برمجت مديرية الثقافة لولاية قسنطينة مسجد سيدي عفان وزاوية السيدة حفصة بالسويقة في المدينة القديمة من أجل التدشين في إحياء ذكرى عيد الاستقلال، حيث يرتقب أن يفتحا أمام المصلين مجددا في 5 جويلية المقبل، في حين تجري إجراءات إعداد ملف لتصنيف ضريح الملك النوميدي المؤسس ماسينيسا ضمن التراث العالمي لليونسكو.
وأفاد مدير الثقافة لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، في تصريح للنصر، بأن أشغال الترميم وإعادة الاعتبار لمسجد سيدي عفان في السويقة وزاوية السيدة حفصة في نهج عبد الله باي بالجهة العليا من السويقة قد استكملت بنسبة 100 بالمئة، حيث أكد أن المديرية برمجت المعلمين من أجل التدشين ضمن برنامج إحياء الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال والشباب في 5 جويلية المقبل، موضحا بأن المصلين سيعودون إليهما بعد إعادة افتتاحهما. ولاحظنا خلال جولة في وسط المدينة أن المسجدين استعادا حضورهما في وسط المدينة، خصوصا مسجد سيدي عفان الذي يمكن رؤية مئذنته وجزء من واجهته الأمامية من جسر سيدي راشد عند مدخل المدينة، بعد سنوات من انتظار استكمال الأشغال على مستواه.
أما بخصوص ضريح ماسينيسا في الخروب، فقد أكد المسؤول أن المديرية تعمل على إعداد ملف من أجل تصنيفه ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، حيث حل فريق من الخبراء والباحثين في علم الآثار لتشخيص ومعاينة وضعية الضريح، بالإضافة إلى إجراء أعمال الرفع الأثري ورقمنة المعلم من خلال عملية المسح الثلاثي الأبعاد للضريح. وشرح المتحدث أن العملية تندرج في إطار جهود وزارة الثقافة من أجل تصنيف 7 أضرحة ملكية عبر التراب الوطني ضمن التراث العالمي لليونسكو، مؤكدا أن الإجراءات المتخذة تشمل تقديم وضعية الضريح الملكي، المعروف أيضا بتسمية «الصومعة»، في الخروب وتاريخه الدقيق وغيرها من المعطيات التي تستهدف إحاطة كاملة به.
ويذكر أن ضريح الملك ماسينيسا، مؤسس دولة نوميديا الموحدة في القرن الثاني قبل الميلاد وعاصمتها سيرتا، من أهم المعالم الأثرية التي تعود للحضارة النوميدية على المستوى الوطني والعالمي، إذ يمثل شاهدا على مستوى الازدهار الثقافي والاجتماعي الذي وصلت إليه الحضارة النوميدية في زمنها، حيث تذهب الدراسات التاريخية إلى تعرض جزء علوي مفقود منه للانهيار نتيجة زلزال في القرون الماضية، في حين قام باحثو ومهندسو مركز البحث في تهيئة الإقليم بقسنطينة مؤخرا بإنجاز رقمنة ثلاثية الأبعاد للضريح بالأبعاد الحقيقية مع إتاحتها على الإنترنيت لزوار موقع المركز، كما يضم متحف سيرتا مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية والمقتنيات الملكية التي عثر عليها داخل غرفة جنائزية صغيرة في الضريح، ويعتقد أنها تعود لماسينيسا أو أفراد من سلالته الملكية.
سامي .ح