السبت 23 أوت 2025 الموافق لـ 28 صفر 1447
Accueil Top Pub

الجزائريون ساروا وفق سنة الله تعالى: التضحيات الجسام ضرورية للنصر والتمكين

لقد اقتضت سنة الله تعالى في خلقه أن النصر والتمكين لا يتم إلا بعد تقديم تضحيات تتناسب والغاية المنشودة؛ تضحيات يخضع بموجبها الإنسان إلى اختبار حقيقي ينصر في ضوئه ويثاب أو ينكسر ويعاقب، فالركون إلى الدعة والهوان وترك التضحية بالنفس والمال مآله الخسران في الدنيا والآخرة، والأمم الحية سلكت طريق التضحية فتحقق لها النصر والتمكين كما فعل أبناء الجزائر في الثامن ماي 1945م وهي التضحيات الجسام التي مهدت لتضحيات أكثر جسامة خلال سنوات الثورة التحريرية حيث كانت في مستوى النصر الذي أرادوه.

وقد تربى الجيل الذي رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ الأيام الأولى للبعثة وما تلاها منذ زمن الهجرة على هذه السنة الاجتماعية من خلال آيات القرآن الكريم التي تكشف لهم ذلك ومن خلال القصص القرآني الذي عرض عليهم تجارب من سبقهم من الأمم الذين لم ينصروا ولم يمكنوا إلا بعد أن قدموا تضحيات في مستوى التمكين الذي حظوا به؛ فمن الآيات التي تبين ذلك قول الله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ. آل عمران: 142]، وفي إشارته إلى تجارب من سبق وإسقاطها على المسلمين قال الله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖمَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول َالرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّه أَلَاإِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ البقرة: 214]،وفي القرآن قصص كثيرة لنماذج التضحيات، ومنها تضحيات أصحاب الأخدود الذين قال الله تعالى عنهم: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ* إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ *وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ البروج: 1 –7]،وغيرها من الأمم التي ضحت وثبتت وصبرت في سبيل الله تعالى.
والتضحية التي تطلب من المؤمنين هي تضحية شاملة بالنفس والمال وبكل ما يملك الإنسان حيث ينبغي أن يبدي استعداده للتضحية به وتركه؛ لذلك قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [الصف: 10 – 13]، وقال تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ  التوبة: 24]
فالتضحية سنة ماضية على طريق النصر يختبر بها السائرون في طريقها فيتميز الخبيث من الطيب؛ فقال الله تعالى: مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حتى يبين الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وماكان اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ . آل عمران179]
فتضحيات الجزائريين لم تذهب سدى والدماء التي سالت لم تذهب هدرا، بل آتت أكلها وثمارها ولو بعد حين، فقد أثبت الجزائريون من خلال تضحياتهم العظيمة خلال فترات المقاومات الشعبية وأحداث الثامن ماي ومعركة الثورة التحريرية وصمود وتضحيات الشعب مع مجاهديه أنه أهل لتحقيق النصر؛ فجاءه النصر من حيث لم يحتسب.و الكثيرون الذين ظنوا أن الاستعمار قد ثبت أقدامه في هذه الأرض إلى الأبد، فعادت الجزائر منتصرة واستعادت هويتها ومكنت لأبنائها في هذه الأرض الطيبة أرض الشهداء المحروسة بإذن الله تعالى، وتبقى تضحيات الأجداد راسخة خالدة في ذاكرة الأحفاد جيلا بعد جيل.
ع/خلفة

