سيؤدي إن شاء الله تعالى الجزائريون شعيرة الأضحية بعد حوالي أسبوعين في سنة تعبدية سنوية حافظ عليها الجزائريون على مدى قرون حتى أضحت لصيقة بعاداتهم الاجتماعية واربوها جيلا بعد جيل ولم يعودوا مستعدين للتفريط فيها أو الانفكاك عنها، وهم يظهرون بأدائهم مدى تعلقهم بالإسلام وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والاعتزاز بشعائر هذا الدين، في مشهد بهيج يشترك فيه الرجال والنساء والأطفال والشباب والشيوخ؛ لذلك ارتأينا أن نقف وقفات فقهية مع بعض أحكامها الشرعية فالأضحية بضم الهمزة وكسرها وجمعها أضاحي، ويقال ضحية وجمعها ضحايا، مثل عطية وعطايا، ويقال أيضا: أضحاة وجمعها أضحى، وبها يسمى عيد الأضحى، وسميت بذلك لأن السنة فيها أن تذبح عند ارتفاع الشمس وقت الضحى. فالأضحية بهذا المعنى ما يذبح أيام عيد الأضحى من الأنعام تقربا إلى الله تعالى، علما أن الأضحية قد شرعت في السنة الثانية للهجرة.
حكم الأضحية:
الأضحية سنة مؤكدة من سنن الإسلام للقادر عليها، الذي لا تؤثر على ماله ونفقته، أما من تؤثر على ماله ونفقته ويحتاج إلى ثمنها في السنة، فلا يطالب بها، قال تعالى: «فصل لربك وانحر» الكوثر2. وقال بعض العلماء بوجوبها، ولهذا لا ينبغي تركها لمن قدر عليها. فقد روى أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا».
وأصل التقرب إلى الله تعالى بالذبيحة يرجع إلى ما أخبر به القرآن الكريم في قصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى في المنام أنه يذبح ابنه، وقد كافأه الله تعالى حين صدق الرؤيا وأراد التنفيذ، وأسلم ابنه للذبح فناداه سبحانه وتعالى:« أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم» [الصافات 104. 107]
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم «ضحى بكبشين أملحين.» رواه البخاري. وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الأضحية:« (هي سنة ومعروف)، ويدل على عدم وجوبها أنه نقل عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تركها في بعض الأوقات، خوف اعتقاد الناس وجوبها.
وإننا لنعجب من بعض الناس في زماننا ينفقون أموالا ليست بالقليلة في أمور ربما تكون تافهة ويسرفون في كثير من النفقات ويبخلون عن أداء الواجبات وإحياء السنن وتعظيم شعائر الله تعالى خوفا من الفقر والحاجة، وهذا الذي يريده الشيطان حيث يزين لأوليائه الإنفاق بإسراف في الملذات والشهوات ويخوفهم من الصدقة والنفقة في الخير، قال تعالى: « الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم» البقرة 268.
هل يجوز ترك الأضحية لغير عذر شرعي؟
يجب أن نعلم أن الأضحية سنة مؤكدة وقال بعض العلماء بوجوبها، ولهذا لا ينبغي للقادر عليها أن يتركها.
فقد روى أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :«من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا» .و القادر على الأضحية، المستطيع لها، ثم يتركها ويرغب عنها بحجج واهية، إنما يكون قد استزله الشيطان وغواه ووقع في حباله ، وألهاه عن إحياء شعيرة من شعائر الله التي أمرنا بتعظيمها، وعن سنة أبينا إبراهيم عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه و سلم، وفي أمثاله قال تعالى:« الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم» [البقرة 268].
فضل الأضحية وثوابها
الأضحية عبادة جليلة وشعيرة عظيمة شرعها الله في كتابه العزيز فقال: (فصل لربك وانحر) [الكوثر2]، فهي أفضل من العتق وعظيم الصدقة، لأن إقامة السنن أفضل عند الله تعالى من التطوع بالمندوبات.
قال تعالى:( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج 32. وقال: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير) [الحج 36]. وفي الحديث: «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان، قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا» رواه الترمذي وابن ماجه.
وذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها، لأن الأضحية سنة مؤكدة والصدقة منذوبة، وفعل السنة أفضل من المندوب. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي في كل سنة ويأمر بذلك، ولو كان التصدق بثمنها أفضل لبادر إلى ذلك، وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون وهم أحرص الناس على الخير والفضل والأجر .
وزارة الشــــؤون الدينيــــة تشــرع في نشــــر فتاوى حول شعيرة الأضحية
شرعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في نشر فتاوى يومية عبر صفحتها الرسمية في منصة الفيسبوك، من خلال مسائل وتساؤلات بإجابات قصيرة تجيب عن مختلف تساؤلات المواطنين حول شعيرة عيد الأضحى قبيل حوالي أسبوعين من القيام بهذه الشعيرة، وهي مبادرة جيدة؛ لعدة عوامل أبرزها سهولة وصول المواطنين من مختلف الشرائح إليها، وثانيا إجاباتها القصيرة المقتضبة غير المخلة التي تنصب مباشرة على مضمون السؤال دون كثرة شرح أو تفصيل، وثالثا المحافظة على المرجعية المذهبية للجزائريين حتى توضع أمامهم مثل هكذا إجابات سريعة مركزة شاملة تحول دون بحثهم عن مرجعيات أخرى في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مختلف الاتصالات ووسائل الإعلام، ما قد يشوش أذهانهم حيال شعيرة مهمة من شعائر الإسلام، وتعد هذه الفتاوى مكملة لفتاوى أئمة مختلف المساجد الذين يحترمون المرجعية المذهبية ويحافظون عليها هم أيضا.
