أكد رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، أحمد بوشيخي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العربي الأول "الضاد في وسائل الإعلام"، أن اللغة العربية، بما تحمله من قداسة وعراقة، تستحق أن تحتل مكانتها اللائقة في الخطاب الإعلامي العربي، ليس من منطلق عاطفي فحسب، بل من باب الوعي العملي بضرورات المرحلة وتحديات العصر.
وفي مستهل كلمته، التي ألقاها أمام كوكبة من الإعلاميين والخبراء والمهتمين باللغة العربية، في القاعة الكبرى لفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، عبّر بوشيخي عن اعتزازه بالوقوف إلى جانب نخبة من "كُتّاب اللغة وأعلام الإعلام"، مشددا على أن الجزائر، البلد المضيف، لهذا الملتقى، كانت وما تزال "إحدى قلاع الأمة العربية التي انتصرت للغتها وهويتها منذ أول أذان رُفع في مدينة أبدية".
وبخصوص أهداف الملتقى، أوضح بوشيخي أن تنظيم هذا الحدث من طرف جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، وبدعم كريم من السيد وزير الاتصال، محمد مزيان، يندرج في سياق الحرص على إعادة الاعتبار للغة العربية في وسائل الإعلام، وتعزيز دورها في معالجة القضايا الراهنة بثقة ووضوح.
وأضاف: "إن مسؤولياتنا كمؤسسات وجمعيات ومهنيين في قطاع الإعلام، تفرض علينا أن نعمل على تطوير استخدام العربية بما يتماشى مع متطلبات الحداثة، دون تفريط في جمالياتها وأصالتها".
واعتبر المتحدث أن الإعلام أصبح اليوم ساحة حاسمة تتجسد فيها مقولة "من يمتلك المعلومة يمتلك المقدرة"، وهو ما يجعل من التمكّن من اللغة وإتقان توظيفها شرطًا أساسيًا للنجاح والتأثير.
تجدر الإشارة إلى أن مراسم افتتاح الملتقى شهدت تكريم وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، إلى جانب تكريم كلا من الكاتبة الشاعرة والمفكرة الكويتية، الدكتورة سعاد الصباح، والوزير الأسبق للتربية الوطنية الدكتور علي بن محمد، إلى جانب تكريم الأكاديمية والإعلامية اللبنانية الدكتورة سعدى علوه، والإعلامي المصري الدكتور أكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، عرفانا بمساهمتهم في الحفاظ على اللغة العربية وترقيتها في فضاء الإعلام العربي والثقافة.
وتميزت الوقفة التكريمية بتوشيح المكرمين بـ "درع الضاد" وهدايا رمزية ممثلة في اللباس التقليدي الجزائري (القفطان والبرنوس).
ويهدف هذا الملتقى، في طبعته الأولى -حسب منظميه- إلى تحفيز النقاش المهني حول موقع اللغة العربية في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وتعزيز دورها في صناعة الوعي العربي،خاصة في ظل تحديات العولمة والتكنولوجيا.
ويتضمن برنامج اللقاء جلسات نقاش تتناول قضايا جوهرية حول لغة الضاد في الصحافة، والتدقيق اللغوي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحرير الإعلامي،وهذا بمشاركة أساتذة وخبراء من الجزائر، مصر، تونس ولبنان.
كما سيتم تخصيص اليوم الثاني والأخير لهذا الملتقى لتنظيم ورشات حول "الإلقاء الإعلامي باللغة العربية" و"التدقيق اللغوي"، بتأطير من إعلاميين جزائريين،على أن تختتم أشغال الملتقى بجلسة نقاشية حول "التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الرقمي".
ع.أسابع