السبت 12 جويلية 2025 الموافق لـ 16 محرم 1447
Accueil Top Pub

هكذا انتقل الرسول بالمسلمين: من الفرد المكون للأمة إلى الأمة المكونة للحضارة

لقد اعتمد النبي -صلى الله عليه وسلم-في التربية للإنسان على المحضن، فكانت دار الأرقم ظرف مكان تلك المحاضن، كما اعتمد المنهج، فكان القرآن المكي بخصائصه ومميزاته وأساليبه التشويقية وقصصه لتاريخ الأمم والشعوب، وتدافع الخير والشر، والإيمان والكفر، بمختلف الأبعاد الزمانية والمكانية لحركة التاريخ البشري، ثم السنة النبوية الشريفة والتي تكون دائما خادمة للقرآن الكريم.

هذا المنطلق تشكلت الجماعة المسلمة على أساس عقدي متين، ورباط أخوي صلب، و أرمادة أخلاقية قوية، سمت بذاك الإنسان الجاهلي فانقلب إلى إنسان صالح مصلح، مستأمن على العرض والمال والأنفس، ينطلق في تعاطيه مع الله من منطق العبودية، ومع باقي مكونات الكون أنه المستخلف في الأرض المكلف بالإصلاح والمنهي عن الإفساد: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا [سورة الأعراف: 56].
لأنه قد رسخ في ذهنه ما أخبرهم به سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- أنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم حملة هداية ونور للبشرية، وبذلك يكون الإنسان المكون للأمة، فلما استوفوا شروط الاستخلاف في أنفسهم، واستكملوا عناصر تكوين الأمة في واقعهم بعد سلسلة امتحانات ومحن صقلتهم، ونفت عنهم الخبث، وعلم الله تعالى فيهم، ومنهم القدرة على الاستخلاف، وتّحَمل تكليف مفهوم الأمة، أذن الله لنبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى يثرب التي أصبحت المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، لتعلن للبشرية الانتقال من مفهوم البناء الفردي للإنسان إلى مفهوم بناء الأمة الحضاري، بالهجرة إلى المدينة المنورة على ساكنها صلوات الله وسلامه عليه انطلق مفهوم بناء الأمة، حيث نزل قوله تعالى: وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143].. وهذه الآية بإجماع العلماء مدنية، أي نزلت بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أنّ الله تعالى زكى هذه الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وكان هذا الإخبار من الله في المدينة المنورة كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران: 110].
ولهذا كانت الهجرة النبوية بداية ميلاد أمة مكلفة بالشهادة على الأمم، ولن تكون كذلك إلا إذا استوفت شروط الشهود الحضاري، ومن باب -ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب-فواجب على الأمة أن تظل حريصة على تحصيل أسباب الشهود الحضاري والأخذ بأسباب النهوض والإقلاع.
ولكن هناك سؤال يُطرح هل الأمة كانت وما زالت عند مستوى هذا الشرف والتكليف الإلهي على مر الحقبة التاريخية؟
ونقول جوابا على هذا السؤال: قطعا لا فلقد تخلفت الأمة عن الشهود الحضاري، وعاشت أتعس اللحظات وأحلك الظروف، وتمكن منها أعداؤها في حقب تاريخية متقطعة مختلفة، فمرت بلحظات فتور، وسقوط وتمزق وتشتت، واضمحلال وأفول نجم، ومغيب شمس حضارة في الشرق والغرب على امتداد وجود الأمة، عربا وعجما. ولعل ما شهدته الدول الإسلامية قبل قرنين من الزمان كان إحدى محطات الضعف والأفول، من خلال الاستعمار الغربي بكل جنسياته وصوره وآلياته، والتي لا تزال بعض إفرازاته ممتدة إلى زمننا هذا لاسيما في قضيتنا المركزية الأساسية «قضية فلسطين، والصراع حولها، ولكن في تصوري البسيط أن مفهوم الأمة المسلمة مهما أصابها من ضعف وذبول وغياب عن المشهد الحضاري، فإنها لا تموت ولا تزول للأسباب التالية:
(أولا): إن قضية الأمة قضية كلية عقدية ربطت بعالم الشهادة والخيرية وما جعلها الله خير أمة أخرجت للناس إلا لأنها تحمل عوامل بقائها في طياتها مهما كانت الظروف والغوائل.
(ثانيا): أمة تحمل قيم بقائها في ذاتها: فلئن كان الأفراد مصيرهم الزوال والفناء، وهذه سنة الله في الخلق فالأمة بآحادها تفنى وينتهي وجودهم من هذه الدنيا، وهذه مسلمة لا تحتاج إلى دليل، وأما الأمة بمجموعها وككيان وحضارة، فقد كُتب لها الاستمرار والبقاء حتى يأذن الله تعالى بقيام الساعة، فلا يتصور زوال أمة رسالتها الشهادة على الأمم، سواء من موقع الاستخلاف، أو من موقع الاستضعاف، ولقد أدت الأمة المسلمة هذا الدور من الموقعين، وحركة التاريخ تشهد على ذلك.
(ثالثا): القيم الحضارية التي تحملها الأمة انتقلت بها من الفرد إلى المؤسسة، ومن الحالة الشخصية إلى النظام والمنظومة، فالأمة بعد الهجرة النبوية أصبحت تعيش نظما تشريعية في مجال الاقتصاد والمال والمجتمع والسياسة -حالة الأمة الدولة والمجتمع-ينتظم فيها عقد الفقه الدستوري في حفظ حقوق الأفراد والدولة على حد سواء في إطار الفصل بين السلطات ينتظم عقدها مع القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني ـ حالة السلم والحرب، كل ذلك محكوم بعقيدة إسلامية صحيحة، وعبادة خالصة لله تعالى ومنظومة أخلاقية متينة هكذا كانت الهجرة النبوية منطلق بناء أمة، وتأسيس حضارة، وهكذا يجب أن نستلهم العبر لاستئناف حياة حضارية رائدة.وهذا ما كفل لها الاستمرار خمسة عشر قرنا من الزمن، ولا تزال الأمة قائمة، كما أننا متفائلون بمشاهدة نهوض وإقلاع حضاري بدأت إرهاصاته تتبدى للعيان في إطار منظور سنني شامل تقتضيه سنة التدافع حينا وسنة التداول حينا آخر ولله الأمر من قبل ومن بعد.

