الاثنين 22 سبتمبر 2025 الموافق لـ 29 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

رئيس الجمهورية هنأه على هذا الإنجاز الكبير: سجاتي يلمع في سماء طوكيو ويخطف فضية 800 متر

• أربعة أجزاء من المئة حرمته من الذهبية العالمية
انتزع أمس، العداء الجزائري، جمال سجاتي، الميدالية الفضية عن جدارة واستحقاق في نهائي سباق 800 متر، ضمن بطولة العالم لألعاب القوى طوكيو 2025، باصما على توقيت مذهل بلغ 1 د و41 ث و90 جزءا من المئة، في سباق تاريخي كاد يخطف فيه الميدالية الذهبية، لولا أربعة أجزاء من المئة فقط فصلته عن البطل الأولمبي والعالمي الكيني، إيمانويل وانيوني (1:41.86)، فيما حلّ الكندي ماركو أروب ثالثا بزمن 1:41.95.

وتلقى سجاتي تهنئة خاصة من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد هذا الإنجاز، حيث كتب عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك»:» تحية تقدير إليك أيها البطل جمال سجاتي على هذا الإنجاز المنتظر في بطولة العالم بطوكيو ..شرفت الجزائر والراية الوطنية .. كل النجاح في بقية مشوارك بحول الله».
وبهذا الإنجاز العالمي، يُرسّخ سجاتي مكانته ضمن نخبة عدائي المسافات المتوسطة في العالم، ويؤكد أن تتويجه العالمي والأولمبي لم يعد سوى مسألة وقت، خاصة مع النضج التكتيكي والسرعة الخيالية التي أظهرها في الأمتار الأخيرة من السباق.
سجاتي، الذي انطلق كالبرق في آخر 200 متر، جعل الجميع يظن أنه في طريقه لانتزاع الذهبية من وانيوني الذي لم يُصدق في خط النهاية أنه نجا من العداء الجزائري، وأنه هو من تُوّج بالمعدن النفيس، بعد إنهاء مثالي لسجاتي أعاد إلى الأذهان أجمل مشاهد سباقات 800 متر عبر التاريخ. واعتُبر سباق أمس، ثاني أسرع نهائي في تاريخ هذا الاختصاص، بعد نهائي أولمبياد باريس 2024، وشهد لأول مرة في بطولة العالم نزول ثلاثة عدائين معا تحت حاجز 1:42 دقيقة.
ويُعد إنجاز سجاتي هو الأبرز للجزائر في هذه النسخة من البطولة التي شهدت مشاركة تسعة رياضيين جزائريين، لم ينجح منهم في الصعود إلى منصة التتويج سوى سجاتي نفسه بفضيته الثمينة، بينما حلّ محمد الطاهر ياسر تريكي رابعا في مسابقة الوثب الثلاثي، وأنهى العداء شراك سباق «الماراتون» في المركز الثامن عشر من أصل 87 مشاركا، فيما اكتفى الآخرون بمشاركات رمزية، وبهذا يكون سجاتي قد حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في بطولة العالم بطوكيو بفضل ميداليته الفضية.
العداء الجزائري، البالغ 26 عاما، أثبت مرة أخرى أنه من طراز رفيع، بفضل أسلوبه الخاص في إدارة السباقات، حيث لم يلتفت يوما للانتقادات أو ملاحظات غير المختصين التي كانت تدعوه إلى مجاراة النسق العالي منذ البداية، وعدم التأخر عن ركب المقدمة، خاصة في مواجهة بطل بحجم وانيوني، حيث ظل سجاتي وفيا لتكتيكه القائم على قراءة السباق ومراقبته بدقة دون المجازفة وراء الخطط المدروسة لمنافسيه التي تهدف إلى استنزافه مبكرا، مُفضلا توفير جهده للأمتار الأخيرة، حيث يُدرك الجميع أنه الأقوى والأسرع، وهو ما منحه تفوقا حاسما في أكثر من مناسبة، لعل آخرها أمس عندما كاد ينتزع الميدالية الذهبية العالمية.
ويُصنف سجاتي ثالثا عالميا بزمن شخصي قدره 1:41.46 (الرقم القياسي الجزائري) سجله في موناكو 2024، فيما كان رقمه هذا الموسم 1:42.20، وهو وصيف بطل العالم في أوريغون الأمريكية عام 2022، وصاحب برونزية أولمبياد باريس 2024، إلى جانب ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، وذهبية الألعاب العربية 2023 مع المنتخب الوطني في سباق 4×400 متر، كما نزل أربع مرات تحت حاجز 1:42 دقيقة، باحتساب سباق أمس التاريخي، ليصبح خامس أسرع عداء في تاريخ السباق عالميا، وهو ما يثبت استمرارية تألقه في السنوات الأخيرة.
