يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة المسار العلمي بنفس العزيمة، ولغيرهم من المُقبلين على استحقاقات علميّة، ويُقدّم صورةً إيجابيّة عن مجتمعٍ يحترمُ المعرفةَ ويُنزلها المنزلة التي تستحقّ، ويحتفي بنخب المُستقبل ويبجّلها، وإلى جانب هذا التّقدير، يحتاجُ المتفوّقون إلى حمايةٍ من ظواهر مدمّرة انتشرت في السنوات الأخيرة بشكلٍ ملفتٍ، ويتعلّق الأمر بالتنمّر الالكتروني ومحاولات سرقة النّجاح من النّاجحين من طرف تجّار الفضاءات الالكترونيّة وتجار الدين وسيكوباتيين كامنين خلف الشّاشات، بل وحتى بعض التّجار الحقيقيين الذين يستغلّون طيبة التلاميذ وأهلهم للقيّام بعمليّات إشهاريّة تفتقر إلى الوازع الأخلاقي، تحت ذريعة تقديم هدايا.
فهل من اللّائق أن يعلّق معلّقون على لباس بنات وأبناء في سنّ الزّهور؟
وهل من الأخلاق أن تُعقد مُقارنات على أساس الزيّ أو الشّكل على صفحات تتبارى في استقطاب المعلّقين؟ وهل من الدين دعوة برعمات ناجحات إلى التوقّف عن الدراسة أو إبراز الوضع الاجتماعي الهشّ لناجحين؟
إنّنا أمام حالات انحرافٍ قد تتسبّب في أذى لتلاميذ في مرحلة حرجة وهامة من العمر،وربما تعيقهم حتى في مسارهم التعليمي، وتقع المسؤوليّة الأولى في حماية الأبناء على الأولياء الذين قد تُنسيهم الفرحة هذا الواجب الذي يبدأ بتجنيبهم كاميرات المتلصّصين غير المسؤولين الذين يستغلّون عفويتهم في هذا الحدث السعيد في صناعة محتوى غير عفوي بكل ما قد يسبّبه ذلك، وتنتهي بالملاحقة القانونيّة التي لا غنى عنها، في كثير من الأحيان، لردع هذه الظاهرة المقيتة.
وربما احتجنا إلى حملة في الوسط المدرسي والإعلامي لمناقشة كيفيات التصرف، في مثل هذه الوضعيّات الجديدة، لتجنّب الوقوع بين مخالب إجرام إلكتروني.
إذ لا يُعقل أن يُفسد لصوص المناسبات، فرحة النوابغ، بمحاولاتٍ تشهير يُفترض أن يتصدى لها المجتمع بالاستنكار، قبل إلحاق العقوبات القانونيّة بأصحابها.
سليم بوفنداسة