احتفت جامعة التكوين المتواصل ‘’ديدوش مراد’’، يوم أمس السبت، بختام الدورة الوطنية الموجهة لتكوين الأساتذة الجامعيين في إعداد المحتويات البيداغوجية الرقمية المرئية، وهي مبادرة اعتُبرت خطوة نوعية في مسار رقمنة التعليم العالي بالجزائر.
وأكد مدير الجامعة، يحيى جعفري، في كلمته الترحيبية بالمناسبة، أن تنظيم هذه الدورة يدخل في إطار الرؤية الاستراتيجية لقطاع التعليم العالي، الرامية إلى مرافقة الأستاذ الجامعي في التكيف مع التحولات التكنولوجية المتسارعة، مشيرا إلى أن ما يقارب 800 أستاذ من أكثر من 24 مؤسسة جامعية عبر الوطن استفادوا من هذا التكوين، الذي شمل مختلف التخصصات من الطب والصيدلة والعلوم والتكنولوجيا إلى الاقتصاد والحقوق والعلوم الاجتماعية والإنسانية وعلوم التربية.
وأضاف البروفيسور جعفري، أن تنوع المشاركين منح للتكوين ديناميكية خاصة، مبرزا في الوقت نفسه الطابع المبتكر لآلية التأطير التي اعتمدت على 60 جلسة تكوينية عبر تقنية التحاضر عن بعد، بمعدل ساعتين لكل جلسة، ما سمح بتوسيع دائرة الاستفادة وضمان متابعة أكاديمية منتظمة.
وشهدت الاحتفالية تقديم عدة عروض علمية، حيث استعرض الأستاذ زين الدين سفاج، مسؤول التكوين، أهم المراحل والآليات التي اعتمدت لإنجاح الدورة، فيما تقاسم الدكتور محمد سعيدي من جامعة تلمسان تجربة ميدانية في مجال إعداد المحتويات الرقمية، كما عرض الأستاذ أحسن بن سعيد، مفتش التربية الوطنية، رؤيته حول آفاق توظيف هذه الأدوات في تحسين العملية التعليمية.
وتم بذات المناسبة توزيع شهادات نهاية التكوين على الأساتذة المشاركين، في إطار الاحتفاء بأهمية المبادرة ونجاحها، باعتبارها خطوة هامة نحو تعميم استخدام المحتويات البيداغوجية الرقمية في الجامعة الجزائرية.
وتأتي هذه المناسبة كمحطة لتقييم ما تحقق من خطوات في مجال الرقمنة بالجامعة الجزائرية، فجامعة التكوين المتواصل، التي راكمت تجربة واسعة في التعليم عن بعد منذ تأسيسها، وهي تعد اليوم من المؤسسات الرائدة في دمج الوسائط الرقمية في العملية التعليمية، ومن أبرز ما أنجزته في السنوات الأخيرة، من خلال:
إطلاق منصات تعليمية رقمية خاصة بها، تتيح للطلبة والأساتذة التفاعل المباشر وتحميل الدروس وإجراء الاختبارات الإلكترونية، وإعداد موارد بيداغوجية مرئية ومسموعة تراعي المعايير البيداغوجية الحديثة، بما يسمح بتبسيط المعارف وتوسيع دائرة الفهم لدى الطلبة.
ومن بين هذه الإنجازات أيضا، تعزيز التكوين المستمر للأساتذة من خلال برامج تدريبية دورية تركز على طرق إنتاج المحتوى الرقمي، واستعمال البرمجيات الحديثة في تسجيل المحاضرات وتصميم العروض التفاعلية، فضلا عن إرساء ثقافة التحاضر عن بُعد، التي أثبتت نجاعتها خلال جائحة كوفيد- 19، وباتت اليوم أداة مرافقة دائمة للتعليم الحضوري. ع.أسابع
