تحتفل عائلات الجهة الغربية من عاصمة الكورنيش الجيجلي، خصوصا من بلدية العوانة إلى أقصى ببلدية زيامة منصورية، بحلول رأس السنة الأمازيغية، وفق عادات و تقاليد ورثها الخلف عن السلف، فيما غابت مظاهر الاحتفال بباقي البلديات بالجهة الشرقية من الولاية.
لا تزال العائلات القاطنة بالجهة الغربية للولاية، تحافظ على تقاليد الاحتفال بيناير، بدءا بتحضير الأطباق التقليدية بالخضار الموسمية، و كذا الحبوب و هي الفول و القمح و الحمص، التي يتم سلقها في الماء والملح، و يطلق على مزيج الحبوب المسلوقة بالقبائلية «أوفتاين».
و أشارت ربات بيوت من بلدية العوانة، بأن سكان المنطقة، لاسيما أبناء عرش بني فوغال، يطلقون على هذا الطبق اسم الشرشم، المتداول عبر مختلف مناطق البلاد.كما يقمن بتحضير الروينة ، لتناولها مع القهوة، و لا تزال الكثير من العائلات متمسكة بإعداد العشاء الخاص بيناير، الذي يعد بالدجاج، و الخليع» القديد»، إلى جانب طهي أكلة «تيكربابين»، أو ما يسمى «الكعابش»، فيما تحافظ عائلات أخرى على تقليد تخضيب الأيادي بالحناء عشية السنة الأمازيغية.
أما ببلدية زيامة منصورية، فيتم الاحتفال بيناير بشكل جماعي و عائلي في نفس الوقت، بإحياء عادات قديمة، حيث قال للنصر بعض أبناء المنطقة، بأن السنوات القليلة الماضية، شهدت عودة بعض التقاليد مثل لوزيعة، بعد اندثارها بسبب الأزمة الأمنية التي مرت بها المنطقة، كما أن أبناء منطقة ببولاطن، يحيون المناسبة بتنظيم نشاطات ثقافية تبرز مظاهر الهوية الأمازيغية، و أمسك الشباب بزمام المبادرة.و قالت لنا سيدة من المنطقة بأنه يتم تحضير وجبة عشاء خاصة بالمناسبة، في حين تنظم بمنطقة لجنان مثلا ، وليمة كبيرة «زردة» للنساء والرجال، و تحتفل النسوة بالغناء في الهواء الطلق قرب مكان لوزيعة، مشيرة إلى أن التقليد عاد خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، في حين يفضل سكان منطقة بولخماس العودة إلى مسقط رأسهم بتاقليعت ببجاية للاحتفاء بيناير، بتنظيم وليمة كبرى.و كانت النسوة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة، يغيرن الحجارة المحيطة بالموقد التقليدي «الكانون» و تسمى «أينيين»، كما يغيرن الأواني ليأتي العام الجديد بفرح جديد.
و يتم تحضير بالمناسبة طبق الكسكسي، ثم تاليلايت «لغرايف»، و هناك من يقوم بتحضير الفطير، و العصبانة «تيكربابين». جدير بالذكر أن عاصمة الكورنيش الجيجلي، احتضنت أمس استعراضات للخيول بشاطئ كتامة، من تنظيم الجمعية الولائية للفروسية جن جن، بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة، إلى جانب عديد النشاطات الرياضية، في حين احتضن متحف كتامة معارضا للصناعات التقليدية، أما نشاطات دار الثقافة عمر أوصديق فستتواصل طيلة الأسبوع
الجاري. كـ. طويل