السرية سنة نبوية أنجحت الدعوة الإسلامية والثورة التحريرية

إن السر الذي هو أحد عوامل نجاح أي عمل. كان العامل الرئيس في نجاح الدعوة الإسلامية، والتي قسمت إلى مرحلتين، واصطلح على مرحلتها الأولى المكية بالمرحلة السرية، حتى جاء أمره تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الحجر، 94)، وبهذا سن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة فعلية تجلى في منهج السرية في العمل الإسلامي عموما، والجهادي خصوصا وقال صلى الله عليه وسلم:) اسْتَعِيُنوا على قضاءِ حوائجكم بالكتمانِ، فإنَّ كل ذي نعمةٍ محسودٌ)[رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عدي في الكامل، والعقيلي في الضعفاء]، ولفظه: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»؛ وهو والحديث يروى بصيغ وطرق أخرى)؛
واقتداء بما سنه الأولون، وتأصيلا للعمل الثوري التحرري كان عامل الركيزة الأولى المعتمدة في إنجاح الثورة بداية من انطلاقها؛ فالمجموعة التي فجرت ثورة الجزائر في 5 ربيع الأول 1374 هـ/1 نوفمبر 1954م كان عددها اثنين وعشرين (22) مناضلا؛ ثم تم تضييق هذه المجموعة إلى تسعة (9) فستة (6)، وإذا كان الهدف تنظيمي، فإن المغزى العميق الحفاظ على سرية الانطلاق في دائرة ضيقة، ومفاجأة العدو الاستدماري، والشعب الجزائري بهذا الانطلاق، ووضع الثورة على السكة دون أن يترك فرصة للعدو بآلياته المتنوعة والمتعددة، إطفاء شعلة الثورة وإخماد نيرانها في المهد؛ وقد أخذ المفجرون لها في الاعتبار ما حدث للمقاومات الشعبية والثورات على مدى مائة وأربعين وعشرين سنة خلت من الاستدمار يوم ذاك؟ لاسيما ما حدث للمنظمة الخاصة LOS عند اكتشاف أمرها سنة 1369هـ/1950م (المنظمة الخاصة، وهي منظمة شبه عسكرية تابعة لـحزب الشعب الجزائري -حركة انتصار الحريات الديمقراطية تأسست في فبراير 1947، وعرفت ثلاثة قيادات أركان).
والسرية في هذا السياق عملية إخفاء المعلومات عن العدو، وبعض الأفراد والمجموعات التي ليست بحاجة إلى معرفتها، وتستغلها إن عرفتها لمصالحها، ضد الثورة، وربما في أثناء مشاركتها مع أفراد آخرين، وتسمى المعلومات المخبية بالسر، ومن المعلوم أن مكونات وعي الإنسان تنقسم إلى قسمين: قسم متبادل فيه أي الفرد مع محيطه؛ وقسم يحتفظ به لنفسه، فالسر إذن درع واق يحمي الإنسان به نفسه، أو مصالحه من الآخرين، والحماية هي من مستلزمات الحياة، وشروط البقاء، ويمتد السر من أعماق نفس الطفل إلى الدول والمجتمعات، والتنظيمات بمختلف أنواعها خاصة العسكرية. قد يكون كتمان السر مرهقا ومكلفا، ولكنه أقل تكلفة من إفشائه؟ لذا يبدو السر هيكلا خاصا تحميه الأعراف والأخلاق والقوانين، وتبدو السرية واضحة في معظم العمليات العسكرية ضد العدو الاستدماري الفرنسي بداية من عمليات ليلة أول نوفمبر فساعة الانطلاق لم يعلم بها أحد رغم أن الشعب والمناضلين كانوا مُهئين لها، ومثلها عملية هجوم 1 محرم 1375هـ/ 20 أوت 1955 م، حيث لم يعلم بموعدها إلا ساعات قبل تنفيذها؛ وعملية الهجوم على قاعدة منجم حمام النبائل في البرنوس ليلة المولد النبوي الشريف 12 ربيع الأول 1374 هـ/7 نوفمبر 1954 م بولاية قالمة اليوم، حيث فاجأ قائدها مختار باجي بفوجه القائمين بالقاعدة، حيث كان بها أسلحة وذخائر أمكن له غنمها، واستخدمها فوج باجي في عمليات نسف جسر عين سنور، والهجوم على محطة القطار في عين النفرة بالمشروحة، ونسف السكة الحديدية وهو أول نجاح للثورة بالمنطقة؛ وجاءت عملية العصفور الأزرق في القبائل الكبرى سنتي 1375 و1376 هـ/ 1954 و1955 م في هذا السياق.
وكان انعقاد مؤتمر الصومام قد حضر له في كنف السرية التامة رغم مخابرات العدو الاستدماري وتقنياته المتطورة، ونجاح هذه العمليات وغيرها تم باعتماد السر كعنصر للمفاجأة، وفي إشراك الشعب، والتموين من العدو، وسأعود إلى عمليتي مختار باجي، والعصفور الأزرق فيما بعد، ومما سجل خلال الثورة حول كتمان السر أنه بعد استشهاد مراد ديدوش في جانفي 1375 هـ/1955م حدث فراغ كبير لاسيما في الاتصالات بين المناطق (الولايات)، والقيادة العليا؟ ولم يخطر أي جندي، ولا مناضل، ولا شعبي بذلك، ولم يشعر أحد بالعزلة، بل سارت الأمور سيرا طبيعيا، وقد وعى الشعب أيضا الدروس المستخلصة من نكباته السابقة، فتمسك بمبدأ كتمان السر في كل الأحوال، وحتى تحت التعذيب المميت بشتى الوسائل والطرق، وكان شعاره:» أحفظ الميم تحفظك، أي ما شفت. ما رأيت. ماكانش. ماعدَّاش. ما نعرفش.
للموضوع مراجع

