الثلاثاء 6 ماي 2025 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

انفجرت مياهه بقوة بعد غياب سنوات: شلالات يوكوس حيث يمتزج جمال الطبيعة و منبع الماء الصافي

يشهد منبع يوكوس المعدني ببلدية الحمامات ولاية تبسة، حركة سياحية كبيرة هذه الأيام بعد التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة، تقصده العائلات التي تجد متعة بصعود الجبل حتى مكان خروج المياه، وبداية الشلال الذي انفجرت مياهه بقوة بعد غياب لعدة سنوات.

يتفاجأ الزائر الذي يحتفظ بالصورة القديمة لمنبع يوكوس الخالية من وجود الشلال، بروعة منظر الجبل الذي يعلو دوار يوكوس القديمة، بعد انفجار المياه من وسطه، محدثة هديرا يسمع من بعيد، ورغم صعوبة الوصول إلى هذا المكان إلا أن العائلات، تجد متعة كبيرة في التوجه إلى المنبع للتنزه والتقاط صور تذكارية بجانب المياه المتدفقة، التي تنساب رقراقة فوق أرضية إسمنتية مستطيلة الشكل، تسمح بوقوف الأفراد عليها دون وجود خطر، ولعل ما زاد الموقع جمالا وسحرا، أن أماكن أخرى بالجبل انفجرت منها المياه بغزارة أكبر، فاستمرار تدفق مياه الشلال له علاقة بمستوى المياه الباطنية، فكلما صعد هذا المستوى، بفعل التساقط كلما زادت قوة مياه الشلال، الذي يجف تماما ويصبح مجرد منابع مبعثرة في أسفل الجبل، بعد توقف الأمطار لمدة طويلة.
المنبع القديم يغذي الباستين بمياهه العذبة
المنبع القديم المعروف في شكل حنفية عمومية، الذي يتزود منه السكان والزوار بالمياه المعدنية وبالكميات التي يريدون، تبقى مياهه غزيرة وباستمرار إلى درجة أن كل البساتين الموجودة على امتداد الوادي وعلى جانبيه تسقى من مياهه، إضافة إلى أن منبع يوكوس يزود كذلك مصنعين لتسويق المياه المعدنية، و قد شاهدنا كذلك وجود شاحنات محملة بصهاريج بأحجام مختلفة، تتزود بمياه المنبع موجهة للبيع في مختلف الأماكن داخل وخارج الولاية، أين يكثر الطلب عليها للشرب، نظرا لجودتها وأهميتها في شفاء الكثير من الأمراض، كأمراض الكلى، والأمراض الجلدية، وبلدية الحمامات بشكل عام هي الحقل الذي تتزود من آباره عاصمة الولاية تبسة.
تهيئة الموقع تمنح المكان منظرا مميزا
لاشك أن زوار منبع يوكوس يلاحظون أن السلطات المحلية بذلت جهودا معتبرة لتحسين محيط المنبع، مثل تعبيد الطريق المؤدي إليه من مدينة الحمامات على مسافة 5،3 كلم، وإنجاز موقف للسيارات وتهيئة الأرصفة والجدران المحيطة، مما أعطى منظرا محترما للمكان، وكشف أحد سكان الجهة للنصر، أن عدد السيارات التي يزور أصحابها منبع يوكوس يقدر بالمئات، و تزداد الحركة أكثر في الفترة المسائية و أيام العطل، ولا سيما فصلي الربيع و الصيف، ولا تكاد سيارة تخلو من وجود أوان، لأخذ مياهه المعدنية، كما لا يقتصر الأمر على سكان ولاية تبسة فقط، حيث يسجل قدوم سيارات من عدة ولايات، خاصة المجاورة، وحتى القادمين من ولايات أخرى بعيدة، وهم في طريقهم إلى تونس أو العودة منها، حيث يمرون بمنبع يوكوس المعدني للتزود بمياهه العذبة، مما يؤكد شعبية هذا المكان في السياحة الشعبية.
كهف بوعكوس.. أسرار مثيرة
