الثلاثاء 29 جويلية 2025 الموافق لـ 3 صفر 1447
Accueil Top Pub

لصوصُ الفرح

يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة المسار العلمي بنفس العزيمة، ولغيرهم من المُقبلين على استحقاقات علميّة، ويُقدّم صورةً إيجابيّة عن مجتمعٍ يحترمُ المعرفةَ ويُنزلها المنزلة التي تستحقّ، ويحتفي بنخب المُستقبل ويبجّلها، وإلى جانب هذا التّقدير، يحتاجُ المتفوّقون إلى حمايةٍ من ظواهر مدمّرة انتشرت في السنوات الأخيرة بشكلٍ ملفتٍ، ويتعلّق الأمر بالتنمّر الالكتروني ومحاولات سرقة النّجاح من النّاجحين من طرف تجّار الفضاءات الالكترونيّة وتجار الدين وسيكوباتيين كامنين خلف الشّاشات، بل وحتى بعض التّجار الحقيقيين الذين يستغلّون طيبة التلاميذ وأهلهم للقيّام بعمليّات إشهاريّة تفتقر إلى الوازع الأخلاقي، تحت ذريعة تقديم هدايا.

فهل من اللّائق أن يعلّق معلّقون على لباس بنات وأبناء في سنّ الزّهور؟
وهل من الأخلاق أن تُعقد مُقارنات على أساس الزيّ أو الشّكل على صفحات تتبارى في استقطاب المعلّقين؟ وهل من الدين دعوة برعمات ناجحات إلى التوقّف عن الدراسة أو إبراز الوضع الاجتماعي الهشّ لناجحين؟
إنّنا أمام حالات انحرافٍ قد تتسبّب في أذى لتلاميذ في مرحلة حرجة وهامة من العمر،وربما تعيقهم حتى في مسارهم التعليمي، وتقع المسؤوليّة الأولى في حماية الأبناء على الأولياء الذين قد تُنسيهم الفرحة هذا الواجب الذي يبدأ بتجنيبهم كاميرات المتلصّصين غير المسؤولين الذين يستغلّون عفويتهم في هذا الحدث السعيد في صناعة محتوى غير عفوي بكل ما قد يسبّبه ذلك، وتنتهي بالملاحقة القانونيّة التي لا غنى عنها، في كثير من الأحيان، لردع هذه الظاهرة المقيتة.
وربما احتجنا إلى حملة في الوسط المدرسي والإعلامي لمناقشة كيفيات التصرف، في مثل هذه الوضعيّات الجديدة، لتجنّب الوقوع بين مخالب إجرام إلكتروني.
إذ لا يُعقل أن يُفسد لصوص المناسبات، فرحة النوابغ، بمحاولاتٍ تشهير يُفترض أن يتصدى لها المجتمع بالاستنكار، قبل إلحاق العقوبات القانونيّة بأصحابها.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

لصوصُ الفرح

يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة...

  • 28 جويلية 2025
مائدةٌ في الجنّة

حين يتمنى طفلٌ الموتَ، لأنّه لا يجد ما يأكل بعد نفاد أوراق الأشجار وأعلاف الحيوانات، فإنّ ذلك يعني أنّ...

  • 21 جويلية 2025
لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com