دعوة إلى تحقيق ونشر وعمل كشاف ببليوغرافي حول جهود الجزائريين في خدمة الموطأ
دعا باحثون وخبراء وأخصائيون إلى العمل على دفع الطلبة والباحثين إلى جمع وتحقيق ونشر النسخ الكثيرة المتناثرة للموطأ في الخزائن والمكتبات العامة والخاصة عبر كامل ربوع الجزائر،وتشكيل لجنة علمية متخصصة تعمل على تحقيق موطأ الإمام مالك بكفاءات جزائرية، إضافة إلى عمل كشاف ببليوغرافي في الجهود الخاصة بالجزائريين في خدمة الموطأ وأيضا عمل جرد شامل للنسخ الخطية للموطأ بالخزائن والمكتبات الجزائرية العامة والخاصة، كما دعا الأساتذة إلى العمل على إخراج جهود الجزائريين المتعلقة بخدمة الموطأ،لما يحظى به موطأ الإمام مالك من مكانة مركزية في المذهب المالكي الذي يشكل مرجعية مذهبية للجزائر ومصادره الأساسية.
وفي توصيات توجت يومين من أشغال الملتقى الوطني الموسوم بـ«عناية الجزائريين بموطأ الإمام مالك»، الذي نظمته كلية أصول الدين ممثلة في مخبر الدراسات القرآنية والسنة النبوية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وسط مشاركة أكاديمية واسعة وبحضور باحثين من مختلف جامعات الوطن؛دعا المشاركون إلى العمل على إبراز جهود الجزائريين-وهي كثيرة جدا -قديما وحديثا المتعلقة بخدمة الموطأ،كما دعت لجنة التوصيات إلى ضرورة الاعتناء بالجهود الشفوية حول الموطأ، وتفعيل مجالس إسماع الموطأ في المساجد والزوايا والمراكز العلمية.
وبغرض تحفيز جهود الباحثين لخدمة موطأ الإمام مالك والاعتناء به دعا المشاركون إلى تأسيس جائزة وطنية لحفظ موطأ الإمام مالك واستحداث مقاييس خاصة به في المقررات الدراسية بالكليات والأقسام في جميع التخصصات والمستويات مع التركيز على توظيف الذكاء الاصطناعي والرقمنة في خدمة الموطأ، وكذلك طباعة مدخلات ومخرجات هذا الملتقى.

غرامة بمائة ألف ريال لكل من يحج دون ترخيص
مساجد الجزائر تشرع في اختتام الدورات التكوينية للحجاج
شرعت مختلف مساجد الجزائر بالتعاون مع مديريات الشؤون الدينية والأوقاف في فعاليات اختتام الدورات التكوينية المخصصة للمتوجهين إلى أداء فريضة الحج لهذا الموسم؛ التي باشرتها بعد شهر رمضان؛ حيث قدمت فيها دروسا فقهية وتوجيهات تربوية وإرشادات صحية ومدنية من شأنها أن تساعد الحجيج في أداء حجهم بطريقة صحيحة آمنة؛ في انتظار انطلاق أولى الدفعات الجزائرية نحو البقاع المقدسة هذا الأسبوع.
بالتوازي مع ذلك أعلنت السعودية، أمس الأول الخميس، تسليط غرامة مالية كبيرة بحق كل من يحاول أداء الحج دون تصريح.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أكدت وزارة الداخلية السعودية تطبيق غرامة مالية تصل إلى 100ألف ريال
(688,30 23 أورو) بحق كل من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما بداية من اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ14 من شهر ذي الحجة.
ويأتي هذا الإجراء في محاولة للتحكم في تنظيم الحج عبر مختلف مراحله ومساراته وفق العدد الذي حدد للحجيج مسبقا.
ع/خ

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com