أعلنت مديرية النقل لولاية قسنطينة أن المصعد الهوائي «تيليفيريك» سيعرف توقفا مؤقتا عن الخدمة ابتداء من يوم الجمعة 27 جوان إلى غاية الرابع من جويلية المقبل، حيث يأتي هذا التوقف في إطار إجراء تقني مبرمج مسبقا من طرف الشركة الجزائرية للنقل بالكوابل، يهدف إلى ضمان السلامة العامة ومرافقة التغيرات الطبيعية وذلك ضمن برنامج الصيانة الوقائية المعتمد، فيما تم إحصاء قرابة ربع مليون مستخدم لهذه الوسيلة شهر ماي المنصرم.
ودعت، أمس الثلاثاء، مديرية النقل المواطنين إلى تفهم هذا التوقف المؤقت الذي يندرج ضمن التدابير الضرورية لضمان استمرارية الخدمة بجودة عالية، معربة عن اعتذارها عن أي إزعاج قد ينجم عنه وأكدت أن الخدمة ستستأنف بشكل عادي مباشرة بعد انتهاء الأشغال التقنية في التاريخ المحدد دون تأخير، كما أوضح مدير القطاع تجاني صالح، للنصر أن الإجراء تقني محض وهو مبرمج منذ فترة لصيانة الكوابل مؤكدا أن الأمر مجرد صيانة روتينة معمول بها عالميا.
و كشف مدير النقل ، عن استخدام كبير و غير متوقع لهذه الوسيلة منذ إعادة إطلاقها، حيث أكد أن عدد مستخدمي «التيليفيريك» عرف تزايدا كبيرا منذ وضعه حيز الخدمة بتاريخ 22 أفريل 2025 وقد سجل في ظرف 8 أيام من شهر أفريل تنقل 77046 مستخدما بينما شهد شهر ماي ارتفاعا كبيرا في عدد المستعملين بلغ 249933 شخصا ، وهو رقم يعكس بوضوح، كما أكد، أهمية هذه الوسيلة في تنقلات السكان والسياح، مشيرا إلى بلوغ عدد مستعملي تيليفيريك في يوم واحد فقط وهو الفاتح من ماي 17703 مستخدم وهو ما اعتبر ذروة في التنقل في ذلك اليوم.
وأوضح ذات المتحدث أن «التيليفيريك»، أصبح أداة فعالة جدا في الحد من الازدحام المروري الذي تعرفه مدينة قسنطينة حيث يعد وسيلة نقل سريعة خاصة نحو المستشفى الجامعي الحكيم بن باديس والأحياء الشمالية للمدينة على غرار جبل الوحش والفوبور ويقلص زمن التنقل إلى دقائق معدودة من وسط المدينة، في وقت أنهى فيه معاناة المواطنين من النقص الكبير في وسائل النقل خاصة خلال ساعات الذروة على مستوى هذا الخط، كما كان يشتكي قاصدو المؤسسة الصحية من أزمة خانقة في التنقل إذ لا تتوفر سيارات الأجرة الجماعية من المستشفى إلى وسط المدينة، لتوفر الوسيلة خدمة عمومية سريعة بسعر لا يتجاوز 30 دينارا.
و أشار مدير النقل أيضا إلى أن التيليفيريك، قد استخدم من طرف عدد كبير من السياح سواء من داخل الولاية أو من خارجها بفضل المنظر البانورامي الذي يوفره وارتباطه بمحطات استراتيجية، كما ثمن جودة الخدمات المقدمة من قبل الشركة المستغلة التي وفرت ظروف استقبال وتكفل جيدة بالمواطنين منذ انطلاق التشغيل، ما يعكس جدية طاقم العمل وإرادة الحفاظ على صورة حضارية لهذه الوسيلة الجديدة في النقل الحضري.
ومن المتوقع أن تعود الخدمة إلى طبيعتها ابتداء من يوم السبت 5 جويلية بعد انتهاء العملية التقنية في ظل متابعة ميدانية من مصالح النقل والجهات المختصة، التي أكدت أن الصيانة الوقائية تندرج ضمن المعايير الدولية المعتمدة لضمان أمن وسلامة مستخدمي النقل بالكوابل في الجزائر.
وينتظر أن يسهم استقرار خدمة التيليفيريك في تعزيز النشاط التجاري في عدد من أحياء المدينة القديمة المرتبطة بهذه الوسيلة وقد بدأ الأمر يتجسد فعليا، إضافة إلى دعم السياحة الحضرية وتنويع وسائل النقل العمومي بشكل يخدم حاجيات السكان اليومية ويواكب تطورات المدينة في بعديها الهيكلي والتنظيمي، بما يجعل من النقل المعلق مرفقا استراتيجيا لا مجرد وسيلة عبور ظرفية. لقمان/ق
