دخلت شركة النقل الجوي للخطوط الداخلية، الخدمة رسميا، بعد أشهر من قرار إنشاء الشركة وفصلها عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي ستتفرغ للعمل على الخطوط الدولية. وانطلقت أول رحلة تجارية افتتاحية للشركة من مطار هواري بومدين نحو تمنراست.
وقد جرت مراسم إطلاق هذه الرحلة التي تمت على متن طائرة من طراز بوينغ 737-800، بحضور وزير النقل، السعيد سعيود، والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، والمدير العام للخطوط الجوية الداخلية، عبد الصمد أوريحان، والرئيس المدير العام لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر، مختار مديوني.
واعتبر وزير النقل خلال إشرافه على الرحلة أن “هذا الحدث مكسب وطني بالغ الأهمية يترجم الرؤية والسياسة الحكيمة لفخامة السيد رئيس الجمهورية في مجال النقل، مؤكداً أنّ هذا المشروع يُعدّ ثمرة رعاية رئاسية خاصة وحرص دائم على تقريب المواطن من الدولة وتكريس مبدأ العدالة في التنمية.”
كما توجه الوزير السعيد سعيود بالشكر لكل من ساهم في تجسيد هذا المشروع الرائد، وفي مقدمتهم الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، وكافة الإطارات والكوادر التي عملت بجد وإخلاص لإنجاح هذه المرحلة الهامة.
وشدد وزير النقل في كلمته “أنّ هذه الانطلاقة، التي شملت أول رحلة نحو أعماق الجنوب الكبير، تمثل لبنة أساسية في مسار عصرنة قطاع النقل، وفق رؤية شاملة تجعل من النقل الجوي الداخلي رافداً محورياً لخدمة المواطن وتعزيز التنمية الوطنية المتوازنة عبر ربوع الوطن.”
وأوضح الوزير أن الشركة الجديدة جاءت بعد “جولة ماراطونية” أين تم الاعتماد على أسطول جوي يضم طائرات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية وشركة طيران الطاسيلي سابقا التي تم تحويل ملكيتها للخطوط الجوية الجزائرية. وقال سعيود، إن هذه الرحلة تدشن خدمة شركة الخطوط الجوية الداخلية التي يتكون أسطولها من طائرات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وطائرات تابعة لشركة طيران الطاسيلي (سابقا)، تم نقل ملكيتها لمصلحة الشركة منتصف أغسطس الجاري.
وبخصوص قطاع النقل بولاية تمنراست، أكد السيد سعيود أن الولاية ستستفيد «على جناح السرعة» من 10 حافلات جديدة للنقل بين الولايات، مشيرا إلى أن مصالح دائرته الوزارية كلفت مهندسين بتصليح الحافلات المعطلة وإعادتها إلى الخدمة.
ومن جملة الإجراءات التي سيتم اتخاذها لفائدة الولاية، «معالجة بعض النقائص المسجلة في مطار أقنار حاج باي أخاموك», وفقا للسيد سعيود, الذي أشار في هذا السياق إلى مشروع توسعة حظيرة السيارات في المطار. علاوة على ذلك، أكد وزير النقل، بأن شركة الخطوط الجوية الجزائرية «تعمل على إعادة النظر في توزيع الرحلات وطنيا، لا سيما تلك التي تخص ولايات جنوب الوطن، من أجل التكفل بشكل أحسن باحتياجات المواطنين». من جهة اخرى، ذكر السيد سعيود بمشاريع القطاع الموجهة لفائدة ولايات جنوب البلاد، بما في ذلك خط القطار السريع الجزائر - تمنراست, الذي وصفه بالمشروع «الاستراتيجي ذي البعد القاري».
وجاء استحداث الشركة المتخصصة في النقل الجوي الداخلي، في إطار خطة حكومية لتطوير النقل الجوي، وإعادة هيكلة أسطول الخطوط الجوية، وكذا بهدف الربط بين الولايات والمناطق، ودعم التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، ولتلبية احتياجات التنقل لفائدة المواطنين وتعزيز الربط الجوي بين مختلف مناطق البلاد. وستحصل الشركة الجديدة التي تعمل على الخطوط الداخلية على 16 طائرة صغيرة الحجم من نوع إيه تي أر «ATR».
وكانت الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت التوقيع على اتفاقية مع الشركة الأوروبية لتصنيع الطائرات، المتخصصة في تصنيع طائرات نقل المسافرين الصغيرة الحجم، وبانتظار ذلك، تم استئجار ثماني طائرات لتغطية العجز في المرحلة الحالية. وفي منتصف شهر مارس الماضي، قرر رئيس الجمهورية إنشاء شركة خطوط جوية تتبع الشركة الرئيسية الجوية الجزائرية، تتولى تسيير الخطوط الداخلية، على أن تتفرغ الشركة الأم لتسيير خطوط النقل الخارجية، على نحو يتيح لها استعادة توازنها والحصول على حصة مهمة من سوق النقل الدولي.
يذكر أن الشركة الوطنية المتخصصة في النقل الجوي الداخلي أنشئت بهدف تعزيز الربط بين ولايات الوطن ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بعد الإتمام النهائي والرسمي لعملية نقل ملكية شركة «طيران الطاسيلي» إلى شركة الخطوط الجوية الجزائرية، منتصف أوت الجاري، استجابة لمتطلبات تنموية تتعلق بتشغيل المطارات الداخلية غير المستغلة بشكل جيد، لتنشيط حركة النقل الجوي. وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد حث الحكومة على وضع تصور لاستغلال المطارات الداخلية على نحو جيد، إذ إن بعضها مغلق لا يعمل إلا لرحلات الحج.
ع سمير
