أكد، أمس، الدكتور خليل غسان، الخبير الدولي في مجال حقوق الطفل والقانون الدولي والسياسات الاجتماعية المعتمد لدى اليونيسف، أن تغطية أخبار الأطفال يجب أن تتم بطريقة تحترم خصوصيتهم، وعلى الصحفي احترام هذه الخصوصية في نقل الأخبار، مؤكدًا أنه لا يجوز للإعلام انتهاك خصوصية الطفل، بل عليه بالمقابل العمل على نشر ثقافة حقوق الطفل والدفاع عنها، ونشر الخبر بطريقة مهنية وأخلاقية.
وأضاف الخبير خليل غسان خلال تنشيطه ورشة تكوينية لفائدة الصحفيين حول دور وسائل الإعلام في حماية حقوق الطفل، نظمتها وزارة الاتصال بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، أنه لا يجوز أن يكون الطفل موضوع سبق إعلامي، بل يجب أن يكون الهدف في الإعلام هو خدمة الطفولة من خلال القضية التي يغطيها الصحفي أو خدمة الطفل نفسه الذي يعاني من مشكلة، مشددًا على ضرورة أن يكون الصحفي متمكنًا للقيام بهذا الدور، خاصة إطلاعه على المبادئ الأربعة لحقوق الطفل وهي مبدأ عدم التمييز، مبدأ المصلحة الفضلى للطفل، مبدأ الحق في النمو، مبدأ المشاركة، مؤكدًا أن حقوق الطفل مترابطة وغير قابلة للتجزئة، وكل حق يؤدي إلى اكتساب الحق الآخر، وضياع حق يؤدي إلى ضياع الحقوق الأخرى.
وأكد الخبير غسان أن دور الصحفي في تغطية الأخبار، وفق نص المادة 17 من اتفاقية حقوق الطفل، هو ضمان حق الطفل في الحصول على المعلومة، وفي نفس الوقت حمايته من المعلومات المسيئة، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن المادة 39 من اتفاقية حقوق الطفل تمثل حقوق الضحية، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالضحايا على جميع المستويات، كما تحدث عن دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة التأديب الإيجابي، والتربية الإيجابية، وبناء سلم القيم، وأي إجراء يتخذ يكون له هدف بيداغوجي وجعل الأطفال أشخاصًا أفضل.
وفي السياق ذاته، دعا نفس المتحدث إلى ضرورة إعطاء فرصة أفضل للأحداث عندما يخطئون ويرتكبون عملاً مخالفًا للقانون، ليبدأوا حياتهم بشكل أفضل، وتحدث في هذه النقطة عن قضاة أحداث متخصصين يمارسون قضاء الأحداث وحقوق الطفل، ويمارسون أيضًا فهم تطور دماغ الطفل والمراهق، ويفهمون تمامًا أن معظم المخالفات التي يرتكبها الأطفال تحدث خلال مرحلة المراهقة والبلوغ، وقال إنه ينبغي الحديث عن قاضٍ يركز على حقوق الطفل، وعن إعلامي وصحفي يركز على نهج حقوق الطفل، وهذا النهج هو الأساس حسبه لأنه يشكل الفلسفة التي من خلالها القاضي أو المحامي أو الإعلامي يكرس حقوق الطفل.
وفي نفس الإطار، قال الخبير الدولي خليل غسان إن استثمار الحكومات في الطفولة المبكرة هو استثمار ذكي، مضيفًا أنه لا يمكن الوصول إلى التنمية المستدامة إذا لم نعمل جيدًا مع الطفولة.
من جانب آخر، أوضح غسان أن الجزائر قامت بالكثير من أجل الطفولة، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والتربية، إلى جانب مصادقتها على اتفاقية حقوق الطفل.
بدورها أكدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، السيدة كتارينا جوهانسون، أن الجزائر كانت ولا تزال شريكا أساسيا في مجال ترقية حقوق الطفل، مدركة بأنها كانت من أوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل سنة 1992، حيث تعمل منذ ذلك الحين على تجسيد التزاماتها، وأضافت جوهانسون أن هذه الجهود تعكس إرادة الدولة الجزائرية في جعل حماية الطفولة أولوية وطنية.
نورالدين ع