اوربور» يخوت فخمة، سيارات مائية وغيرها من الألعاب، في عالم مختلف يستهوي الباحثين على متعة الإبحار والمغامرة وسط زرقة البحر والمناظر الطبيعية المحيطة.أثناء تواجدنا بالمركب السياحي، لاحظنا حركية بالرصيف العائم حيث كان شباب يستعدون للنزول من مركبات النزهة، وآخرون يستعدون للصعود، وعائلات أبحرت وأخرى قادمة متجهه نحو المركبات، وحسب شروحات المسير سامي لعزيزي، يوفر الرصيف العائم رسو مختلف المركبات، التي منها ما هو خاص بالزبائن، تستخدم للجولات السياحة طيلة النهار، وهناك مركبات مخصصة لتقديم خدمات كراء سفن النزهة للمصطافين الذين يقصدون المركب السياحي «بونة بتش»، وتتوفر على ألعاب مائية مختلفة منها « بلاد أومار» والتي يبدأ توقيت استخدمها من 20 دقيقة، وساعة إلى ساعتين، فيما هناك زبائن يستأجرون زوارق النزهة ليوم كامل، وأضاف المتحدث بأن الرصيف العائم ساهم في تطويق و حماية الشاطئ و منع دخول قوارب النزهة غير النظامية والخاصة بالصيد، التي تزعج المصطافين الذين يقصدون المركب السياحي بونة بتش. ومن وسائل النزهة التي يوفرها المركب أيضا، « الجتسكي» والتي يستخدمها الشاب بشكل كبير، كذلك الألعاب المائية الموجهة للكبار والأطفال منها « لبيدالو» « بوي نوتيك، لابنال، لاتومات»،
لدى حديثنا لبعض أصحاب مركبات النزهة، أبدو إعجابهم بالخدمات المقدمة في «بونة بتنش»، مع توفير الأمن وحماية قوارب، حيث قال صاحب يخت « نحن نستمتع هنا، نقوم بجولات سياحية في ظروف جيدة ونستمع أكثر بالبحر»، كذلك مصطافين قدموا من مختلف ولايات الوطن ومغتربين وحتى سياح أجانب.
قدوم المغتربين يرفع نشاط استخدام زوارق النزهة بالكورنيش
مع استئناف الرحلات البحرية بالجهة الشرقية منها المحطة البحرية بعنابة، التي من المرتقب أن تستقبل 14 رحلة قادمة من فرنسا وايطاليا، من المتوقع أن تحمل قوارب نزهة لمغتربين، وهو ما أصبحنا نسجله منذ سنوات، حيث تتكرر مشاهد نزول سيارات المغتربين من السفينة وهي تجر اليخوت و الدراجات المائية « جاتسكي»، ما سيرفع استخدامها بالشواطئ، مع العلم أن سلطات عنابة تحصي أكثر من 800 قارب نزهة في موسم الاصطياف، بعضها لسياح ومصطافين من الولايات الداخلية، يقومون بجلبها مع بداية الموسم ويدفعون ثمن رسوها وحراستها، تم يعودون لاسترجاعها مع بداية الاضطرابات الجوية .
قوارب النزهة السبيل للوصول للشواطئ العذراء والمغلقة
زاد استخدام قوارب النزهة بعنابة، مع زيادة الاهتمام والإقبال على الشواطئ الصخرية والمغلقة، المسماة بالشواطئ «العذراء»، حيث أصبح الوصول إليها مطلب الكثيرين، لما يشاهدونه من مناظر جميلة لهذه الشواطئ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقع أغلبها وسط الصخور، ولا توجد طرق أو مسالك ترابية تؤدي إليها، باستثناء الولوج إليها عبر البحر، باستخدام الزوارق واليخوت ومراكب النزهة، ومع ارتفاع درجة الحرارة، زاد اهتمام هواة النزهة باستخدامها، فيما أصبحت عائلات تكافئ أبنائها الناجحين بالخروج في نزهة للشواطئ العذراء عبر اليخوت.
وقد تم استحداث هذا الموسم مداخل للمركبات المائية على مستوى الشواطئ، وهي تحت إشراف ومراقبة فرق حرس السواحل، لإخضاع مراكب النزهة للتفتيش، والتأكد من حيازة أصحابها الوثائق التعريفية ورخصة القيادة، وجاء تفعيل هذا الإجراء حسب مصادرنا بالتنسيق بين وزارات الدفاع، الداخلية، والسياحة بهدف ضبط حركة الزوارق بالمياه الإقليمية، والتعامل معها بحزم لمخالفة أصحابها قوانين الإبحار كل موسم اصطياف، كما تتسبب في تعريض حياة المصطافين للخطر، على غرار السنوات الماضية أين تسجل بالشواطئ حالات وفاة نتيجة اصدمهما بالمصطافين أثناء السباحة.
وتساهم الخلية التقنية المكلفة بمتابعة حركة السفن والبواخر على مستوى المياه الإقليمية، وفقا لقوات البحرية، في ترصد بالتدقيق مسار الزوارق، وتحديد هويتها، بعد إرسال الإحداثيات إلى الوحدات العائمة المكلفة بالمناوبة الليلية لضمان تأمين الحدود البحرية، ومساعدة أصحاب الزوارق في عرض البحر في حال تعطلها.
جولات سياحية بالطيران الشراعي والدراجات النارية رباعية الدفع
وقد أصبحت المنافسة في عرض الخدمات السياحية بعنابة، لا تقتصر فقط على الجولات البحرية عبر اليخوت وقوارب النزهة، وإنما شملت خوض مغامرات الطيران الشراعي حيث تحولت سرايدي إلى منطقة استقطاب أيضا للباحثين على خوض مغامرات الطيران الشراعي من قمم جبال الايدوغ نزولا بشاطئ جنان الباي المعروف « بواد بوقرط»، حيث توفر بعض النوادي المتخصصة في هذه الرياضة، خدمة الطيران الشراعي للهواة بمساعدة محترفين، والخروج في جولات طيران لاستكشاف الساحل، كما توفر أيضا وكالات سياحية خرجات عبر المسالك الغابية باستخدام دراجات نارية رباعية الدفع، لا تقل متعة على الخرجات البحرية وكذا الطيران، وتتخذ من فندق المنتزه بسرايدي نقطة انطلاق للغابات المجاورة، وقد أبرزت هذه الفرق والنوادي الناشطة، خدماتها في استعراضات افتتاح موسم الاصطياف، أين عرفت بخدماتها للجمهور عن قرب. ح د