وجاءت نتائج سجاتي في الموسم الجاري 2025 مبشرة، إذ حلّ ثالثا في ملتقى أوسلو النرويجي بزمن 1:43.06، وثانيا في ستوكهولم بـ1:42.27، وثالثا في موناكو بـ1:42.20، ورابعا في نهائي الدوري الماسي بزيوريخ بـ1:42.84، قبل أن يُكلل موسمه بالميدالية الفضية العالمية في طوكيو أمس برقم مذهل، ورغم هذه النتائج المبهرة، يرى كثير من المتابعين أن ذنب سجاتي الوحيد أنه وُجد في حقبة أفضل جيل في تاريخ سباقات 800 متر، إذ لولا وجود الثنائي وانيوني وأروب، لكان ملك هذا الاختصاص بلا منازع وأثرى خزائن الجزائر بالذهب.
ويُعود الفضل الكبير في نجاح سجاتي إلى عمله مع مدربه الخبير عمار بنيدة، الذي يعرف كيف يُعده بدنيا وتكتيكيا لمقارعة كبار العدائين في أقوى السباقات، حيث بات هذا الثنائي (سجاتي–بنيدة) عنوانا للثقة في مستقبل ألعاب القوى الجزائرية على أعلى المستويات، بعد أن أصبح اسم سجاتي مرتبطا دوما بمنصات التتويج في البطولات الكبرى.
ولا يُعد إنجاز طوكيو عاديا، فسجاتي اعتلى منصة التتويج للمرة الثالثة في ظرف ثلاث سنوات بين بطولات العالم (مرتان) والألعاب الأولمبية في اختصاص يعتبر من أصعب وأقوى السباقات حاليا، ليؤكد مرة أخرى أنه على الطريق الصحيح نحو اعتلاء عرش 800 متر عالميا، وإذا واصل العمل بنفس الجدية ومع نفس الاستراتيجية الذكية، فإن الذهبية العالمية والأولمبية ستصبحان قريبتين جدا من العداء الجزائري الذي رفع راية الوطن عاليا في سماء طوكيو.
التهاني تهاطلت على البطل الجزائري
وتهاطلت التهاني على سجاتي، حيث تقدم وليد صادي، وزير الرياضة، بأحر التبريكات وأصدق عبارات الفخر والاعتزاز إلى العداء الجزائري، بمناسبة إحرازه الميدالية الفضية في سباق 800 متر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى، وأكد الوزير أن هذا التتويج المستحق هو ثمرة العمل الجاد والاجتهاد المتواصل، والتضحيات الكبيرة التي قدمها البطل سجاتي، إلى جانب الجهود القيمة والمرافقة التقنية لمدربه، وهو ما يُشكل نموذجا في التكامل بين العزيمة الفردية والدعم الفني.
ويُعد هذا الإنجاز حسب وزارة الرياضة، إضافة نوعية لمسار ألعاب القوى الجزائرية، ورسالة أمل ملهمة للشباب الرياضي في بلادنا، بما يعزز مكانة الجزائر في المحافل الدولية.
وفي الختام، جدد وزير الرياضة التزام القطاع بمواصلة مرافقة ودعم الرياضيين الجزائريين ومدربيهم لتحقيق المزيد من النجاحات ورفع الراية الوطنية في أكبر التظاهرات العالمية.
كما لم يُخف رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، عبد الحميد حماد، فخره بإنجاز سجاتي، حيث كتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي:» أشعر بسعادة وفخر كبيرين بما حققه بطلنا جمال سجاتي في طوكيو، أداؤه الرائع في سباق 800 متر والفضية بزمن 1:41.90 أهدانا جميعا فرحة لا توصف. أهنئ جمال من القلب، وأشكر كل أفراد فريقه وكل من وقف خلفه. لقد أثبتم علو كعبكم في مصف النخبة… الجزائر تفتخر بكم جميعا».
سجاتي: أهدي هذا التتويج لرئيس الجمهورية وكل الشعب الجزائري
وبعد تتويجه بفضية 800 متر في بطولة العالم تحدث سجاتي عن هذا الإنجاز وقال في هذا الخصوص:» أهدي هذا التتويج والميدالية الفضية إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وإلى قيادة الجيش الوطني الشعبي، وإلى كل الشعب الجزائري الذي ساندني ودعمني، وأتمنى أن أكون قد وفقت في إسعادكم، وأعدكم بأن القادم سيكون أفضل إن شاء الله».
سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com