السبت 27 سبتمبر 2025 الموافق لـ 4 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

فلسطين حاضرة ومعاناة الصحراويين بعدسة إسبانية: مهرجان عنابة السينمائي جسر يربط بين ضفتي المتوسط


اعتبرت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، جسرا يربط بين ضفتي المتوسط، في عالم لا يعترف بالحدود، أين تصبح الثقافة وسيلة لإزالة الأحقاد، والتعبير عن التصور التكاملي للشعوب.

وفي كلمتها الافتتاحية للطبعة الخامسة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، بحضور أبرز الوجوه السينمائية الجزائرية والعربية العالمية قالت بن دودة:« السينما هي حياتنا كما نتخيلها وكما لم نتخيلها يوما، وهي أفكارنا والأفكار الغريبة عنا والاحتفاء الأكبر بالإنسان في كل حالاته، إنها حيوات عديدة تهدى إلينا جميعا، ولهذا نلتقي اليوم في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي».
واعتبرت الوزيرة، أن الشغف السينمائي لا يعترف بالحدود، وكذلك هي الثقافة، تعبر كلما كانت أصيلة وصادقة لتقيم جسور التواصل الإنساني وتزيل أسباب الكراهية والأحقاد المجانية. وأضافت « إن اختيار موضوع «الذاكرة والمستقبل» شعارا لهذه الطبعة لم يكن اعتباطيا، إذ أن المتوسط كان عبر التاريخ ملتقى الحضارات، وبين ضفتيه ازدحمت الأفكار الخلاقة التي أنتجت هذا المزيج البشري، وكما أن لدينا ذاكرة مشتركة تعبر بين الضفتين، فحتما هناك مستقبل إنساني مشترك يجمعنا».
كما استحضرت  الوزيرة، رمزية التجارب السينمائية المشتركة، مشيرة إلى أن الجزائر كانت أول بلد في الضفة الجنوبية للمتوسط يشهد تأسيس متحف السينما السينماتيك الجزائرية، وأول بلد جنوبي يتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، بفضل فيلم «وقائع سنين الجمر» وهو ما يجعلنا بلدا سينمائيا بامتياز.
وأعلنت في السياق نفسه، عن تكريم المخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة، صاحب هذا التتويج التاريخي باعتباره رمزا سينمائيا خالدا في الذاكرة.
وقال المحافظ محمد علال :«إن المهرجان سيكون حدثا عالميا من خلال نوعية الضيوف، حيث يشارك فيه ثلاثة حائزين على جائزة الأوسكار كرؤساء لجان تحكيم، وهي خطوة  تحول المهرجان إلى تظاهرة عالمية تستقطب كبار نجوم السينما، وتضعه في مصاف مهرجانات دولية كالقاهرة».
وتحدث علال، عن تخصيص يوم كامل لفلسطين حيث سيتم عرض 9 أفلام سينمائية،  بالإضافة إلى تكريم وجوه فنية قدمت أعمالا عالمية حول فلسطين.
وقد تميز الحفل بتكريم عدد من الوجوه البارزة في عالم الفن السابع، حيث منح المخرج الجزائري الغوثي بن ددوش جائزة «العناب الذهبي لإنجازات الحياة»، وتكرم الممثل المصري خالد النبوي، الذي قال على منصة ركح عز الذين مجوبي :« شكرا للجزائر شكرا لعنابة شكرا لبلد المليون ونصف مليون شهيد على هذا التقدير، اعتز أني أحظى بشرف التكريم في مهرجان كرم مرزاق علواش، وكوستا غافراس، ومحمود ياسين، شكرا للسينما المصرية التي بفضلها أتواجد في هذا المكان، شكرا لأساتذتي في مصر، أخيرا وليس آخر لا يمكن أن أتحدث عن العزة والكرامة والنخوة دون أن أذكر الشعب الفلسطيني الذي ناضل وحارب من أجل الأرض... فلسطين تستحق الحياة».
كما حظيت الممثلة الإسبانية الراحلة بيلار برديم بتكريم خاص، تسلمه ابنها النجم الإسباني كارلوس برديم الذي قال :« السلام عليكم ..شكرا لمحافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي على تكريم والدتي، لو تحدثت طيلة الليلة عن أمي فلن أتمكن من ذكر كل صفاتها فهي ممثلة متميزة وإنسانة رائعة، لطالما دعمت شعب الصحراء الغربية، وتقف دائما مع القضايا العادلة ومتأكد أنها لو كانت على قيد الحياة لصرخت الحرية لفلسطين».
«انعكاس على الرمال» افتتاح إسباني يروي معاناة الشعوب
