انطلقت مديرية الري لولاية عنابة، في إنجاز القناة الجديدة لتصريف مياه الصرف الصحي نحو محطة التصفية لعلاليق في بلدية البوني، حيث يجري حاليا إنجاز جسر داعم للقناة، و وضع أعمدة من الخرسانة المسلحة على مستوى وادي بوجمعة لتمرير مسار القناة فوق الوادي.
ويدخل هذا المشروع، حسب مديرية الري، ضمن برنامج الوزارة، لضبط وتفعيل نشاط محطة تصفية ومعالجة المياه القذرة الوحيدة بالولاية، للرفع من قدراتها الإنتاجية، وتحويل المياه التي كانت تطرح في البحر، لاستغلالها في المجال الصناعي و الفلاحي، مع وجود أشغال، لربطها بمركب الحجار للحديد والصلب، لضمان تزويده بالمياه، بدلا من استغلال المياه الصالحة للشرب القادمة من سد الشافية.
ويرتقب شروع محطة تصفية المياه القذرة، في تزويد مركب الحجار للحديد والصلب، بنحو 30 ألف متر مكعب من المياه، مع إمكانية مضاعفة حجم التزود في حالة توسع المركب، على المدى المتوسط أو البعيد، وهي الحصة التي توفر كامل احتياجات المركب من المياه.
ويستهلك سيدار الحجار يوميا 24 ألف متر مكعب من المياه، يضاف إليها مخزون الحاجز المائي المستخدم كاحتياطي، بمجموع 30 ألف متر مكعب يستطيع استقبالها يوميا، وهو ما يسمح بإخراجه من أزمة الاعتماد على مصدر وحيد، و المرتبط بسد الشافية بولاية الطارف، والذي يسبب انخفاض منسوبه في توقف سلسلة الإنتاج عدة مرات بالمركب الذي ينتظر ربطه بالمحطة عبر القناة الرئيسية قريبا .
وأكدت مديرة الري لولاية عنابة جميلة بريكي، بأن طاقة إنتاج المحطة الرئيسية لمعالجة و تصفية المياه القذرة بمنطقة العلاليق، بلغت حاليا 35 ألف متر مكعب يوميا و ستصل إلى ذروتها بنسبة 100 بالمائة بمعدل 83 ألف متر مكعب يوميا بعد ربط كل من التجمعات السكانية البوني، الحجار و سيدي عمار، حيث تصل نسبة الأشغال إلى 90 بالمائة، و ببلوغ كمية المياه المصفاة 50 ألف متر مكعب يوميا، ستكون كافية لسقي 1000 هكتار من الأراضي الفلاحية، إضافة إلى إمكانية استغلال المياه المصفاة لاستخدامات سقي المساحات الخضراء و غسل الطرقات وكذا لسقي مختلف المساحات المغروسة بالأشجار.
وبحسب إدارة المحطة، فإنها تضم 11 حوضا منها 6 للتصفية تتربع على مساحة تقدر ب 15 هكتارا، أشرف على إنجازها مجمع شركات صينية و فرنسية، كما تم تدعيم المحطة بمعدات حديثة و ذلك لتسهيل عملية معالجة المياه القذرة المجمعة من المصبات في مختلف الأودية العابرة لبلديات عنابة، البوني، الحجار و سيدي عمار، ليتم استغلالها بعد المعالجة و التصفية في قطاع الفلاحة و الصناعة.
هذا وبلغت تكلفة إنجاز محطة التصفية 400 مليار سنتيم، إذ تعد الثالثة على المستوى الوطني بفضل التقنيات العالية التي تم تصميمها وفقها والكفيلة بتنظيم عمليات توزيع كميات المياه الهامة المسترجعة على الفلاحين بعد دراسة و إنجاز المعالجة الثلاثية في المحطة و منشآت و التجهيزات اللازمة لتحويلها لمحيطات السقي. وتستقبل المحطة حسب ذات المصادر، المياه المستعملة من شبكات الصرف الصحي لبلديات عنابة، البوني ، سيدي عمار و كذا الحجار في الأحواض الرئيسية قبل البدء في عملية التصفية لإعادة صبها في مجرى واد سيبوس، فيما يمكن استغلال الطين بعد تجفيفه كسماد لتخصيب الأراضي الزراعية.حيث أنجزت تنفيذا لاتفاقية برشلونة للحفاظ على البيئة، بهدف الحد من تلوث مياه البحر، والحفاظ على الثروة السمكية، ومحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه. في سياق متصل، يرتقب إنجاز محطة رئيسية ثانية، لمعالجة المياه القذرة بمحيط المدينة الجديدة ذراع الريش، حيث تم اختيار أرضية إنجازها لتتوسط التجمعات السكنية الخمسة، التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلديات برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز، وكذا التريعات، وكذا التقليل من نسبة التلوث على مستوى المحمية الطبيعية فزارة المصنفة عالميا ضمن اتفاقية رمسار. كما انطلقت أشغال جمع مصبات المياه القذرة بمختلف التجمعات السكنية داخل المدينة، باتجاه مركز الجمع المتاخم لبحيرة فزارة، حيث يعرف المشروع تقدما في الإنجاز.
حسين دريدح