ع/خ
تكسير هاجس الخوف أول بوابة نحو الانتصار وهو ما قام به الثوار الجزائريون
يقول الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14)[ التوبة]
إن مسألة الخوف كغريزة فطرية في الكائن الحي سواء كان إنسانا أو حيوانا،؛ هي وسيلة من وسائل حماية الجسم والعقل، والدفاع عن النفس؛ ويعرفه البعض بأنّه « شعور أو رد فعل عاطفيّ يصيب الإنسان عندَ تعّرضه لشيء أو موقف يُشعره بالخطر، وقد يكون الخوف شيئاً صحيّاً فيبقيه آمناً، وذلكَ عندما يُحذّر الشخص من شيء يشكّل خطراً حقيقيّاً عليه، وقد يكون الخوف غير ضروريّ، فيصبح الإنسان بسببه أكثـر حذراً ممّا يجب، وبالتالي سيتجنّب ما يخيفه ويتعزّز شعور الخوف أكثـر لديه، ومن أكثـر مخاوف النّاس غير الضروريّة شيوعاً التحدث أمام الآخرين»
فالخوف إذن له جانبان إيجابي وسلبي، وقتل السلبي هو الذي حاول العلماء والمثقفون والأدباء والشعراء والمربون إعدامه في نفوس وعواطف الجزائريين منذ تمكن الاستدمار الفرنسي من الجزائر في 4 محرم 1246 هـ/ 5 جويلية 1830 م، فالخوف هو أكبر عامل في إذلال الإنسان لأخيه الإنسان، وفي سيطرة أمة على أمة، خاصة الخوف من الهلاك أو الموت. رغم معرفة كل إنسان بأنه ميت لا محالة ؟!، ومع ذلك فإن جاذبية الدنيا أو الحياة تغطي عليه هذه الحقيقة فيخضع ويذل و يستدمر من نفسه بهذا العامل، وقد أوقد وعي الحركة الوطنية، والإصلاحية في الجزائر في النصف الأول من العشرين شعلة التحدي والتضحية، وتجسد ذلك في مجزرة 8 ماي 1945 م/ ( 1364 هـ )، وما عقب ذلك خاصة عند اكتشاف المنظمة الخاصة ( LOS)، والتنكيل برجالها وتشريدهم، واستفاد قادة المنطقة (الولاية) الثانية آنذاك وعلى رأسهم زيغود يوسف من مظاهرة شهر رمضان 1375 هـ/ ماي 1955 م. غير أن أكبر عملية من عمليات الثورة للقضاء على عامل الخوف في مرحلة انطلاقها هي هجومات 1 محرم 1375 هـ/ 20 أوت 1955 م، التي تمت في وضح النهار (يوم السبت منتصف النهار، وفي يوم عيد القدسين المسيحي، وأول محرم تاريخ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم!) حيث أُشرك الشعب بجميع فئاته بأسلحة بسيطة جدا في الهجوم على المؤسسات الاستدمارية لاسيما العسكرة وشبه العسكرية والخدماتية، وعلى عصب الاقتصاد (للمدمرين الكولون) كالمزارع، والوحدات الصناعية، ومما تذكره المصادر الحية أن رجلا بسيطا في عين عبيد أو ناحية الخروب هجم على دبابة بشاقور، وهذا الرجل لا شك أنه يعرف ماذا يساوي بالنسبة للدبابة؟ ومع ذلك فقد هجم! فما الذي حدث؟
إنه انقلاب فقد قتل الشعب الجزائر في أغلبه الخوف، ولذلك اعتبر المجاهد علي كافي وأحد قادة الولاية الثانية في مذكراته ( دار القصبة للنشر، 1432هـ/ 2011 م، ص، 110) يوم 1 محرم 1375 هـ/ 20 أوت 1955 م يوم الاستقلال الحقيقي على المستوى النفسي « البسيكولوجي»، وما جاء بعده يعد تعنتا للعدو الاستدماري وإمعانا في القتل والتدمير ومحاولة لإيقاف ركب التاريخ الذي انطلق في أول نوفمبر 1954 م ( 1364 هـ) ، ويضيف علي كافي مستنتجا ومعقبا على هذا الحدث العظيم والمنعرج الحاسم في مسار الثورة قائلا:«فثورة متقوقعة، ثورة بدون شهداء وضحايا وخسائر هي لعبة أطفال وهم وسراب، ثورة لا تواصل مسيرتها ولا تحقق أهدافها هي مجرد أضغاث أحلام».
محافظة القدس تحذر من دعوات “منظمات الهيكل”
عشرات آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
أدى أمس عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، رغم التضييقات الإسرائيلية المشددة على الوافدين.
واستنادا للمركز الفلسطيني للإعلام فقد أفادت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال ضيَّقت على المصلين خلال توافدهم لصلاة الجمعة، ودققت في هوياتهم، بينما منعت آخرين من الدخول وتصاعدت الدعوات لزيادة الرباط وحماية المسجد الأقصى من المخاطر المتزايدة بحقه، في ظل تضييقات قوات الاحتلال على المصلين والفلسطينيين وتسهيلاتها لاقتحامات المستوطنين
وحذرت محافظة القدس من دعوات “منظمات الهيكل” الإسرائيلية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى يوم الاثنين المقبل، في ذكرى احتلال القدس قبل 58 عاما.