السبت 26 جويلية 2025 الموافق لـ 30 محرم 1447
Accueil Top Pub

براعم القارة السمراء في حضن الجزائر: النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية تنطلق اليوم

تُعطى سهرة اليوم، بملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة إشارة انطلاق النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، التي ستحتضنها الجزائر، بداية من اليوم السبت إلى غاية 5 أوت القادم، وهو الحدث الذي يجعل من الجزائر عاصمة للرياضة الإفريقية، وفي أحضانها شبان من مختلف ربوع القارة، ولو أن المنافسات موجهة بالأساس لرياضيين متمدرسين، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و17 سنة، لكن المغزى الرئيسي منها يكمن في لم شمل أبناء القارة السمراء في حضن دولة إفريقية رائدة تعتز دوما بانتمائها لهذه القارة، خاصة وأن الدولة الجزائرية، ممثلة في السلطات العليا للبلاد كانت السباقة إلى هذه المبادرة، بالإعلان عن احتضان الألعاب الإفريقية المدرسية، وهذا بمجرد طرح فكرة هذه التظاهرة، وقرار الجزائر كان كافيا لتجسيد مشروع رياضي بأبعاد استشرافية، لأن الرياضة المدرسية تبقى من المحطات الأساسية لاكتشاف المواهب، وإشكالية «التجنيس» ظلت أكبر هاجس يلاحق الدول الإفريقية، بانتقال الأبطال عند بروزهم إلى بلدان أوروبية، وتتويجهم حتى بالذهب الأولمبي وفي بطولات العالم، لكن بأعلام لا تمثل بلدانهم الأصلية.
الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، ستكون عرسا رياضيا من المرتقب أن ينشطه قرابة 1700 رياضي من الجنسين، والإحصائيات الأولية المقيّدة لدى لجنة التنظيم، تشير إلى تواجد 1000 رياضي من الذكور و700 رياضية، والانطلاقة ستكون من مدينة عنابة، حيث اختار المنظمون إقامة مراسيم حفلي الافتتاح والاختتام، رغم أن برنامج المنافسات موزع على 5 مدن، بعدما تقرر أمس تحويل منافسة تنس الميدان من عنابة إلى الجزائر العاصمة، لأسباب تنظيمية طارئة، مقترنة أساسا بمدى جاهزية الفضاءات التي ستحتضن هذا الاختصاص، الأمر الذي وسع من دائرة تنظيم التظاهرة، ولو أن تنس الميدان يبقى بمثابة استثناء، لأن منافسات باقي الاختصاصات ستجرى ب 4 مدن من شرق البلاد، ويتعلق الأمر بكل من عنابة، قسنطينة، سطيف وسكيكدة، وهذا الإجراء يعد خيارا مدروسا، يتماشى والتوجه الذي تسير نحو اللجنة الأولمبية الدولية، من خلال تمديد مرافق تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى إلى عدة مدن، وتجتنب حصرها في مدينة واحدة، واللجنة الوطنية التي أسندت لها مهمة تنظيم الألعاب الإفريقية المدرسية، أخذت بعين الاعتبار عدة معايير لاختيار الولايات التي ستحتضن كل المنافسات، بحسب المرافق التي تتوفر عليها، مع مراعاة قرب المسافات، لضمان التنقل برا، وبسهولة بين مدينة وأخرى، دون اللجوء إلى الرحلات الجوية.
العرس القاري للرياضة المدرسية، في نسخته الأولى، يأتي لتجسيد المشروع الذي سطرته اللجنة المكلفة بالتنسيق بين اللجان الأولمبية للبلدان الإفريقية، والجزائر ستستضيف خلال هذه التظاهرة نحو 1700 رياضي، بعد ترسيم غياب الموزمبيق ومالاوي أمس، ولو أن إمكانية تقلص عدد البلدان إلى 47 يبقى واردا، بسبب اصطدام وفد بلد آخر بإشكالية النقل، والتكاليف الباهضة للرحلات الجوية من بلدان في أدغال القارة السمراء، على اعتبار أن المخطط الساري المفعول يتضمن 9 رحلات مباشرة من دول إفريقية إلى الجزائر، في حين أن الكثير من الرحلات تتطلب المرور عبر محطات في قارتي أوروبا وآسيا، وهذا ما حال دون ترسيم حضور رياضي الموزمبيق ومالاوي، ولو أن منصة التسجيل عرفت تأكيد 50 لجنة أولمبية وطنية من قارة إفريقيا مشاركتها في هذا الحدث الرياضي، رغم أن هذا الجانب لن يكون له أي انعكاس سلبي على سير المنافسات، في ظل حلول نسبة كبيرة جدا من الوفود بأرض الوطن، على دفعات منذ يوم الإثنين المنصرم، فضلا عن تواجد ممثلين عن اللجنة المكلفة بالتنسيق بين اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية بقوة في المدن التي ستحتضن المنافسات، وإبداء ارتياحهم الكبير لكل الظروف، إلى درجة أن رئيس هذه الهيئة جواو إيفانكس لم يتردد في الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس بعنابة، رفقة رئيس لجنة التنظيم، عمار براهمية، في الإشادة بما سخرته الدولة الجزائرية من إمكانيات مادية وبشرية معتبرة في سبيل إنجاح هذا الحدث الرياضي.
