دعا المتدخلون في اليوم الدراسي حول الوقاية من المخدرات في الوسط المدرسي، إلى ضرورة تفعيل شبكة إنذار مبكر داخل المؤسسات التربوية، يشترك فيها الأساتذة، الإدارة، الأخصائيون النفسيون، إلى جانب الأولياء، وكذا تكوين المعنيين من أساتذة وأخصائيين نفسانيين على رصد الإشارات المبكرة لتعاطي المخدرات. ويهدف هذا الإجراء إلى كشف أي سلوك غير طبيعي لدى التلاميذ، ووضع بروتوكول تدخل داخلي يكون سريًا وفعّالًا للتصدي لظاهرة المخدرات في الوسط المدرسي، مع ضرورة فتح فضاءات للإنصات داخل المؤسسات التربوية.
وقد أوصى المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نُظّم أمس بمتحف المجاهد في وهران من طرف الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، بضرورة إشراك جميع هيئات المجتمع والجهات الرسمية في البحث عن حلول لهذه الظاهرة. وشددوا على أهمية توفير مناخ تربوي صحي داخل الأوساط التعليمية، من خلال إنشاء مرافق ثقافية وتربوية ورياضية، وتوفير مراكز ثقافية وأندية رياضية وشبابية، وفتحها أمام التلاميذ، خاصة خلال العطل والمناسبات، بهدف شغل أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة تبعدهم عن آفة المخدرات.
وتضمنت الاقتراحات المطروحة ضمن خطة وقائية شاملة لمكافحة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي، ضرورة تفعيل دور الأخصائي النفسي في المؤسسات التعليمية، مع تخصيص جلسات استماع ومرافقة دورية للتلاميذ، خاصة من تظهر عليهم تغيّرات سلوكية. كما اقترح الحاضرون تنظيم ورشات توعوية دورية حول المخدرات، تأثيراتها، ووسائل الوقاية منها، واستدعاء مختصين في الصحة والأمن، إلى جانب أشخاص متعافين من الإدمان ليرووا تجاربهم الشخصية ويساهموا في التوعية والتحسيس بمخاطر هذه السموم.
كما تم التأكيد على أهمية تعزيز الأنشطة الثقافية والفنية داخل المدارس، ودعم النوادي المسرحية، الرياضية، والبيئية، وتنظيم مسابقات فنية وفكرية تُعالج موضوع «الحياة دون مخدرات». ولم يغفل المشاركون دور الإعلام، إذ دعوا إلى تكثيف البرامج التي تُسهم في مكافحة ظاهرة المخدرات والتوعية بمخاطرها وانعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، حميد سعدي، أن المخدرات تمثل «حربًا معلنة» على التلاميذ، مشيرًا إلى تزايد انتشار هذه الظاهرة وخطورتها في محيط المؤسسات التربوية. وشدد على ضرورة مرافقة الأولياء لأبنائهم ومراقبة أصدقائهم، وأكد أن الأسرة التربوية مدعوة للاندماج في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والوقاية منها، مع ضرورة بناء جسور ثقة بين التلميذ والأخصائي النفسي والمشرف التربوي وكل الطاقم الإداري، بهدف تحصين التلاميذ من هذه المخاطر. كما أشار إلى أن التلاميذ المدمنين يجب التعامل معهم على أنهم مرضى يحتاجون إلى العلاج لا إلى العقاب.
وختم المتحدث بالتشديد على ضرورة التكفل الصحي والنفسي بالمدمنين في المصحات والمراكز الطبية، إلى جانب تشديد العقوبات على المروجين والبائعين، معتبرًا أن المسؤولية جماعية، وأن القوانين الحالية تتضمن جانبًا ردعيًا مهمًا يجب تفعيله، داعيًا إلى تجند الجميع للدفاع عن مستقبل الوطن.
بن ودان خيرة