وجه والي برج بوعريريج، كمال نويصر، أمس، تعليمات صارمة، مشددا على ضرورة بعث المشاريع المتعثرة على مستوى المنطقة الصناعية عبد السلام بلعيد الواقعة بمنطقة الرمايل ببلدية رأس الوادي وتدارك التأخر المسجل على مستوى بعض الوحدات الصناعية، ملوحا باللجوء إلى خيار التطهير وسحب العقار من المستثمرين المتقاعسين في حال عدم الالتزام بالأجال المحددة، مثمنا بالمقابل من ذلك تقدم مشاريع أخرى.
وقال والي الولاية، في تصريح صحفي على هامش زيارته التفقدية لبلديات دائرة رأس الوادي، وعلى مستوى المنطقة الصناعية بالتحديد، أنه يستوجب على المستثمرين مسايرة الإستراتيجية المنتهجة والديناميكية المتسارعة لتنمية الاقتصاد الوطني، في إطار جهود الدولة والولاية لإنعاش مشاريع المناطق الصناعية وبعثها وفقا للأهداف المسطرة، بعدما بقيت أغلب الوحدات ومشاريع التهيئة معطلة لعقود، ناهيك عن بعض الممارسات البيروقراطية على مستوى الإدارة والتي تمت محاربتها، ما يجعل تحجج بعض المستثمرين لتبرير التأخر مجرد اعذار واهية حسب ما أضاف الوالي، ملوحا باللجوء إلى ورقة سحب العقار من المتخاذلين، حيث قال في هذا الصدد(لن نتردد في توظيف الأليات الجديدة لقانون الاستثمار من خلال تطهير العقار الصناعي، حتى نسترجع العقار غير المستغل أو الذي يسجل به تاخر في تجسيد المشاريع،لكي نوفره للوكالة الوطنية للاستثمار، حتى نجلب استثمارات جديدة وجادة).
12 وحدة ومركبات صناعية تدخل الخدمة الثلاثي القادم
وبالمقابل من ذلك أثنى على تقدم بعض المشاريع، على غرار مشروع لاسترجاع ورسكلة الاطاراتوالعجلات المطاطية الذي شهد تقدما رغم مواجهة المستثمر لصعوبات في تهيئة الأرضية الصخرية، فضلا عن تقدم مشروع انجاز الانابيب النحاسية المستعملة في الترصيص .
وأكد، الوالي على أهمية تجسيد مشاريع المركبات الصناعية والوحدات الإنتاجية، واستلامها في أقرب الآجال، مشيرا إلى رصد مبالغ مالية هامة لأشغال التهيئة والربط بمختلف الشبكات، فضلا عن وجود إمكانيات كبيرة غير مستغلة، داعيا إلى ضرورة استقطاب المستثمرين الجادين، مبرزا الجهد المبذول لتوفير بنية تحتية متطورة، كاشفا عن إنشاء أكثر من 12 وحدة صناعية جديدة بمواصفات عالمية والتي يرتقب دخولها حيز الخدمة خلال الثلاثي الأول من العام القادم 2025، في نشاطات ومجالات حيوية، على غرار صناعة مواد التغليف والورق ومواد كيمائية ووحدة لإنتاج الحليب ومشتقاته وأخرى لإنتاج جبن (شيدار)، ومذبح صناعي، ومستودعات للتبريد والتخزين، و وحدة لصناعة المواد الكاشطة الموجهة لمصانع الرخام والسيراميك ووحدة لصناعة الأثاث الفاخر ومركب صناعي لاسترجاع ومعالجة الاطارات والعجلات المطاطية، بالإضافة إلى مشاريع صناعية أخرى.
تعليمات بمراعاة النجاعة الاقتصادية في مشاريع الربط بالكهرباء الفلاحية
وفي سياق متصل بمطلب تسريع الديناميكية الاقتصادية بالولاية، دعا الوالي إلى الأخذ في الحسبان النجاعة الاقتصادية والمردودية المستهدفة، في مشاريع ربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء، معيبا على بعض الفلاحين والغرفة غياب إستراتيجية واضحة، داعيا إلى مرافقة مثل هذه المشاريع بتدعيم البنى القاعدية بالمستثمرات، قصد استغلالها في الري التكميلي، وذلك بهدف توسيع المساحات المسقية، مع تنويع النشاط وعدم حصره في زراعة الحبوب، حيث أشار الوالي إلى امكانية استغلال الأراضي في الزراعة الموسمية للخضر بمختلف أنواعها.
وأبرز الوالي أن أكثر من 750 فلاحاً استفادوا من توصيل الكهرباء الفلاحية، داعيا إلى تضافر جهود جميع المتدخلين في القطاع لدعم هذا المجهود،مشيرا إلى ضرورة تطوير أساليب الري، بالتشجيع على استخدام الري بالتقطير أو الري التكميلي، لافتا إلى التأخر المسجل في هذا المجال.
كما شدد على أهمية الاستثمار في البنى التحتية المرافقة، كالآبار الفلاحية والمجمعات السطحية للمياه،داعيا إلى استغلال المساحات الفلاحية لإنتاج منتجات غير موسمية، كالمنتجات النباتية وتربية الحيوانات، كخطة متكاملة ضمن مخطط واستراتيجة القطاع في أفاق سنة 2025، كاشفاعن تحقيق نتائج مشجعة لمشاريع توصيل الكهرباء، في مجال تربية الدواجن والحيوانات بصفة عامة، ما انعكس بزيادة الانتاج سواء اللحوم بأنواعها الحمراء و البيضاء والدجاج البيوض.
وخلال زيارته لمحطة معالجة المياه المستعملة ببلدية رأس الوادي، أكد على قرب استلامها ودخولها حيز الخدمة، مما سيساهم في توفير مياه الري لمساحات فلاحية هامة، خاصة تلك المستغلة في مجال إنتاج الأعلاف للأبقار، وتوسيع مساحة المراعي، مع العلم أن بلدية رأس الوادي تعد منطقة فلاحية بامتياز و معروفة بانتاجها الحيواني والنباتي، فضلا عن الإنتاج الغزير للحليب ، إذ تتوفر على ملبنات خاصة و وحدات لانتاج الحليب ومشتقاته.
ع/بوعبدالله