من مقاصد الزكاة في الفقه الإسلامي
إن المقصد الأصلي للزكاة في الإسلام هو تحقيق الامتثال لله تعالى والانقياد له، بإخراج قدر مخصوص من المال، ليوزّع في مصاريف مخصوصة، ولا تتوقّف مقاصد الزكاة على هذا المقصد الأصلي فقط، بل هناك مقاصد أخرى تبعية، وتتمثّل هذه المقاصد في مقاصد صحية، وتربوية واجتماعية واقتصادية. فمن هذه المقاصد:
(1).تطهير نفس المزكّي من الشحّ، ومن عبادة المال، قال الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا. التوبة: 102. وقال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الحشر:9
(2).تطهير المال من الآفات والنقصان والتلف والتآكل، فقد جاء في كثير من النصوص الشرعية أن الزكاة تزيد في المال، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ سبأ: 39، وقال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ البقرة: (261).
(3). تحقيق أواصر التضامن والتآلف والتراحم والمودة بين أفراد المجتمع، لأن الإنفاق له كبير الأثر على المجتمع وقوّته وسلامته من الأضغان والأحقاد، والزكاة من الإنفاق، فالذي ينفق من ماله قريب من الله قريب من الناس، والمانع بعيد عن الله بعيد عن الناس، فالذي يخرج زكاة ماله ينال بذلك دعاء من بلغتم زكاته، والمانع لها، لا ينال إلا الدعاء عليه، فلسان حال الفقراء والمساكين يقول: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ. يونس (88)
(4).إحياء النفوس، وتفريج هموم الناس وكربهم، قال الله تعالى:وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًاالمائدة: (32)« وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسّر على معسر يسّر الله عنه في الدنيا والآخرة» رواه مسلم.
(5). إنقاذ الفقراء والمساكين والمدينين من براثين الفقر ودفعهم إلى مصافّ الأغنياء، وهذا إذا صرفت الزكاة بانتظام، فالزكاة تعتبر من التنمية المستدامة، لأنها تصبو دائما إلى إخراج الفقير من بوتقة الفقر إلى الغنى والإنتاج، لأن الفقهاء قالوا بجواز إغناء الفقير، وفي زكاة الماشية قالوا: بإعطاء الأنثى دون الذكر للتنمية، وأن الزكاة بجميع أنواعها تؤدى في جميع أيام السنة.
(6).زيادة القوّة الشرائية في المجتمع، فالأموال التي تعطى للفقراء ينفقونها على ضرورياتهم وحاجياتهم، وربّما ينفقونها على بعض الكماليات، ولهذا تعود هذه الأموال إلى الأغنياء فهي بضاعتهم ردّت إليهم، فقد قال الله تعالى: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ الحشر7.
(7). إنشاء مناصب العمل وهذه المناصب إما دائمة أو مؤقتة، وإما مناصب مباشرة أو غير مباشرة، فلو انتظمت الزكاة وصارت مؤسسة لأصبحت لها هيئة خاصة بها، وبنوك ومصارف ومستودعات لزكاة الحبوب، ومرابض لزكاة الأغنام والبقر والإبل، وعلى هذه المستودعات والمرابض عمال وحراس وحمالون وسائقون وغيرهم، فتصير الزكاة بذلك مؤسسة إنتاجية ولا تصاب بالإفلاس أبدا، لأن الزكاة دائمة ومتجددة.