 اختتم حفل الافتتاح بالعرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي الإسباني « انعكاس على الرمال القادمة من الصحراء الغربية»، للمخرج الإسباني «غييرمو مارين»، في إشارة رمزية للبصمة الإسبانية الحاضرة كضيف شرف لهذه الطبعة.
تجاوز العمل البعد السينمائي إلى أفق سياسي وثقافي عميق، يرتبط بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، و تأكيدا على موقف الجزائر  الداعم لحقوق الشعب الصحراوي.
يأتي فيلم «انعكاس على الرمال»  كوثيقة بصرية نادرة تجمع بين الشعرية السينمائية والصرخة السياسية، ففي ستة عشر دقيقة يحول المخرج الحكاية الفردية لشاب صحراوي إلى مرآة تعكس حكاية شعب بأكمله يعيش بين شاطئ المنفى وذاكرة الصحراء، مستعيدًا مشاهد المخيمات وطقوس الحياة اليومية في تداخل سلس بين الماضي والحاضر .
وقد استمتع الجمهور بفقرات موسيقية بعنوان «الجزائر فرحة المتوسط» و«حبك رواية»، في مزج متناغم بين الأصوات الكورالية والتراث الجزائري بروح معاصرة، قبل أن يعرض الشريط التعريفي للمهرجان ويقدم أعضاء لجان التحكيم.
حفل الافتتاح عكس اهتمام الجمهور الذي حضر بقوة لمشاهدة مشاهير الفن السابع وهم يعبرون البساط الأحمر، بينهم أسماء عربية يتقدمها النجم المصري خالد النبوي الذي عبر قائلا :« أنا سعيد بالتكريم الذي حظيت به والحصول على  العناب الذهبي، أنا سعيد لوجودي في الجزائر وعنابة تحديدا» .
76 فيلما في سباق التتويج بجوائز الغزال الذهبي
يشارك في هذه الطبعة أبطال فيلم «وقائع سنين الجمر» للمخرج الجزائري الراحل محمد لخضر حمينة، ليجتمعوا مجددا بعد 50 سنة من إنتاج الفيلم الجزائري الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان كان.
وأعلنت محافظة المهرجان، عن مشاركة 76 فيلما في المسابقة منها 18 فيلما طويلا، و19 فيلما قصيرا، و 20 فيلما وثائقيا طويلا، وكذا أفلام وثائقية قصيرة، تم انتقاؤها من أصل 1000 فيلم.
وفي هذا الشأن أكد محافظ المهرجان محمد علال، على اعتماد معايير صارمة في انتقاء الأفلام، لضمان الجودة والارتقاء بسمعة هذه التظاهرة إلى المستوى العالمي، حيث ستعرض الأفلام المشاركة في المسابقة لأول مرة منذ إنتاجها.
و في السياق أعلن علال، عودة شعار العناب الذهبي، ليكون الدرع المرموق الأول الذي تكرم به الشخصيات والأسماء البارزة في عالم السينما العالمية والمتوسطية، بعد استبدال شعار العناب في الطبعة الماضية بالغزال الذهبي، والذي تم الإبقاء عليه أيضا ليكون ذرعا للفائزين بمسابقات المهرجان.
ونوه المحافظ، باستحداث مسابقة عنابة مواهب 2025، وهي مبادرة تهدف حسبه، لاكتشاف ودعم وتطوير المواهب السينمائية الشابة في الجزائر، حيث سيتلقى المبدعون طيلة أيام المهرجان برنامجا تدريبيا متكاملا يشرف عليه محترفون في مختلف المهن السينمائية، يشمل ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة في مختلف جوانب صناعة السينما.
ومن أبرز ما سيتضمنه برنامج المهرجان في دورته الخامسة أيضا استحداث مسابقة للأفلام التي أنتجت بالذكاء الاصطناعي، كما سيتم تنظيم ورشة « ماستر كلاس» ينشطها المخرج الإسباني «دانيال تورادو»، حول مستقبل السينما والذكاء الاصطناعي.
وستعرف هذه الطبعة مشاركة إسبانيا كضيف شرف لإسهاماتها البارزة في مجال الفن السابع، وتعزيزا للتعاون الثقافي والسينمائي بين ضفتي المتوسط حسب المحافظ، الذي أضاف بأن البلاد حققت نموا ملحوظا في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ بلغ حجمه السوقي حوالي 291 مليون دولار أمريكي سنة 2022، ومن المتوقع أن يتجاوز 3 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2030.  كما تشارك في المهرجان 20 دولة متوسطية، مع حضور 150 شخصية أجنبية في عالم السينما.
حسين دريدح

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com