دعا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة وهران 2 محيوز عمر، أمس، المجتمع المدني لضرورة استيعاب حجم التهديدات التي تتربص بالسيادة الوطنية انطلاقا من العمق الإستراتيجي الذي تنتمي إليه الجزائر، مؤكدا أن عليه التسويق لهذا التصور ولرؤية صانع القرار في الآليات المعتمدة لمواجهة هذه التحديات، من خلال تعزيز اللحمة الوطنية بين مختلف الفواعل داخليا، وربط علاقات تفاعلية اقتصادية و اجتماعية مع مختلف الدول المحيطة ببلادنا وهذا لتعزيز تصور الجزائر حول الآليات الكفيلة بمواجهة التهديدات وأيضا الكفيلة بصد أي تدخل أجنبي، لأن أكثر التهديدات تأتي من فواعل خارجية تسعى لتحييد الجزائر عن رغبتها في تحقيق التكامل الإقليمي. وأضاف الأستاذ محيوز عمر في مداخلته المعنونة بـ "تحديات السيادة الوطنية في ظل الرهانات الجيوستراتيجية"، أمس، خلال فعاليات الدورة الثالثة للطبعة الأولى للجامعة الصيفية للمرصد الوطني للمجتمع المدني والتي احتضنتها جامعة وهران 2، أن تنشيط السياسة الخارجية للدولة يشكل جبهة المواجهة الرئيسية ونقطة ارتكاز أساسية في مسعى صيانة السيادة الوطنية واستقلالية القرارات والخيارات، والجزائر باعتبارها دولة تنتمي إلى منطقة تمر بمرحلة تحول جذرية متعددة الأبعاد، فعليها إجراء تغيير استراتيجي يتماشى مع مستوى ودرجة التحولات الجارية في ظل التحديات المفصلية.
وتستند المقاربة الجزائرية، وفق ما أكده الأستاذ محيوز، في التعاطي مع المتغيرات الإقليمية في أساسها، على محاولة تشكيل منظومة لمواجهة تزايد احتمالات تنقل عدوى التهديدات الأمنية المنتشرة في المنطقة، وتقوم هذه المقاربة على الوساطة في معالجة الأزمات، تكثيف الجهود الدبلوماسية إقليميا وعالميا من أجل عقد اتفاقيات و استصدار قرارات لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها، معتبرا أن الإفرازات الجديدة في المنطقة تفرض على النظام الجزائري إجراء تغييرات، فقد "تحول الساحل الإفريقي إلى فناء خلفي للكثير من الجماعات".
من جانبه، أكد البروفيسور صافو محمد، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة وهران 2، في مداخلته الموسومة "المواطنة الرقمية في مواجهة الإعلام المضلل"، أنه على المرصد الوطني للمجتمع المدني أن يزرع الأمل في أوساط الشباب ومختلف أفراد المجتمع في ظل وجود من يزرعون الخيبة واليأس، مبرزا أن المواطنة الرقمية هي أداة أساسية وفعالة لمواجهة الإعلام المضلل، وتتطلب تضافر جهود الأفراد لبناء ثقافة رقمية والمشاركة المسؤولة والأمنة في الفضاء الرقمي وفقا لمرجعية أساسها الوطنية والشعور بالانتماء الوطني.
و عرج المتدخل على أن المواطنة الرقمية ترتبط بعملية إعداد المواطن للتعامل مع التقنيات والتكنولوجيات الحديثة على أساس وجود مجموعة من القوانين والقواعد والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، بغية تنمية الشعور بالانتماء وصون الوحدة الوطنية والمساهمة في نهضة الوطن وتطوره، حيث أصبح مفهوم المواطنة من المفاهيم المحورية التي تدور حولها مختلف التحولات السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية المرتبطة بعملية التطور والبناء في أي دولة، كما يرتبط المفهوم بقضايا الأمن والتنمية وحقوق الإنسان وكذلك بكيفية إدارة التنوع الثقافي والتمكين السياسي للمرأة، و التداول السلمي على السلطة على أساس المشاركة السياسية.
و أوضح البروفيسور صافو، أنه في الجزائر ينص الدستور المعدل سنة 2020 على الهيكلة الحقوقية، حيث جاء في المادة (37) أن كل المواطنين سواسية أمام القانون، ولهم الحق في حماية متساوية، ولا يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد، أو العرق أو الجنس، أو الرأي، أو أي شرط أو ظرف آخر شخصي أو اجتماعي، مشيرا أن المواطنة الرقمية ترتبط بعملية إعداد المواطن للتعامل مع التقنيات والتكنولوجيات الحديثة على أساس وجود مجموعة من القوانين والقواعد والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، بغية تنمية الشعور بالانتماء وصون الوحدة الوطنية والمساهمة في نهضة الوطن وتطوره. بن ودان خيرة