عاد مدافع المنتخب الوطني عيسى ماندي، بقوة إلى الواجهة، بعد أشهر قضاها خارج التشكيلة الأساسية لنادي ليل الفرنسي، ليُثبت أنه ورقة لا غنى عنها في المنظومة الدفاعية للمدرب برونو جينيزيو، وليؤكد أحقيته بمكانة ضمن كتيبة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خلال تربص شهر جوان المقبل، الذي تتخلله مواجهة ودية صعبة أمام السويد.
ولم يكن التحول اللافت في مسيرة ماندي هذا الموسم وليد الصدفة، بل نتيجة عمل كبير وتفان، رغم الظروف المعقدة، فرغم بداية باهتة وظهور متقطع في النصف الأول من الموسم، تمكن صخرة دفاع الخضر من فرض نفسه خلال مرحلة العودة، حيث شارك في 30 مباراة في مختلف المسابقات، مقدما أداء متوازنا أظهر فيه نضجه التكتيكي، وتنوع أدواره الدفاعية، سواء في المحور أو على الجهة اليمنى عند الحاجة.
ورغم تعرضه لانتقادات لاذعة من بعض المتابعين، بسبب مردوده المتذبذب أحيانا، إلا أن مدربه برونو جينيزيو لم يتردد في الدفاع عنه خلال آخر ظهور صحفي، مشيدا بروحه القتالية واستعداده الدائم حين يُطلب منه اللعب، حيث قال في هذا الخصوص: «أعتقد أن عيسى ردّ في الملعب، كما يفعل دائما، فكلما احتجناه كان حاضرا، وهو لديه خصائص مختلفة عن بافو أو توماس، ولكنه يؤدي المطلوب منه بنسبة 100 %، لقد كان جيدا أيضا أمام مارسيليا، وهذا أفضل ردّ على الانتقادات».
وشارك ماندي كأساسي مرة أخرى أمام نادي بريست، ورغم خسارة ليل بهدفين دون رد، إلا أن المدافع الجزائري أظهر التزاما واضحا، رغم تراجع مردود المنظومة الدفاعية ككل، وهو ما يعكس شخصيته القيادية داخل الفريق، وقدرته على تقديم الإضافة حتى في أحلك الظروف.
وبفضل هذا النسق التصاعدي، يبدو ماندي اليوم أكثر جاهزية من أي وقت مضى للالتحاق بتربص الخضر في جوان المقبل، خاصة وأن الناخب الوطني بيتكوفيتش، يُراهن عليه بشكل كبير لقيادة الخط الخلفي أمام منتخب السويد، في لقاء سيكون اختبارا حقيقيا أمام نجوم بحجم ألكسندر إسحاق مهاجم نيوكاستل الانجليزي.
ورغم أن مشاركات ماندي مع ليل كانت متقطعة في وقت سابق، إلا أنه ظل ركيزة أساسية في حسابات الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش أو جمال بلماضي، لما يملكه من خبرة دولية وثبات تكتيكي، واليوم تُجمع كل المؤشرات على أن حالته البدنية والفنية، تفتح له الباب للعودة القوية إلى المنتخب، بروح معنوية عالية قد تصنع الفارق في الفترة المقبلة.
سمير. ك
