ضيق الوقت يفرض الدخول مباشرة في التحضيرات التكتيكية: الخضر يشرعون اليوم في التربص وبيتكوفيتش يستعجل العمل الجدي

ينطلق اليوم تربص المنتخب الوطني، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، حيث تشرع العناصر الوطنية منذ الصبيحة في التوافد على مقر المعسكر، على أن يكتمل التعداد، قبيل الحصة التدريبية الأولى المبرمجة في الأمسية، والتي يود الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش أن تُجرى بحضور جميع اللاعبين، بالنظر لضيق الوقت المُتبقي قبل المواجهات الرسمية، فالخضر سيكونون على موعد مع مباراة قوية أمام بوتسوانا، يوم 4 سبتمبر الجاري، برسم الجولة السابعة من تصفيات مونديال 2026، على أن يعقبها لقاء ثان أكثر صعوبة أمام منتخب غينيا بتاريخ 8 سبتمبر في الدار البيضاء، لحساب الجولة الثامنة.
الناخب الوطني لن ينتظر كثيرا لضبط خياراته
ولن ينتظر بيتكوفيتش طويلا للشروع في العمل الجدي، إذ يرتقب أن يبدأ من حصة الغد في ضبط معالم التشكيلة الأساسية التي ستخوض أول مواجهة، حيث يتجه التقني البوسني إلى الدفع بأقوى أوراقه أمام بوتسوانا لضمان النقاط الثلاث، مع إمكانية إراحة ركيزتين أو ثلاث، تحسبا لموقعة غينيا، التي يعتبرها الأهم بحكم حساسيتها في مسار التصفيات.
ورغم بعض النقائص التي ظهرت مؤخرا، خاصة الهزيمة الثقيلة أمام السويد برباعية كاملة، فإن بيتكوفيتش فضل الحفاظ على الاستقرار، عند اختيار قائمته النهائية، مع التركيز على تحسين أداء الخط الخلفي ومنصب حراسة المرمى، في حين يراهن كثيرا على قوة هجومه الذي أثبت نجاعته، منذ توليه زمام العارضة الفنية.
عودة آيت نوري تُعزّز الدفاع
وفي سياق التحضيرات، تلقى الناخب الوطني أخبارا مفرحة قادمة من إنجلترا، بعد تأكد جاهزية الظهير الأيسر ريان آيت نوري، الذي شارك أمس أساسيا رفقة مانشستر سيتي أمام برايتون، لحساب الجولة الثالثة من «البريميرليغ».
وكان آيت نوري قد أثار القلق عقب إصابته في مواجهة توتنهام، حيث اضطر لمغادرة أرضية الميدان بعد 20 دقيقة فقط، إثر احتكاك عنيف مع محمد قدوس، ولكن الفحوصات الطبية أكدت أن الإصابة غير مقلقة، ليعود سريعا إلى أجواء المنافسة، ويؤكد حضوره في تربص الخضر.
بونجاح يتألق ويبعث المنافسة مع غويري
في الخط الأمامي، لا يعيش أمين غويري، أفضل فتراته مع بداية الموسم رفقة مارسيليا، حيث واجه متاعب في المباريات الأولى، على عكس منافسه المباشر في منصب قلب الهجوم، بغداد بونجاح، الذي تألق مع ناديه الشمال القطري، وقاده إلى صدارة الدوري، بعد ثلاث انتصارات متتالية، ساهم فيها بتسجيل هدفين، وتقديم تمريرتين حاسمتين، ورغم هذه المعطيات، يبقى بيتكوفيتش ميالا إلى الاعتماد على غويري رفقة عمورة، بفضل أرقامه المميزة منذ قدومه، مع الاستعانة بخبرة بونجاح كحل بديل، خاصة في المباريات الصعبة، ويستشهد المدرب بودية السويد، حين غيّر دخول بونجاح مجرى اللقاء، بعد تأخر الخضر برباعية، قبل أن ينجحوا في تسجيل ثلاثة أهداف، رغم تضييع فرص سانحة للتعديل.
بيتكوفيتش يراهن على أوراق هجومية مُتوهجة
إلى جانب بونجاح وغويري، يراهن بيتكوفيتش على تألق عدد من الأسماء في الخط الهجومي، أبرزهم القائد رياض محرز، الذي تُوّج بكأس «السوبر» السعودي مع أهلي جدة على حساب النصر بقيادة كريستيانو رونالدو، كما استهل الدوري المحلي بفوز على نادي نيوم الذي يضم مواطنه سعيد بن رحمة، كما يواصل أنيس حاج موسى تألقه اللافت في الدوري الهولندي مع فينورد روتردام، بينما خطف هشام بوداوي، الأضواء في فرنسا مع نيس، حيث صار حديث الصحافة بفضل عروضه المميزة.
غينيا المنافس الأصعب وموقعة بوتسوانا مفخّخة
ويبقى التحدي الأكبر أمام الخضر هو مواجهة غينيا، المنتخب الوحيد الذي ألحق بهم الهزيمة في هذه التصفيات، حين فاز عليه في الجزائر بهدفين لهدف، ومع تعيين المدرب البرتغالي باولو دوارتي، يسعى الغينيون لاستعادة الأمل في المنافسة على بطاقة التأهل، وهو ما يدركه بيتكوفيتش جيدا، ما يجعله يحضر لسيناريو مواجهة قوية تتطلب تركيزا كبيرا من رفقاء محرز،غير أن الأهم قبل ذلك هو تخطي موقعة بوتسوانا المفخخة بسلام.
انطلاق بيع التذاكر اليوم عبر منصة رقمية
إلى ذلك، أعلنت إدارة ملعب حسين آيت أحمد عن انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة بوتسوانا، بداية من اليوم على الساعة 12 ظهرا، وذلك حصريا عبر المنصة الرقمية «Digiticket»، ويُرتقب أن تشهد العملية إقبالا كبيرا من الجماهير، خاصة وأن المنتخب سيعود للعب على هذا الملعب الذي شهد انتصارات عريضة آخرها أمام موزمبيق وليبيريا بنفس النتيجة (5-1)، ما جعل الطاقم الفني يفضّل خوض اللقاء هناك، بالنظر لجودة أرضيته وقرب الأنصار من المستطيل الأخضر، وهو ما يمنح اللاعبين دفعة معنوية إضافية. ويراهن بيتكوفيتش على حصد النقاط الست في مواجهتي بوتسوانا وغينيا، لرفع رصيد الخضر إلى 21 نقطة، ما قد يفتح لهم باب التأهل المبكر إلى مونديال 2026، خاصة في حال تعثر الملاحق المباشر موزمبيق أمام أوغندا، وهو السيناريو الذي يمنح المنتخب الوطني فرصة حسم التأهل قبل جولتين من نهاية التصفيات، في إنجاز سيكون رائعا، بعد أحد عشر عاما من الغياب عن كأس العالم. سمير. ك