تضمّ يوكوس، بالإضافة إلى المنابع المائية، مجموعة من المغارات المثيرة التي تعتبر جزءا من المسار السياحي الطبيعي في المنطقة، حيث تتميّز هذه المغارات بتشكيلاتها الجيولوجية الفريدة والتي تروق لعشّاق علم الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي، فهذا الموقع الساحر، يوجد في قلب القرية القديمة التي يعبرها وادي بوعكوس، حيث اكتشف كهف بوعكوس عام 1882 على يد علماء آثار فرنسيين، حاولوا يائسين تحديد عمقه الذي يبقى غير معروف إلى اليوم، وتضم المغارة بقايا كثيرة لفترة ما قبل التاريخ، على غرار صوانات مصقولة ومواد فخارية، كما أنّ جدران أحد الملاجئ تحوي نقوشا صخرية تصوّر حيوانات مفترسة مثل الأسود والنمور، فضلا عن الغزلان وغيرها، وهو ما يشهد على أنّ المنطقة كانت تعيش بها حيوانات،
وللإشارة فقد قام فريق علمي استكشافي متكون من عدة مكتشفين و من عدة ولايات من الوطن، من بجاية، سكيكدة، أم البواقي، تبسة قبل سنوات برحلة استكشافية كبيرة لغار يوكوس ببلدية الحمامات، سمحت لهذا الفريق بالتوغل أزيد من 150 متر من عمق المغارة، التي تبقى مجهولة لدى أغلب سكان ولاية تبسة، و القليل من الذين يعرفونها لا تزيد معرفتهم لها عن بوابتها الخارجية، ونشير فقط إلى أنه لحد الساعة تبقى عدة أجزاء من هذه المغارة غير مكتشفة، و لم تطأها قدم إنسان من قبل، لصعوبة تضاريسها الداخلية ونقص الأكسجين بها، وكذا قلة المعدات المستعملة في عمليات الاستكشاف، وتحتاج لاهتمام كبير من طرف الجهات المختصة.
قطب سياحي بامتياز
وكشفت مديرية السياحة والصناعات التقليدية بتبسة، عن دراسة تهيئة القرية القديمة يوكوس منتهية بنسبة 100 بالمائة، في انتظار رفع التجميد عن عملية الإنجاز التي رصد لها مبلغ مالي معتبر، أين ستقوم من خلاله بإعادة الاعتبار لتلك المنطقة وجعلها متنفّسا للعائلات التبسية، واعتبرت القرية القديمة يوكوس ضمن المسار الطبيعي السياحي للولاية، وهي مقصد للزوار من كل البلديات، حيث تجسّد فيها السياحة الجبلية، كما توجد بالقرية منطقة أثرية ضمن هذا المسار بحسب الخريطة السياحية المتواجدة لدى القطاع، وفور رفع التجميد ستشرع مديرية السياحة والصناعات التقليدية بتجسيد المشروع واستكمال الإجراءات مباشرة، على غرار مشروع «مخيّمات صفصاف الوسرى»، والتي ستضفي حركية بتلك المنطقة لما للمشروع من أثر إيجابي وحيوي وجعله متنفّسا للعائلات والشباب، وستعرف المنطقة تزويدها بجميع المرافق التي تهم السائح والزائر بمنطقة يوكوس القديمة، حيث من المبرمج استحداث نقاط استراحة وفضاءات ألعاب ومطاعم وكلّ المرافق الضرورية لتلبية حاجيات السائح المحلي والسائح الأجنبي، وكذا ترميم وجهات المنازل وتهيئة الطريق المؤدّية إلى القرية القديمة،
وتأتي عملية إعادة الاعتبار لمنطقة يوكوس القديمة، تنفيذا لمطلب سكان المنطقة وكلّ سكان الولاية، وهو أيضا تجسيد لرؤية القطاع على اعتبار أنّها منطقة سياحية بامتياز، حيث تعرف توافد مئات العائلات خاصة خلال فصلي الربيع والصيف، لتكون مقصدا سياحيا من أجل الاستمتاع بمناظر الطبيعة وبالهواء النقي والمياه العذبة التي تشتهر بها. عبد العزيز نصيب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com