سجل المتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد زواره خلال السداسي الأول من سنة 2025، حيث بلغ 13 ألف زائر، من بينهم أكثر من 3 آلاف زائر أجنبي، في زيادة معتبرة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
ولفت عبد المجيد بن زراري، رئيس مصلحة الاتصال بالمتحف العمومي الوطني سيرتا، إلى أن أغلب الزوار الأجانب قدموا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، مع تسجيل زوار أقل من دول آسيا، ويشكل الباحثون والمهتمون بمجال الآثار نسبة كبيرة من الزوار، حيث يقصدون الولاية تحديدا للإطلاع على كنوزها الأثرية، وأحيانا يأتون خصيصا لمشاهدة تحفة معينة ويقضون مدة طويلة في مشاهدة وتأمل تفاصيلها والاستفسار عن تاريخها ومكان العثور عليها، للحصول على أكبر قدر من المعلومات وإشباع رغبتهم المعرفية، مرجعا سر زيادة توافد السياح الأجانب على المؤسسات المتحفية بالولاية إلى الإستراتيجية التي تتبعها، كفتح قاعات جديدة وإعادة إبراز تحف ولقى أثرية لم تكن معروضة بالشكل الذي يليق بقيمتها، والترويج لذلك عبر الفضاء الافتراضي.
وأشار بن زراري إلى أن المتحف الوطني سيرتا يفتح أبوابه يوميًا ووسع أوقات الزيارة لتلبية الطلب المتزايد، سواء من قبل تلاميذ المدارس أو السياح والزوار، كما كثف النشاطات الميدانية والتربوية، خاصة نشاط الحقيبة المتحفية الموجهة للمناطق النائية، الذي يسمح لإطارات المتحف بنقل كامل التجهيزات الضرورية، لاطلاع التلاميذ على المجموعات المتحفية، مع تركيز خاص على فترة ما قبل التاريخ، مثل التعريف بموقع كهف الدببة وغيره، وهو نشاط ساهم في تشجيع العديد من الأولياء على زيارة المتحف رفقة أبنائهم.وكشف مسؤول المصلحة عن مبادرة مشتركة مع متحف سطيف، لتنفيذ برنامج مشترك خلال موسم الصيف، يتضمن إحياء الطبعة الثانية من «الحقيبة المتحفية»، في إطار تعميم الثقافة المتحفية وجعلها في متناول جميع الفئات، منوها بالاتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة العدل، المتعلقة بإدراج برنامج «الحقيبة المتحفية» ضمن المؤسسات العقابية، والتي ستمكن من تقديم عروض متحفية داخل السجون والتعريف بالموروث الثقافي لمدينة قسنطينة.
كما تنظم إدارة المتحف، حسب ذات المتحدث، ورشات بيداغوجية وأنشطة تحفيزية خاصة لفائدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب المسابقات والخرجات الميدانية، خصوصًا في العطل والمناسبات والأعياد الوطنية.
عبد الغاني بوالودنين