انطلقت، مؤخرا، ثلة من شاب مدينة الشريعة، بولاية تبسة، في نشاط تطوعي، يهدف إلى تحويل قطعة أرض، كانت مكبا للنفايات و القاذورات، إلى منتزه و متنفس طبيعي ترفيهي لسكان المدينة، فقد جسد الشباب أفكارا ترجموها إلى واقع، رغم صعوبة المهمة التي لم تكن مستحيلة، بفضل العزيمة والإرادة اللتين تحلوا بهما منذ انطلاقهم في انجاز هذا المشروع الطموح، الذي أشرف عليه مهندس يعمل مع الفريق المتطوع، و يقدم له النصائح و التوجيهات.
قال أحد المشرفين على هذا العمل أن الحملة كانت فكرة فايسبوكية، لكنها سرعان ما تجسدت في أرض الواقع، و التف حولها شباب وبعض رجال المدينة الخيرين، و سكان الحي، ضاربين بذلك مثالا حيا، للتغيير الذي يبدأ من الفرد و ينطلق من مبادرة، مؤكدا أن المجموعة الشبابية المتطوعة لا تنتمي لأي جمعية أو منظمة، فهم شباب وشابات، سعوا ليكون المكان متنفسا للعائلات ومكانا لراحتهم هم و أولادهم.
أفراد المجموعة يسعون للانتهاء من عملهم قبل حلول شهر رمضان، لتكون هديتهم لسكان المدينة، قضاء سهرات رمضان في المنتزه الجديد، و يأملون أن ينخرط الجميع في هذا العمل التطوعي، من خلال المساهمة بمواد البناء و الزينة وكل ما من شأنه المساعدة في تجسيد هذا الحلم، الذي سيصبح حقيقة بعد أيام. المتحدث أوضح للنصر، أن تزيين المحيط ليس بالضرورة تخطيطا مسبقا و ضخا لملايين الدينارات، و استغلالا لأحدث التجهيزات، فبأقل الإمكانات والمجهودات، تمكّن كثيرون من تحويل مساحات مهجورة إلى فضاءات تسلية عامرة بالعائلات، مضيفا أن عمل الشباب، انطلق بزخرفة بلاط الحديقة، و العمل على تشكيل حيوانات ممثلة في تمساح وسلحفاة و أشكال أخرى، لجذب الأطفال ، بالإضافة إلى زخرفة العتبات و مداخل الحديقة بأشكال توحي بتواجدك داخل غابة، ما جلب الطمأنينة والارتياح للمحيطين بالمكان، أما المارة ، فيدركون أن هناك تجسدت أحلام كانت بالأمس تسكن مخيلة شباب الشريعة النشطاء، على غرار رسومات في وسط المدينة، على أمل أن يهب كافة أبناء المدينة لتنظيف و تزيين أرجاء أحيائهم. ع.نصيب
