الاثنين 17 جوان 2024 الموافق لـ 10 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

مناورة افتراضية بغابات ماونة استعدادا لموسم الحرائق بقالمة: حشـــــد كبيــــــر للإمكانــــــات المحليـــــــــة والجهـــويـــــــة


نظمت ولاية قالمة مناورة افتراضية يوم الخميس، بغابات جبل ماونة لمحاكاة حريق كبير بالوسط الغابي والمشاتي المأهولة، استعدادا لموسم الصيف عندما تندلع الحرائق بالأقاليم الغابية والأحراش والمحاصيل الزراعية.
وقد شاركت كل القطاعات المعنية بمخطط الطوارئ، في المناورة الواسعة التي غطت مساحة أكثر من 3 آلاف هكتار من الغابات والمسالك والمشاتي المأهولة ومواقع القيادة والتحكم والإمداد، وبؤر الحرائق التي تم إشعالها لتنفيذ المناورة التي كانت اختبارا حقيقيا للقدرات المحلية المشكّلة لمخطط تنظيم الإسعافات والتدخلات «أورساك» المكون من نحو 14 مقياسا حسب التنظيم الجزائري الساري المفعول. ويتم تفعيل المخطط بقرار من والي الولاية بعد تقييم للوضع الناجم عن كارثة كبرى تستدعي تجنيدا عاما لكل القدرات المادية والبشرية.
الإبلاغ المبكر.. خطوة هامة للانتصار على الحريق
وبدأت المناورة التي تابعتها النصر، في حدود التاسعة والنصف صباحا بالإبلاغ عن حريق غابي بمنطقة عين السانية المحاذية لجبل ماونة جنوبي بلدية بن جراح. عند وصول فرق الدرك الوطني والغابات و الحماية المدنية إلى الموقع كان الحريق يتطور ويتوسع باستمرار تحت تأثر حرارة بلغت 44 درجة و رياح قوية بلغت سرعتها 80 كلم في الساعة في هذا اليوم حسب البيان الافتراضي لهيئة الأرصاد الجوية، التي حذرت من موجة حر و رياح قوية، وهو ما دفع السلطات الولائية لإعلان حالة التأهب القصوى لمواجهة الحرائق المتوقعة.
كانت نداءات النجدة وطلب الإمدادات تصل تباعا إلى محافظة الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني و والي الولاية، بعد أن خرج الحريق عن السيطرة واكتسح غابات الفلين والأحراش والمشاتي المأهولة بمنطقة عين السانية، وتقرر إعلان مخطط تنظيم التدخلات والإسعافات «أورساك» واستدعاء كل المقاييس المعنية، وهي التشكيل الأمني المشترك المكون من الجيش الشعبي الوطني والدرك الوطني والأمن الوطني، وقطاع الحماية المدنية ومحافظة الغابات ومديريات النقل، والموارد المائية، والاتصالات والصحة والسكن والحماية الاجتماعية والأشغال العمومية والطاقة والإدارة المحلية والتجارة، وغيرها من الهيئات ذات الصلة بالكوارث الطبيعية والصناعية كالحرائق والزلازل والفيضانات والأوبئة والكوارث البيولوجية.
رجال الحماية المدنية والغابات.. استعداد دائم للأخطار الكبرى
في وقت وجيز كانت كل القطاعات متواجدة بموقع الحريق ومركز القيادة والإمداد اللوجيستيكي بقيادة والي الولاية حورية عقون ومساعديها من القيادات الأمنية ومدراء القطاعات المتدخلة. ونصبت الخيام على مساحة واسعة وسط غابات ماونة، وأقيمت مراكز الإمداد بالطاقة والمؤن والمياه لدعم فرق التدخل، واستقبال السكان الذين طلب منهم إخلاء مساكنهم بينهم جرحى ومصدومون، في حين تولت الفرق الميدانية مهمة تأمين المساكن وقطعان المواشي بالوقوف على خط النار المستعرة التي ستشتد وتتوسع محدثة دمارا كبيرا.
وبعد تقييم الوضع تبين بأن الإمكانات المحلية لم تعد مجدية وقررت والي الولاية طلب الدعم من الولايات المجاورة وفرق الإخماد الجوية المرابطة بمهبط المروحيات الواقعة ببلدية عين بن بيضاء على تخوم جبال بني صالح.
الاتصال والتنسيق المحكم.. الحلقة الأقوى في مواجهة الكوارث
ومع مرور الوقت بدأت الأرتال المتحركة تصل تباعا إلى غابات وأحراش ماونة حيث لا شيء إلا النار والدخان، و رجال مستميتون على جبهات القتال، لحماية الأرواح والممتلكات وإنقاذ الحياة البرية التي تتعرض كل صيف لدمار كبير بولاية قالمة بسبب الحرائق المستمرة.
وعندما كانت فرق الإطفاء تخوض معركة مضنية على الأرض المشتعلة كانت حوامات الدرك الوطني تجوب سماء المنطقة لتقييم الوضع، و رصد التحركات المشبوهة للمخربين، حيث أبلغت إحدى المروحيات عن شخص مشتبه به كان يحاول الخروج من المنطقة لكنه وقع في كمين للدرك الوطني واقتيد للتحقيق. وفي حدود منتصف النهار تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الوضع وإخماد آخر بؤرة مشتعلة، وأعلنت قيادة مخطط الطوارئ نهاية عملية الإخماد.
وقد تم تركيب معدات اتصال على نطاق واسع لتغطية المناورة ونقلها مباشرة ومن مختلف المواقع عن طريق كاميرات المراقبة إلى مركز القيادة حيث تتواجد السلطات الولائية المدنية والعسكرية، حيث يعتبر نظام المراقبة داخل الغابات مهما لرصد الحرائق وتحركات المخربين.
مجتمع مدني جاهز للنداء في كل الظروف
وكانت قوى ما يمكن تسميته بالدفاع المدني، حاضرة بقوة في المناورة، بينها الهلال الأحمر الجزائري، الكشافة الإسلامية جمعيات المسعفين وجمعيات حماية البيئة والرعاية الإنسانية، حيث تعد سندا لكل القطاعات وفي كل الظروف، وسبق لها أن قامت بدور فعال وبطولي في مواجهة جائحة كورونا والفيضانات وحرائق الغابات وتنظيم التظاهرات والمواعيد الكبرى.

