تحتضن دار الشباب «سدار سليمان» ببلدية معاتقة، جنوب تيزي وزو، منذ يومين، فعاليات الطبعة الثالثة لعيد الجبة القبائلية تحت شعار «بين الأمس واليوم»، بمشاركة أكثـر من 50 حرفية قدمن من ولايات مختلفة على غرار الجزائر العاصمة وبجاية، بالإضافة إلى مناطق عدة من تيزي وزو، حيث عرضن نماذج متنوعة من هذا اللباس التقليدي.
وتم تنظيم هذا الحدث الثقافي الذي انطلق نهاية الأسبوع ويدوم لثلاثة أيام، تكريما للحرفية الراحلة وردية رحماني، التي تعد من أقدم المتخصصات في خياطة الجبة القبائلية وعضوة بارزة في جمعية نساء «إغيل تقضبين»، حيث كانت تسهر على تلقين الفتيات كيفية خياطة هذا الزي التقليدي.
وأوضحت السيدة صبرينة عمراني، رئيسة الجمعية، أن «عيد الجبة القبائلية» بمعاتقة هو فعالية سنوية تهدف إلى التعريف بالزي القبائلي والاحتفاء به كرمز للفخر والأناقة والهوية الأمازيغية ، وصونه، وإبراز الهوية الثقافية للمنطقة وتراثها الغني، والترويج لأعمال الحرفيات المبدعات.
وأضافت المتحدثة للنصر، أن الجبة القبائلية تعتبر أكثـر من مجرد زي، فهي، إرث ثقافي عريق، وعمل فني جميل، وتقليد حرفي تناقلته الأجيال، مشيرة إلى أن صناعة هذا الفستان يتطلب دقة فائقة ومهارة استثنائية، مؤكدة أن كل قرية أو منطقة في القبائل تتميز بأسلوبها الخاص في التطريز وأنماطها المميزة، وتركز الحرفيات على استخدام ألوان حيوية مثل الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق في التطريزات المختلفة.
واكتسبت الجبة القبائلية بمرور الزمن شعبية واسعة حتى خارج منطقة القبائل، كما شهدت تحديثات من قبل حرفيات ومصممات أعدن تقديم هذا الزي بقطع جديدة وعصرية، مع الحفاظ على روحه التقليدية الأصيلة لضمان حضوره في المناسبات وفي الحياة اليومية، حيث يلقى رواجا كبيرا خاصة في فصل الصيف، تزامنا مع حفلات الأعراس والمناسبات الأخرى.
ويختلف هذا الزي القبائلي حسب كل منطقة من حيث الطرز ونوعية القماش والألوان المستخدمة في خياطته، فمنها جبة واضية، و معاتقة، وعزازقة، وجبة بني دوالة، وأث زمنزر، وغيرها، وهي بذلك تعتبر رمزا من رموز منطقة القبائل وتظل محافظة على مكانتها.
وترافق الجبة القبائلية النساء عبر الأجيال، ويرتدينها بكل فخر واعتزاز، ولم يقتصر انتشارها على الجزائر فحسب، بل أصبحت تسوق إلى الدول الأوروبية والمشرق، بحسب الحرفيات، مما يدل على أن هذا اللباس تجاوز الحدود بفضل جهود هؤلاء الحرفيات اللواتي حافظن عليه وصنعن له شهرة عالمية.
سامية إخليف