تقلص عدد المنافسات إلى 21 اختصاصا
أما بخصوص المنافسات، فإن لجنة التنظيم اضطرت إلى إدخال تعديل على البرنامج الأولي الذي كان مسطرا، وذلك بإلغاء 4 رياضات من الرزنامة الرسمية، بسبب عدم توفر الحد الأدنى من المشاركين، ويتعلق الأمر بالكرة الطائرة، الرقص الرياضي (البريكينغ)، البي إيم إكس والسيكت بورد، وهي اختصاصات في غالبها استعراضية بالدرجة الأولى، مما جعل عدد الرياضات المقيّدة رسميا في اللائحة خلال هذه الطبعة يتقلص من 25 إلى 21 اختصاصا، مع تواجد أم الرياضات في الصدارة من حيث عدد المشاركين، بمجموع 263 رياضيا من الجنسين، وهو رقم يجسد مكانة ألعاب القوى في الخارطة الرياضية الإفريقية، لأن تتصدر دوما المشهد، والعديد من الأبطال الذين توجوا بالذهب، سواء في الألعاب الأولمبية أو بطولة العالم من إفريقيا، رغم أن بعضهم لجأ إلى التجنيس، وحمل علم دولة أوروبية، وعليه فإن موعد الجزائر 2025، والذي يخص الرياضيين المتمدرسين، الذين لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة، يعد محطة بارزة لاكتشاف المواهب، وجعل هذه التظاهرة نقطة انطلاق لمشوار بطل أولمبي أو عالمي مستقبلي، خاصة في اختصاصات ألعاب القوى، التي تشتهر بها القارة الإفريقية.
وفي سياق متصل، فإنه وزيادة على منافسات ألعاب القوى، فإن ولاية عنابة ستحتضن فعاليات 10 اختصاصات أخرى، من بينها كرة السلة 3*3، الكانوي الشاطئي، التجديف الشاطئي، وهي منافسات ستقام على مستوى الفضاء الرياضي الذي تم تسخيره بشاطئ ريزي عمر، حيث تم انجاز ساحة الرياضة الإفريقية المدرسية خصيصا لهذه التظاهرة، في حين تجرى منازلات الملاكمة على مستوى القاعة المتعددة الرياضات بالولاية المنتدبة ذراع الريش، في حين أن المبارزة والجيدو ستكون بقاعة شحلف شهر الدين بعاصمة الولاية، على أن يحتضن مركب 19 ماي مباريات منافسات كرة القدم.
إلى ذلك، فإن العرس الرياضي المدرسي سيمتد في تنظيمه إلى 3 مدن أخرى من الجهة الشرقية من الوطن، وهذا وفق خارطة الطريق التي رسمتها لجنة التنظيم، وعليه فإن 7 اختصاصات ستقام بولاية قسنطينة، منها الجمباز الفني، تنس الطاولة، الفروسية، فضلا عن بعض لقاءات كرة القدم، بينما تقرر منح ولاية سطيف شرف تنظيم منافسات 5 اختصاصات، منها كرة السلة 5 x 5، البادمينتون، الكونغ فو، التايكواندو والسباحة، في الوقت الذي أسندت فيه لولاية سكيكدة مهمة تنظيم منافسات كرة اليد والكرة الطائرة الشاطئية.
رهان على ميلاد أبطال بأرض الجزائر
على صعيد آخر، لم يتردد أمس رئيس لجنة التنسيق بين اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية جواو في إبداء تفاؤله الكبير في نجاح هذه التظاهرة في تجربتها الأولى، وأكد بأن هذه النسخة جاءت نتاج ثمرة الاتفاقية المبرمة بين اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، ممثلة في لجنتها التنسيقية بين الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، والتي كانت على هامش دورة أولمبياد باريس 2024، مما يعني بأن التوجه الجديد سيكون نحو القاعدة بالتركيز على الرياضة المدرسية، كما أن الجزائر اعتادت على تنظيم محافل رياضية كبرى، لما تتوفر عليه من منشآت ومرافق، فضلا عن التزامها بتطوير الرياضة في إفريقيا وسعيها للعب دور محوري في تعزيز القيم الأولمبية والرياضية على مستوى القارة، دون تجاهل الوجه الآخر لهذا الموعد، والمتمثل بالأساس في تمكين شبان بلدان القارة السمراء من التواصل فيما بينهم، والاحتكاك المبكر للرياضيين الشبان بالمنافسات الرسمية كفيل بتعبيد الطريق نحو بطولات في مستوى أعلى مستقبلا، من خلال رفع عارضة الطموحات الشخصية عاليا، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من موعد دورة الجزائر 2025 ، محطة لبروز أبطال عالميين في المستقبل القريب.
صالح فرطاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com