* والي قالمة حورية عقون
الدولة وفرت كل الإمكانات للحد من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية
و زارت والي الولاية، حورية عقون، ومساعدوها مراكز العلاج والمساعدة الإنسانية والإمداد، وتحدثت إلى الفرق المشاركة مؤكدة على اليقظة والاستعداد الدائم لحريق حقيقي قد يباغت الجميع ويندلع في الليل والنهار، وقالت بأن الدولة الجزائرية قد سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية لمواجهة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية.
وأضافت المسؤولة بأن ولاية قالمة تدعمت بمهبط لطائرات الإطفاء وعتاد ضخم ومشاريع هامة لإنجاز الخنادق المضادة للحرائق، إلى جانب حملات للتوعية وتدريب سكان المناطق الجبلية والمزارعين على اتخاذ كل التدابير الوقائية للحد من الحرائق التي تكلف خسائر مادية وبشرية و بيئية وصحية كبيرة كل صيف.
وقد تعرضت ولاية قالمة لحرائق مدمرة للممتلكات والحياة البرية في السنوات الأخيرة، وتعد محمية بني صالح، موطن التنوع البيولوجي والإيكولوجي الأكثر تضررا، حيث فقدت مساحات واسعة من غطائها النباتي وثروتها الحيوانية المتنوعة، بينها الأيل البربري أجمل حيوان في شمال إفريقيا.
وفي كل مرة تجد الفرق المحلية للإخماد البري صعوبات كبيرة في مواجهة الحرائق عندما تخرج عن السيطرة بسبب الجغرافيا والعوامل المناخية كالحرارة والرياح، مما دفع بالسلطات الولائية إلى طلب المزيد من وسائل الإخماد، فكان الرتل المتحرك ومزيد من العتاد ومشاريع الخنادق المضادة للحرائق ونقاط المراقبة، وكان آخر مشروع مهبط لمروحيات الإخماد قرب غابات بني صالح.
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com