يتأهب المنتخب الوطني لألعاب القوى لخوض تحد عالمي كبير، من خلال مشاركته في بطولة العالم المقررة بطوكيو بين 13 و21 سبتمبر الجاري، في موعد يعرف حضور أكثر من 2000 رياضي يمثلون نحو 200 دولة، حيث سيشد الوفد الجزائري الرحال يوم 6 سبتمبر إلى اليابان بأمل ترك بصمة قوية في هذا العرس، عبر 10 رياضيين (8 رجال وامرأتان) تأهلوا إما بفضل تحقيق الحد الأدنى أو بفضل ترتيبهم العالمي.
وتعلق الأنظار بشكل خاص على العداء جمال سجاتي في سباق 800 متر، باعتباره الاسم الأبرز، وصاحب الإنجاز الوحيد في النسخة ما قبل الأخيرة بمدينة يوجين الأمريكية سنة 2022، عندما انتزع الميدالية الفضية، ليؤكد مكانته بين كبار الاختصاص، غير أن مهمة ابن سوقر (ولاية تيارت) لن تكون سهلة هذه المرة، في ظل وجود جيل متميز من العدائين، يتقدمه البطل الكيني إيمانويل وانيوني، المُتوّج بذهبية أولمبياد باريس الأخيرة، والذي يسيطر على السباق منذ موسمين.
ويعيش سجاتي وضعية خاصة، بعدما أنهى نهائي الدوري الماسي الأخير في زيوريخ بالمركز الرابع، بتوقيت 1:42:84 دقيقة، وهو ما جعل الأصوات ترتفع مطالبة بضرورة مراجعة حساباته التكتيكية، إذا ما أراد التتويج أو الصعود مجددا إلى منصة التتويج العالمية.
ويعرف عن البطل الجزائري تركيزه على إنهاء السباق بقوة في آخر 200 متر، مع الاكتفاء بالمراقبة في البدايات، غير أن هذه الاستراتيجية لم تكن ناجحة في آخر سباقاته، بعدما ترك منافسيه يبتعدون بفوارق كبيرة صعبت عليه العودة في اللفات الأخيرة، حيث يرى أهل الاختصاص أن الحل يكمن في مجاراة النسق منذ البداية، مستفيدا من سرعته الكبيرة وقدرته الفائقة على الإنهاء، وهي ميزة تفوق الكثير من العدائين.
وبلغة الأرقام، يملك جمال سجاتي سجلا ثريا في اختصاص 800 متر، حيث يعد المصنف الثالث عالميا حاليا، ووصيف بطل العالم في يوجين 2022، كما نال ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، وذهبية الألعاب العربية 2023 بالجزائر في سباق 4×400 متر، قبل أن يضيف برونزية أولمبياد باريس 2024، علاوة على فوزه بخمس محطات في الدوري الماسي، وتحقيقه الرقم القياسي الجزائري بزمن 1:41:46 دقيقة في موناكو العام الماضي، وهو خامس أسرع عداء في تاريخ السباق، وهذا إضافة إلى نزوله ثلاث مرات تحت 1:42 دقيقة، وهو إنجاز نادر في عالم ألعاب القوى.
أما حصيلة سجاتي هذا الموسم 2025، فتشير إلى جاهزية مقبولة، رغم بعض العثرات، حيث حلّ ثالثا في ملتقى أوسلو بالنرويج بزمن 1:43:06، وثانيا في ستوكهولم السويدية بـ 1:42:27، قبل أن يعود لانتزاع المركز الثالث في موناكو بتوقيت 1:42:20، الذي يعد أفضل أرقامه هذا العام ورابع أسرع توقيت عالمي، قبل أن يختتم مشاركاته في الدوري الماسي بزيوريخ السويسرية في المركز الرابع.
وبعيدا عن سباق 800 متر، يملك المنتخب الوطني أوراقا أخرى قادرة على البروز، في مقدمتها ياسر محمد طاهر تريكي في الوثب الثلاثي، الذي أبان عن فورمة عالية مؤخرا، توجها بإنهاء نهائي الدوري الماسي في زيوريخ بالمركز الثالث، بقفزة بلغت 17.42 مترا، أي بفارق سنتيمتر واحد عن رقمه القياسي الوطني، حيث يبدو تريكي مرشحا بقوة للمنافسة على المراتب الأولى في طوكيو، إذا واصل على نفس النسق.
ويمثل الجزائر أيضا في هذا الموعد كل من سليمان مولا ومحمد علي قواند (800 متر)، وهيثم شنيتف (1500 متر)، أمين بوعناني (110 م حواجز)، عبد الرزاق شارك ومحمد بن يطو (الماراطون رجال)، نوال ياحي (الماراطون سيدات)، وزهرة طاطار (رمي المطرقة سيدات)، وهي تركيبة متوازنة تجمع بين الخبرة والطموح، وإن كانت الآمال الكبيرة معقودة على سجاتي وتريكي، بالنظر إلى تجربتهما الدولية وقدرتهما على مقارعة الكبار.
ويأمل الشارع الرياضي الجزائري أن تكون بطولة طوكيو محطة لإعادة البريق لألعاب القوى الوطنية، التي لطالما صنعت مجد الرياضة الجزائرية في أكبر المحافل.
سمير. ك