ارتفاع نصاب الزكاة مرتبط بارتفاع سعر الذهب لا غير
أوضحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيانها المحدد لنصاب زكاة هذا العام أنها قدرت قيمته بناء على قيمة الذهب في السوق، فلما كان نصاب الزكاة هو 85 غ من الذهب، وسعر الذهب 19 ألف دينار فإن المحصلة أن النصاب وصل إلى 1615000دج، بينما كانت قيمته العام الماضي1.105.000 دج بعد أن كان سعر غرام الذهب 13 ألف دج، ولم يشر بيان الوزارة إلى أي عامل آخر.
بيد أن البعض دخل في تحليلات اقتصادية هي من اختصاص الخبراء فراح يربط ارتفاع قيمة النصاب بالتضخم، رغم أن معدل نسبة التضخم بلغت 4 بالمائة ونيف، فقط، بينما ربط آخرون ارتفاع النصاب بانخفاض قيمة الدينار والحال أن الدينار على مستوى البنوك –على العكس من ذلك-عرف ارتفاعا وإن كان بسيطا، كما ربط البعض الآخر ارتفاع النصاب بانخفاض القدرة الشرائية! وهكذا دواليك.
ومثل هكذا تفسيرات عشوائية غير علمية وإن لم يكن لها تأثير على مستوى صنع القرار التنموي تسهم في تغليط الرأي العام وتغذي الإحباط الاجتماعي واليأس وتنشر مغالطات يتم تداولها وتبنى عليها أحكام ذاتية تجاه الواقع المعيش، إذ كان الأولى الوقوف عند محتوى بيان الوزارة الواضح بدلالة قطعية، وتجنب التفسيرات المزاجية لأنها ضرب من ضروب التضليل.
ع/خ

صدى المنابر
أيها الإخوة :كما قد اعتاد الكثير منّا إخراج أموال زكاته في شهر الله المحرّم ، وفي مناسبة عاشوراء ذاتها حتى صاروا يسمونها «العشور» اشتقاقا من هذه المناسبة ،.فاتقوا الله تعالى، وأدوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم ، التي رزقكم ، ولا تكونوا ممن تساهلوا في هذا الركن العظيم، ولا تكونوا من الذين لا يؤدون زكاة أموالهم ، وتذكروا عباد الله أن الله سبحانه وتعالى أخرجكم من بطون أمهاتكم، لا تعلمون شيئاً، ولا تملكون لأنفسكم نفعاً ولا ضراً، ثم يسر الله لكم الرزق، وأعطاكم ما ليس في حسابكم، فقوموا أيها المسلمون بشكره، وأدوا ما أوجب عليكم، لتبرأ ذممكم، وتطهروا أموالكم واحذروا الشح والبخل بما أوجب الله عليكم، فإن ذلك هلاككم، ونزع بركة أموالكم.
موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف

استبدال كسوة الكعبة المشرفة مطلع العام الهجري 1447هـ
 تم استبدال كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة مع بداية العام الهجري الجديد 1447هـ في تقليد سنوي بهيج يتم فيه نزع الكسوة القديمة وإسدال الكسوة الجديدة على جدران الكعبة وتثبيتها في مختلف الزوايا والسطح
واستنادا لوسائط إعلامية ووكالات فقد أوضحت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبر منصة «إكس»، أن مراسم تبديل الكسوة تمت بنجاح على يد 154 صانعًا،وتتكون الكسوة الجديدة من 47 قطعة من الحرير الأسود، نُقشت وزُخرفت بعناية، ومُطرزة بـ68 آية قرآنية بخيوط من الفضة المطلية بالذهب عيار 24، ويبلغ وزنها الإجمالي حوالي 1415كلغ، تضم 825 كيلوغرامًا من الحرير، و120كلغ من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كلغ من الفضة الخالصة، بالإضافة إلى 41كلغ من القطن الخام.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com