أكد، أمس الإثنين، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، عبد المالك تاشريفت، بمناسبة إشرافه على فعاليات إحياء الذكرى الـ 70 ، لمعركة الجرف التاريخية، أن إحياء ذكريات الثورة الجزائرية يعد واجبا وطنيا، أملته التضحيات الجسام، التي قدمها الشهداء والمجاهدون.
وأضاف الوزير بموقع معركة الجرف التاريخية، ببلدية سطح قنتيس بتبسة، أن إحياء هذه الملحمة يندرج في إطار تجديد العهد لمواصلة حمل رسالة نوفمبر، ونقل قيم التضحية والوفاء للأجيال الصاعدة، بما يضمن صون مكاسب الإستقرار، وتعزيز وحدة الوطن.
وفي معرض حديثه عن راهن البلاد، قال الوزير أن الجزائر تعيش على وقع الانتصارات، وتشهد امتدادا حيا لقيم نوفمبر، وأن تلك القيم لازالت نابضة في وجدان الأمة، رغم بعد تلك الأحداث عن الراهن، وأن القيم والمعاني السامية هي من تُلهم قيادتها وشعبها، وخاصة في معركة مسيرة البناء والتقدم، مذكرا في هذا الصدد، بحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتأكيده في كل مناسبة على الوفاء الحقيقي لتضحيات الشهداء، وأنه لا يكون ذلك إلا ببناء جزائر قوية مزدهرة في كل المجالات، معتبرا مبادرته بتعيين تشكيلة حكومية جديدة يأتي في هذا الإتجاه، لمواصلة تجسيد برنامجه الطموح، الرامي إلى الحكامة الراشدة، والتنمية الشاملة، وخدمة المواطن، ومن ثم دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام، بما يتماشى والإلتزام بمبادئ نوفمبر وروح المسؤولية، وتطلعات المواطنين.
وفي مستهل كلمته، حيا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الأسرة التربوية بالوطن، على جهودها الرامية في بناء العقول وتنشئة الأجيال، وهنأ كذلك التلاميذ والطلبة، بمناسبة عودتهم لمقاعد الدراسة، وخصص المتحدث جزءا من كلمته لمعركة الجرف، التي اعتبرها من أعظم و أكبر المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني، وهي من بين المحطات المفصلية، التي جاءت مكملة لمسيرة انتفاضة الشمال القسنطيني، ولتؤكد على شمولية الثورة، ونضالها المستمر، كما أثنى على صانعي هذه الملحمة، بقيادة شيحاني بشير وعباس لغرور وعاجل عجول وعمر البوقصي وغيرهم، من الأبطال الذين أبلوا البلاء الحسن، فكانوا رجالا في ساح الوغى، وأبدعوا في فقه الزمان والمكان، في هذه الملحمة، التي شارك فيها 400 مجاهد أسفرت عن استشهاد حوالي 170 منهمدا، وجرح 40 آخرين، وفي المقابل تكبد الجيش الفرنسي المدعوم بالحلف الأطلسي، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فاقت 700 جندي، وإسقاط و إعطاب عدد من الطائرات، وعشرات المزنجرات والدبابات، والاستيلاء على 150 قطعة سلاح.
جدير بالذكر ، أن وزير المجاهدين كان قد انتقل إلى موقع معركة الجرف ببلدية سطح قنتيس، أين قرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، كما أشرف الوزير على تسمية عدد من المؤسسات والهياكل التربوية ببلديتي تبسة، و بولحاف الدير.
الجموعي ساكر