أشرفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، مساء أمس السبت، على الافتتاح الرسمي للطبعة الـ24 للصالون الدولي للسياحة والأسفار، بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، وذلك تحت شعار: «سافر في رحاب الجزائر واستمتع بسياحة أصيلة وحضارة عريقة».
ويُعدّ هذا الصالون، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 جويلية، أهم تظاهرة سياحية دولية تُنظم سنويا في الجزائر، حيث يمثل فضاء واسعا للترويج للوجهة السياحية الجزائرية وتعزيز الشراكات المهنية والابتكار في قطاع السياحة.
وقد جرى الافتتاح بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن هيئات رسمية ودبلوماسية، إلى جانب المهنيين والفاعلين في القطاع من داخل الجزائر وخارجها.
يهدف هذا الحدث، المنظم من طرف محافظة المهرجان الدولي للسياحة والأسفار، إلى ترقية السياحة الداخلية، وإبراز المؤهلات المتنوعة التي تزخر بها الجزائر، خصوصا السياحة الصحراوية التي خصصت لها «حصة الأسد» هذا العام بالنظر إلى ما تمثله من فرص استثمارية واعدة وغنى ثقافي وتراثي.
وأكدت محافظة الصالون أن هذه الطبعة تشكل أيضا فرصة سانحة لـ»استكشاف مختلف الوجهات السياحية وخدمات الضيافة المتوفرة»، حيث تُعرض خلالها أحدث التقنيات والتطبيقات الرقمية في مجالات الترويج والتسيير السياحي، إلى جانب تخصيص فضاء خاص للشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة التي يعوّل عليها لإحداث التحول الرقمي في القطاع.
تتميز دورة هذا العام بمشاركة أكثر من 250 عارضًا من داخل الجزائر وخارجها، يمثلون وكالات سفر وفنادق وجمعيات ومؤسسات ناشطة في مجالات الصناعة التقليدية والنقل السياحي، مع تسجيل حضور دولي لافت يضم مشاركين من أكثر من 24 دولة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالوجهة الجزائرية والانفتاح على تبادل الخبرات.
ولفتت السيدة مداحي خلال زيارتها لأجنحة المعرض، إلى أهمية التظاهرة في «إبراز الجزائر كوجهة سياحية قادرة على المنافسة في السوق العالمية»، مشيدة بالجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين ومؤسسات الدولة لدعم هذا القطاع الحيوي.
يشكل الصالون هذه السنة منصة لإبراز دور السياحة في دعم الاقتصاد الوطني وتنويعه، وهو ما أكده المنظمون الذين أوضحوا أن هذه التظاهرة تسعى لتفعيل الوعي السياحي وتشجيع السياحة الداخلية، إلى جانب التعريف بفرص الاستثمار المتاحة في هذا المجال الواعد.
وقد تم تخصيص يوم الافتتاح للمهنيين والشركات لتمكينهم من عقد لقاءات ثنائية (B2B)، وتبادل التجارب ومناقشة مشاريع شراكة، على أن يكون المعرض مفتوحًا أمام الجمهور الواسع من 13 إلى 15 جويلية.
لا يقتصر دور الصالون على العروض التجارية والسياحية فقط، بل يتعداها إلى الجانب الثقافي والتراثي، من خلال مشاركة عدد كبير من الحرفيين، خاصة من ولايات الجنوب، حيث يتم عرض منتجات تقليدية تعكس ثراء التراث الجزائري وتنوعه، ما يجعل منها سفراء للثقافة الجزائرية في الداخل والخارج.
كما يشهد الصالون عروضًا فنية وثقافية و ورشات عمل وندوات يؤطرها خبراء في السياحة والتسويق، إلى جانب تجارب تذوق لأطباق تقليدية جزائرية، ما يعكس البعد التفاعلي والاحتفالي لهذه الفعالية.
من خلال تنظيم هذا الصالون، تؤكد الجزائر إرادتها في التحول إلى فاعل قوي في سوق السياحة الإقليمية والدولية، خصوصا عبر الاستثمار في المقومات المحلية والتراثية والطبيعية، وربطها بالتحول الرقمي والترويج الذكي للوجهات السياحية.
ومع تزايد عدد المشاركين والمهنيين والزوار كل عام، يتحول هذا الحدث تدريجيًا إلى واجهة دولية لعرض الجزائر في صورتها الأصيلة والمضيافة والمتجددة، من جبال الأوراس إلى صحراء تمنراست، ومن سواحل المتوسط إلى قصور الجنوب.
ع.أسابع
